الجمعة، 11 أكتوبر 2024

06:20 م

"بشتيل" ولدت من رحم كارثة رمسيس.. أول امتحان لـ كامل الوزير

محطة بشتيل

محطة بشتيل

روان عبدالباقي

A A

يودّع أهالي الصعيد، محطة رمسيس خلال الساعات المقبلة، بعد افتتاح محطة قطارات "سكك حديد صعيد مصر" بمنطقة بشتيل في الجيزة، وذلك بعد سنوات من العمل والتخطيط والتجهيز لتكون بداية ونهاية قطارات الصعيد في بشتيل.

ما قصة محطة بشتيل؟

في 10 مارس سنة 2019، كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، الفريق مهندس كامل الوزير بتولي مهام وزارة النقل، وذلك بعد استقالة هشام عرفات وزير النقل السابق، إثر حادث محطة مصر، وفي اليوم التالي حلف الوزير اليمين أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي ليأتي أول توجيه له بحل أزمة محطة مصر.

وقال كامل الوزير، خلال لقائه الإعلامي مصطفى بكري ببرنامج حقائق وأسرار المذاع على قناة صدى البلد، إن الرئيس السيسي طلب منه يوم حلف اليمين تطوير السكك الحديدية وحلحلة الازدحام بميدان رمسيس، وبالتالي كان لا بد من العمل على إنشاء محطة جديدة تليق بصعيد مصر والوجه القبلي.

بعد أسبوع، تقدم كامل الوزير بأكثر من مقترح للرئيس السيسي بين تكبير محطة الجيزة بالمنيب، أو استحداث محطة جديدة بمنطقة بشتيل أو شبرا الخيمة، حتى توصلا إلى إنشاء محطة بشتيل، فلم يجدا منطقة تسع إنشاء محطة سكك حديد كبيرة كما يريدا سوى منطقة بشتيل.

وزير النقل وصف مثلث محطة بشتيل بأنه عبقري والراكب سوف يكون قادرًا على التوجه لأي منطقة في مصر، إذ أن محطة بشتيل ستكون تبادلية بين قطارات الصعيد والمتوجهة للإسكندرية، بحوالي 10 خطوط سكك حديد، بجانب الربط مع الخط الثالث للمترو والذي يتوجه مساره لمحور 26 يوليو، حيث تم تغيير مسار المونوريل لينتقل من 26 يوليو بالشمال ويأتي إلى محطة بشتيل.

محطة بشتيل ستتيح التنقل لأي منطقة حتى العاصمة الإدارية، وهذا لم يكن متوفرًا في محطة رمسيس، حسب كامل الوزير، لافتا إلى أن تكلفة المحطة تتراوح من 3.5 لـ 4 مليار جنيها، ولم تتحمل موازنة الدولة مليمًا واحدًا من هذه المليارات، حيث دخلت الوزارة في صفقات مع شركات لاستثمار أراضي السكة الحديد وكانت أرباح الشركة تغطي تكلفة إنشاء المحطة.

لماذا بشتيل؟

لماذا وقع الاختيار على منطقة بشتيل دون غيرها من المناطق لتكون محطة قطارات "سكك حديد صعيد مصر"؟، وفقا للخطة التي عرضتها وزارة النقل في 2020 أمام مجلس الوزراء لإنشاء المحطة فأرجعت إنشاء المحطة إلى تخفيف الزحام المروريّ الذي يشهده ميدان رمسيس بالقاهرة.

اتجهت الحكومة نحو التخطيط لإنشاء محطة جديدة لقطارات السكك الحديدية الخاصة بالوجه القبلي في منطقة بشتيل، ومحطة أخرى في المستقبل لقطارات الوجه البحري في منطقة قليوب- شبرا الخيمة.

وأوضح المهندس كامل الوزير، أن "محطة مصر" للسكك الحديدية بمنطقة رمسيس أنشئت في عام 1856، وكان تعداد سكان مصر في ذلك الوقت يقدر بـ4 ملايين نسمة، حيث كان يتم تسيير 5 رحلات من القاهرة إلى الإسكندرية. ووصل إجمالي ما يتم نقله في ذلك الوقت إلى 10 آلاف راكب يوميا في الاتجاهين.

وفي عام 2020، وصل تعداد سكان مصر إلى 100 مليون نسمة، الأمر الذي استدعى وضع خطة منهجية تراعي في جوانبها الانعكاس السلبي لهذا الازدحام الكبير داخل محطة رمسيس وخارجها.

بوابة لصعيد مصر

وفيما يتعلق بأسباب اختيار منطقة بشتيل تحديدًا لإنشاء محطة قطارات بها، أكد الوزير أن ذلك يرجع إلى ما تتمتع به هذه المنطقة من مقومات ومميزات عديدة، من بينها وقوعها في منطقة وسطية بين محطتي سكك حديد رمسيس والجيزة، وكونها تقع في محافظة الجيزة التي تعتبر بوابة لصعيد مصر.

كما تعد هذه المنطقة، نقطة التقاء خطوط السكك الحديدية الرئيسية بمصر (السد العالي/ الإسكندرية– إمبابة/ المناشي/ القباري)، بالإضافة إلى وجود وسائط نقل متعددة متصلة بالمنطقة مثل مترو الأنفاق، ومونوريل 6 أكتوبر، وخطوط أتوبيسات ترددية، ووسائل النقل الجماعي لخدمة أهالي الصعيد، إلى جانب وقوعها على 4 محاور رئيسية تسهل نقل الحركة منها وإليها وهي: محور ترعة الزمر، ومحور شارع السودان، ومحور أحمد عرابي وشارع المطار، ومحور 26 يوليو.

وكانت مساحة الـ 57 فدانًا ببشتيل دافعًا قويا لإقامة المشروع علاوة على تخفيف الضغط على محطات القطارات المركزية المتمثلة في رمسيس والجيزة على مستوى النقل والخدمات والصيانة، والتقليل من حالات التكدس المروري داخل شوارع العاصمة، وهو ما يتيح رفع مستوى الخدمات المقدمة داخل محطات القطارات إلى المستوى العالمي مع زيادة الإقبال وتشجيع الجمهور على استخدام وسائل المواصلات العامة.

search