الجمعة، 11 أكتوبر 2024

02:27 ص

من وحي "مينا موسى".. حلول واقعية لمحاصرة النصب الإلكتروني

إعلانات التوظيف الوهمية

إعلانات التوظيف الوهمية

أسامة حماد

A A

كان الشاب "مينا موسى" يبحث عن أمل وإن كان عمل بعيد عن منزل، أو في العاصمة القاهرة التي تبعد عن محافظته حوالي 170 كليومترا، وهما كان صيدا سهلا لنصابين في منطقة الزاوية الحمراء، ووظيفة ممرض منزلي “طعمه”، قبل أن يحتجزاه ويشترطا لحريته فدية بـ150 ألف جنيه، لكنهما لم يمهلا أسرته لجمعها، وقطعاه أجزاء صغيرة.

الشاب مينا

فتحت الواقعة الباب أمام البحث عن أليات وتشريعات التصدي لشبكات الإعلان عن فرص العمل الوهمية التي تهدف إلى الاحتيال للحصول على الأموال من الشباب، أو تفقدهم حياتهم، وليس مينا موسى ببعيد.

المطالب جاءت بعد انتشار الإعلانات الوهمية عن فرص عمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت قلقا بالغا داخل الأوساط البرلمانية، ما دفع لجنة القوى العاملة بمجلس النواب بضرورة التدخل العاجل من الحكومة لوضع حد لهذه الظاهرة. 

أكد عدد من المسؤولين والبرلمانيين أهمية تشديد الرقابة على هذه الصفحات وتكثيف الجهود لتوفير فرص عمل حقيقية للشباب، في محاولة لمواجهة تفاقم أزمة البطالة وحماية الشباب من الوقوع في شراك النصب الإلكتروني.

 التلاعب بأحلام الشباب 

أمين سر لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، ألفت المزلاوي، تقول إن هناك كثير من الشبكات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعمل على التلاعب بأحلام الشباب الذي يبحث عن وظائف، بهدف النصب والاستيلاء على أموالهم متابعة، أن قانون الخدمة المدنية قنن التوظيف بأن لا يكون إلا من  عن طريق مسابقات عامة معلن عنها.

البطالة

أضافت المزلاوي، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن بعض الشباب يقعون فريسة لهذه الصفحات لأنه يراها “سبيل وحيد” للحصول على وظيفة هروبًا من شبح البطالة، لكنها غالبا ما تكون “مصيدة أحلامهم”.

النائبة ألفت المزلاوي

تابعت، أن تزايد عمليات النصب في الفترة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام  الحسابات الوهمية  يستوجب تصدي عاجل من الحكومة، متابعة أن الأمر يشكل خطرًا على الشباب، مطالبة وزارة العمل ومباحث الإنترنت بضرورة ملاحقة هذه الصفحات والعاملين عليها.

اقترحت البرلمانية وضع ضوابط جديدة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي باشتراط تقديم بطاقة الرقم القومي لإنشاء الحسابات، بإشراف وزارة الاتصالات، للحد من انتشار حالات النصب عبر التواصل الاجتماعي.

توفير فرص عمل

طالبت عضو مجلس النواب بضرورة التوسع في خلق فرص عمل للشباب لتجنب لجوئهم إلى هذه الإعلانات المزيفة التي تقودهم إلى التعرض إلى النصب. 

أكدت المزلاوي ضرورة التنسيق بين وزارة العمل وزارة الاتصالات ومباحث الإنترنت للتصدي لهذه الشبكات التي تعلن عن وظائف وهمية، متسائلة “لماذا لا تتضافر الجهات المعنية للقضاء على هذا النصب والابتزاز  للحصول على أموال البسطاء؟"

 فشل الدور الرقابي

بدوره، يرى وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، المهندس إيهاب منصور، أن انتشار إعلانات العمل الوهمية أزمة خطيرة تعرض الشباب إلى النصب، يستهدف بها المعلنون الحصول على أموال منهم، مقابل إتاحة “فرص زائفة”، متابعًا أن انتشار البطالة يضطر الشباب إلى اللجوء إلى التعامل مع هذه الصفحات.

قال منصور في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إن انتشار الإعلانات الوهمية عن الوظائف في الأونة الأخيرة يعود إلى فشل الدور الرقابي لوزارة العمل، مؤكدًا أن تتبع هذه الصفحات مسؤوليتها وعليها التنسيق مع الجهات المعنية الأخرى للحد منها.

النائب ايهاب منصور

طالب عضو مجلس النواب بضرورة التوسع في توفير الوزارة لفرص عمل للشباب لتجنب وقوعهم فريسة لهذه الإعلانات غير الحقيقية، مطالبًا بضرورة الرقابة على الصفحات التي تعلن عن وظائف وهمية، قائلًا “استمرار غياب الرقابة يساهم في زيادة انتشار الأزمات ووجهنا الحكومة كثيرا بدعم كافة أوجه الرقابة لكنها لا تسمع لنا”. 

التنبيه على الشباب

من جهته، قال متحدث وزارة العمل عبد الوهاب خضر، إن الوزارة تصدت لإعلانات التوظيف الوهمية من خلال التنبيه على الشباب من حين لآخر بعدم التعامل مع  أي من  الشبكات المعلنة، منوهًا أن هناك العديد من الصفحات التي تغري الشباب بتوفير لهم فرص عمل بالداخل والخارج من خلال رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي والتي طالب الشباب بعدم التعامل معها.

متحدث وزارة العمل عبدالوهاب خضر

طالب متحدث وزارة العمل خلال تصريحات لـ" تليحراف مصر"، الشباب بالتوجه إلى مديريات العمل بالمحافظات أو مكتب العمل في المنطقة لكي يتحقق من حقيقة الوظائف المعلن عنها.

نوه متحدث الوزارة بأن وزارة العمل دائما ما تهيب المواطنين بضرورة عدم التعامل مع الشركات والصفحات التي تعلن عن وظائف، مؤكدًا أنه في حال ورود أي شكاوى من أي شركات أو صفحات بالنصب على المواطنين، يتم تحويلها إلى جهات التحقيق وإغلاقها ومحاسبة العاملين بها.

search