الخميس، 21 نوفمبر 2024

04:30 م

نار الحرب تهدد التصنيفات السيادية لدول المنطقة.. هل يمتد اللهيب لمصر؟

المواجهة بين إسرائيل وإيران

المواجهة بين إسرائيل وإيران

A A

قالت وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيف الائتماني، إن خطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط يهدد التصنيفات السيادية لدول المنطقة ككل.

وأوضحت الوكالة الشهيرة في تقرير حديث، أنها تواصل تقييم تطورات الشرق الأوسط وتأثيرها على التصنيف الائتماني السيادي لدول المنطقة، لا سيما مع امتداد التركيز العسكري الإسرائيلي منذ منتصف سبتمبر لجنوب لبنان والهجوم الانتقامي الإيراني على منشآت إسرائيلية، ما يؤكد اتساع نطاق المواجهة التي بدأت في أكتوبر 2023 وينذر بتداعيات إقليمية أوسع نطاقًا تؤثر على الجدارة الائتمانية لدول المنطقة. 

كيف تتأثر مصر؟

قال الخبير الاقتصادي عضو مجلس الأعمال المصري الكندي، أحمد خطاب، في تصريح لـ"تليجراف مصر" إن وكالات التصنيف الائتماني تأخذ بعين الاعتبار عدة معايير لتعديل التصنيفات السيادية، منها  المخاطر الجيوسياسية، وإن كانت مصر تمكنت خلال الفترة الماضية من استعادة ثقة هذه الوكالات بدرجة كبيرة، لكنها حتى اليوم لم تقدم على رفع تصنيفها الائتماني. 

وأضاف أن أحد العوامل التي تضغط على التصنيف الائتماني للدولة هو استمرار حرب غزة وتوترات البحر الأحمر التي دفعت إيرادات قناة السويس للتراجع بقوة منذ أكتوبر 2023 (الشهر الذي شهد اندلاع المواجهات بين حركة حماس وإسرائيل). 

وأكدت “ستاندر آند  بورز” في تقريرها أن التأثير الائتماني للمواجهة الراهنة بين إسرائيل ولبنان لا يزال مقصورًا على الدولتين، موضحة أن تصنيفاته الائتمانية تأخذ بعين الاعتبار بالفعل الضغوط الجيوسياسية "المؤقتة"، ومن بينها تأثير هذه المواجهة على أسعار النفط وإيرادات السياحة واحتمال نزوح رؤوس الأموال، وجميعها عوامل تؤثر على باقي دول المنطقة بطرق مختلفة. 

خلال مؤتمر صحفي أمس، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إنه حال تطورت الأوضاع الراهنة في المنطقة صوب حرب إقليمية أوسع سندخل فيما يسمى “اقتصاد حرب”، موضحًا أن هذه الأوضاع دفعت أسعار النفط للارتفاع 10% خلال أسبوع، ما يشكل عبئًا مفاجئًا على موازنة الدولة.

سيناريو مستبعد 

وأشار خطاب إلى أن سيناريو اتساع نطاق التصعدي العسكري بين إسرائيل وحزب الله والدخول في حرب متعددة الأطراف قد يحد من فرص تعديل التصنيف الائتماني لمصر خلال الـ6 أشهر المقبلة على أقل تقدير، خصوصًا أن هذا السيناريو قد تصاحبه موجة لانسحاب الاستثمار الأجنبي غير المباشر من السوق المحلية، ما سيضغط على سعر الصرف ويدفع الدولار إلى ارتفاع قوي.

من جانبه، استبعد رئيس قطاع البحوث في شركة عربية أونلاين لتداول الأوراق المالية، مصطفى شفيع، سيناريو اتساع رقعة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، مؤكدًا أن مصر استطاعت خلال الفترة الأخيرة استعادة ثقة المستثمرين الأجانب وحتى حال حدث تخارج لجانب من الاستثمارات غير المباشرة في أدوات الدين أو الأسهم فالأغلب سيكون محدودا ما لم نرى حربا متعددة الأطراف. 

وقالت “ستاندرد آند بورز” في تقريرها، إنها ترى احتمالًا محدودًا لصراع مباشر وطويل الأمد بين إيران وإسرائيل وأمريكا، بينما ترجح استمرار التصعيد بين إسرائيل وحزب الله وإيران على المدى القصير (3 أشهر) وأن تسعى الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران لتسديد ضربات لإسرائيل وحلفائها هذا السيناريو خلال فترة تمتد للعام المقبل، وسنعكس ذلك على المنطقة بتأثيرات مؤقتة قابلة للإدارة على طرق التجارة واسعار الطاقة وإيضا تأثيرا محدودة على التصنيفات السيادية. 
 

search