الجمعة، 11 أكتوبر 2024

06:09 ص

ارتفاع أسعار النفط.. كيف يؤثر على موازنة الدولة؟

عامل بمحطة بنزين

عامل بمحطة بنزين

عبّر رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عن قلقه من احتمالات ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات الـ100 دولار للبرميل، مشيرًا إلى الأعباء الإضافية التي قد تنتج عن ذلك على موازنة الدولة. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس، حيث قال مدبولي إن المنطقة تمر بمرحلة شديدة الحساسية، وحذر من أن الدخول في حرب إقليمية أوسع يمكن أن يؤدي إلى ما يُعرف بـ "اقتصاد الحرب".

وأوضح مدبولي أن أسعار النفط قد ارتفعت بنسبة 10% خلال أسبوع واحد، لتصل إلى 80 دولارًا للبرميل، وهو ما يشكل عبئًا مفاجئًا على الموازنة، خاصة مع التوقعات بأن الأسعار قد تتجاوز الـ100 دولار للبرميل في حال تم استهداف المنشآت النفطية في المنطقة.

إيران وإسرائيل وتأثيرهما على أسعار النفط

توقع أستاذ هندسة البترول والطاقة الدكتور جمال القليوبي أن أي استهداف للمنشآت النفطية أو العسكرية الإيرانية، التي تعد دولة عضو في منظمة "أوبك"، قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط. 

وأوضح القليوبي أن أي ضغوط على إمدادات النفط الإيراني، رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها، قد تؤدي إلى رفع الأسعار، نظرًا لأن إيران لا تزال تستحوذ على حصة سوقية تزيد عن مليون برميل يوميًا.

وأضاف القليوبي أن هناك عوامل أخرى تعزز صعود أسعار النفط في حال اتساع رقعة المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط، بما في ذلك مواصلة منظمة "أوبك" وحلفائها، مثل روسيا، تخفيض إنتاجهم بأكثر من 5 ملايين برميل يوميًا. 

وهذا ما يؤدي إلى تقليص المعروض في سوق النفط، في وقت يتزايد فيه الطلب نتيجة لتوترات المنطقة، مما يساهم في ارتفاع الأسعار.

التوقعات المستقبلية لأسعار النفط

تتداول أسعار النفط حاليًا عند مستوى 77.5 دولار للبرميل، فيما توقعت بنوك استثمار عالمية أن تصل الأسعار إلى 100 دولار في حال تطورت الأوضاع في الشرق الأوسط نحو حرب متعددة الأطراف. 

وفي مذكرة حديثة، أفاد بنك "جولدمان ساكس" بأنه في حال استهداف إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية، فإن أسعار النفط قد ترتفع بمقدار 20 دولارًا للبرميل، حيث يمكن أن يتراجع الإنتاج بمعدل مليون برميل يوميًا على الأقل.

كما ذكر "جولدمان ساكس" أن تدخل منظمة "أوبك" لتعويض هذا النقص الإنتاجي لن يمنع ارتفاع الأسعار بنحو 10 دولارات للبرميل. 

من جانبها، توقعت شركة "ليبو أويل" الأمريكية أن ترتفع أسعار النفط بما يتراوح بين 5 و7 دولارات حال شنت إسرائيل هجومًا على منشآت النفط الإيرانية، مما يعني أن سيناريو ارتفاع الأسعار إلى 100 دولار للبرميل ليس ببعيد.

تأثير ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد المصري

أوضح نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، مدحت يوسف، أن أسواق النفط حساسة جدًا للتوترات الجيوسياسية، حيث تزيد المخاوف بين المستثمرين مما يدفعهم لشراء كميات إضافية من الخام لتخزينها، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب العالمي وارتفاع الأسعار.

وأكد يوسف أن حركة الأسعار مرهونة بمدى التصعيد العسكري في المنطقة، وقد نشهد قفزات سعرية تتجاوز 80 دولارًا للبرميل مع أي تطور جديد. وأشار إلى أن الدول المستوردة للنفط، بما فيها مصر، هي الأكثر تأثرًا بهذه الارتفاعات.

نائب رئيس هيئة البترول الأسبق مدحت يوسف

كما أضاف أن زيادة سعر برميل النفط عن النطاق المحدد في الموازنة يترجم مباشرة إلى عبء إضافي تتحمله الدولة، بالإضافة إلى الدعم المخصص للمواد البترولية. 

حددت الحكومة سعر برميل النفط في موازنة العام المالي الحالي عند 82 دولارًا، وإذا ارتفعت الأسعار إلى 100 دولار، فإن هذا سيترجم إلى عبء إضافي على الموازنة يقدر بنحو 8 دولارات لكل برميل، مما يعادل زيادة قدرها حوالي 38.9 مليار جنيه في فاتورة دعم المواد البترولية، والتي بلغت قيمتها بعد الزيادة الأخيرة لأسعار البنزين والسولار نحو 117.1 مليار جنيه، وهو ما يقل عن تقديرات الحكومة الأولية التي كانت تبلغ 154.5 مليار جنيه.

أسعار المحروقات المحلية

تتأثر أسعار المحروقات في مصر أيضًا بحركة أسعار النفط العالمية، مما يعني أنه من المحتمل أن تشهد الفترة المقبلة زيادات جديدة في أسعار المحروقات المحلية، خصوصًا في ظل سعي الحكومة للوصول بأسعار المحروقات إلى مستويات استرداد التكلفة.

وقد قامت الحكومة برفع أسعار البنزين والسولار مرتين منذ بداية العام الحالي، حيث بلغ سعر لتر بنزين 80 حاليًا 12.25 جنيه، وسعر لتر بنزين 92 يبلغ 13.75 جنيه، بينما ارتفع سعر لتر بنزين 90 إلى 15 جنيهًا. كما وصل سعر لتر السولار إلى 11.5 جنيه. وفقًا ليوسف، يُقدّر مستوى استرداد التكلفة لبنزين 80 بنحو 23 جنيهًا للتر.

search