الإثنين، 25 نوفمبر 2024

08:13 ص

"جلسة مساج وهمية".. تفاصيل مروعة في جريمة مقتل مينا موسى

الممرض مينا موسى

الممرض مينا موسى

آلاء مباشر

A A

من المنيا إلى القاهرة، هذه كانت رحلة الشاب مينا موسى، صاحب الـ20 عامًا، الذي راح ضحية جلسة مساج وهمية، بطريقة وحشية، حيث تم تقطيع جثمانه إلى أشلاء وإلقائها للكلاب الضالة في منطقة الزاوية الحمراء.

رحلة مينا موسى إلى الموت

مينا موسى شأنه شأن الكثير من الشباب في عمره، يلفظ أنفاسه في البحث عن عمل لسد احتياجاته وكسب قوت يومه، ويكون هذا العمل متعلقًا بمهنة التمريض أو ملائكة الرحمة التي اختارها ليضمد جراح المرضى.

كالمعتاد، وفي أثناء تصفح الشاب موقع “فيسبوك”، شاهد إعلانًا لمكتب خدمات صحيّة يدعي أن مقره بميدان الحجاز بمنطقة مصر الجديدة، يوظف شبابًا للعمل في التمريض المنزلي بمرتب مُغرٍ، حسبما روى أصدقاء الممرض المغدور.

حيل شيطانية

وفي بداية شهر أكتوبر الجاري، تواصل ابن محافظة المنيا مع الرقم المدوّن في الإعلان عبر تطبيق “واتساب”، لمعرفة التفاصيل والأوراق المطلوبة، ليأتيه الرد من المكتب أنه تم قبوله في الوظيفةن وهنا لم تكن الدنيا تسع فرحته، لأنه وجد فرصة عمل في مجاله وبراتب مجزٍ.

سافر موسى إلى عمه “جميل”، الذي يقطن بدائرة قسم شرطة المرج بمحافظة القاهرة، لإنهاء الإجراءات الخاصة بالأوراق المطلوبة في أسرع واستلام العمل الجديد في أسرع وقت.

في اليوم التالي، تلقى مينا مكالمة هاتفية في وقت مبكر، حيث أخبروه فيها أنهم في انتظاره لاستلام العمل، وبمجرد وصوله إلى مكتب الخدمات الصحية، اصطحبه مسؤولوا المكتب إلى شقة بها رجل مسن يعاني مرض الألزهايمر في منطقة الزاوية الحمراء.

فدية 500 ألف جنيه

وبحماس أول يوم عمل، بدأ مينا تجهيز أمتعته الخاصة بعلاج المسن، ليسلك طريقه نحو منزله، ومع كل خطوة يخطوها كانت تكتب نهايته المأساوية، فبمجرد أن وطات قدماه المكان، فوجئ بأشخاص يحتجزونه، ويعتدون عليه بالضرب، ويستولون على مبلغ مالي قدره 500 جنيه كان في جيبه، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل إنهم تواصلوا مع أسرته وطلبوا منهم دفع فدية قدرها 150 ألف جنيه.

تقطيع الجثة

حاول ممرض المنيا الهروب والإفلات منهم، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، إلى أن ضربه أحدهم بقطعة حديد على رأسه، أنهت حياته، ثم قطعوا جثته داخل الحمّام، ووضعوها في أكياس، وألقوها في مكان بعيدًا عند ترعة الإسماعيلية.

وبعد إغلاق الهاتف، هرولت الأسرة، لتجهيز المبلغ المطلوب، وحاولت الاتصال بالجناة، فوجدتهم أغلقوا هواتفهم، ولم تتمكن الأسرة من التواصل معهم، وشعر أقارب مينا أنه فارق الحياة.

البلاغ بالاختطاف

تقدمت أسرة المجني عليه ببلاغ يفيد باختطافه، وعلى الفور شكلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة فريقًا بحثيًا من قسم شرطة المرج، بقيادة المقدم أحمد مصلح رئيس مباحث قسم شرطة المرج، والذي تمكن خلال ساعات قليلة من كشف لغز مقتل مينا موسى.

“قلبنا اترج لما سمعنا خبر وفاته”، بهذه الكلمات انفطر قلب أفراد أسرة مينا، الذين قالوا لـ"تليجراف مصر"، إنه خرج بنية صافية، لكنه وقع تحت يد أناس بلا رحمة ولا ضمير.

وأضافوا: "كنا قاعدين والفلوس جنبا على أساس أنه هيرجع حي، طلبوا مننا فدية وهما ناهشين لحمه وقاتلينه".

القبض على المتهمين

ألقت قوات الأمن القبض على الجناة، وهما شخصان، "مصطفى" (36 عاما)، يعمل ممرضا، و"إبراهيم" (41 عاما) عامل في مطعم، وأرشدا عن مكان أشلاء جثته في ترعة الإسماعيلية بنطاق قسم شرطة الزاوية الحمراء، ليتمكن رجال الإنقاذ النهري من العثور على قدمي وذراعي ممرض المنيا، ويواصلون البحث عن باقي أجزاء جثته.

وتم القبض على المتهمين، وتحرير محضر بالواقعة، وإحالته إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.

رد الدفاع

وجاء رد عادل الألفي، محامي أسرة ممرض المنيا، مينا موسى، حاملًا مفاجأت صادمة بالقضية، حيث قال في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إن المتهمين خططا للواقعة منذ شهر أبريل الماضي، وحاولا استدراج المجني عليه أكثر من مرة بزعم أنهما سيوفران له وظيفة ممرض لرجل مسن في منزله مقابل مبلغ مالي كبير.

وأضاف أن المتهم الأول يعمل ممرضًا لرجل مسن مريض بالألزهايمر، وتابع: "استغل أنه بينسى ومريض وقدر يخطف مينا عنده في البيت وينفذ جريمته هناك، ومفكرش إن الناس هتشوفه ولا خاف من حاجة، ودا معناه إنه كان عارف إنه مش هيسيبوا إلا لما يقتله".

وتابع المحامي: “المتهم الثاني وشريك الأول بالجريمة يعمل عاملًا في مطعم، وقد أوهمه الأول بالحصول على مبالغ مالية كبيرة من أسرة مينا، لكن مينا قاومهم وحاول الفرار منهما، فقتلاه خوفًا من افتضاح أمرهما”.

اعترافات المتهمين

وأدلى المتهمان بأقوالهما أمام جهات التحقيق، واعترفا باستدراجهما المجني عليه، عن طريق الهاتف والإلحاح عليه لمدة أسبوع كامل للعمل معهما ممرضًا بمنزل رجل مُسن.

وقال المتهمان في التحقيقات: "كلمناه في التليفون أكتر من مرة وطلبنا منه يبعت الـ(سي في) بتاعه لينا، وإننا ممرضين زمايله وجات لنا فرصة عمل، في البداية ماكنش مصدق وبعدها طلبنا منه يوم الواقعة يقابلنا بس بدون ما يركب أي مواصلة بحجة أننا قريبين من بيته".

وأضافا في الاعترافات أنهما استدرجا مينا موسى بمنطقة الزاوية الحمراء: "وصل المنطقة وطلعناه شقتنا وفهمناه أنها شقة الراجل المسن، لكن بعد ما طلع وحس أننا هنخطفه زعق بصوت عالي وخوفنا ليكشفنا في العمارة بصوته، فخبطناه على راسه بحديدة على النخاع الشوكي عشان يغمى عليه، لكن هو مات مكناش قاصدين نموته".

وأكد المتهمان أنهما حاولا إنقاذه من الموت، لكن شدة ضربة الحديدة تسببت في وفاته في الحال، "لما حسينا إنه بيموت حاولنا ننقذه معرفناش، وقررنا نتخلص من الجثة قبل ما نتفضح جرجرناه للحمام وقطعنا جسمه، وحطيناه في أكياس سوداء ورميناه الفجر في ترعة الإسماعيلية وفي الشارع بأماكن بعيد عن بعض، ونضفنا البيت كويس".

دفن الجثمان

صرحت النيابة العامة بالقاهرة، اليوم الخميس، بدفن جثمان مينا موسى، الممرض الذي قُتل على يد شابين بعد اختطافه وتعذيبه وتقطيع جثمانه وإلقائه بترعة الإسماعيلية.

وسيتم تشييع جثمانه من مسقط رأسه بمحافظة المنيا لمثواه الأخير، وذلك بعد مطابقة عينة الـ DNA بالأشلاء التي تم العثور عليها والتأكد من أنها ترجع للشاب مينا موسى.

search