الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024

12:15 ص

82 عاما من الإلهام.. عجوز بريطانية تتحدى الجبال دعما لفلسطين

الجدة آن جونز البريطانية

الجدة آن جونز البريطانية

منار فؤاد

A A

في تحدٍّ جريء لا يتناسب مع أرقام العمر، صعدت الجدة البريطانية آن جونز، 82 عامًا، جبل "مونت فينتو" الفرنسي، الذي يحمل لقب "وحش بروفانس" لصعوبته الشديدة.

رحلة جونز لم تكن مغامرة عابرة، بل خطوة مدهشة ضمن تحدٍ خيري يأخذ شكلًا غير تقليدي، لتعيد تعريف الحدود التي يضعها الناس للعمر والقدرة، وتُثبت أن الإرادة قادرة على تطويع حتى أكثر الجبال وعورة.

رحلة الصعود نحو العطاء

في مواجهة برد الجبال ورياحها القاسية، قضت الجدة آن جونز 6 ساعات متواصلة على دراجتها الهوائية، لتقطع 20 كيلومترًا صعودًا نحو قمة "مونت فينتو" على ارتفاع 1910 أمتار، لكن رحلتها الشاقة لم تكن مجرد اختبار للقدرة الجسدية، بل كانت خطوة نحو هدف أسمى، وهو “جمع التبرعات”، لتجمع بين القوة البدنية والعطاء الإنساني في تحدٍ واحد وفقًا لما جاء في موقع "مترو" البريطاني.

مهمة إنسانية من أجل غزة

نجحت الجدة آن جونز في جمع 13 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل 16,500 دولار، لصالح حملة "نداء غزة" التي تديرها مؤسسة "آموس ترست" الخيرية، وأعربت عن فخرها بالمشاركة في هذا التحدي، مؤكدة أن دافعها الأساسي كان شعورها العميق بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني ومعاناته، معتبرة هذه المبادرة خطوة عملية لدعم قضايا إنسانية تؤمن بها.

دعم لا ينقطع من غزة

في أثناء رحلتها، تدفقت رسائل التشجيع من أهالي غزة المحاصرين إلى آن جونز عبر تطبيق واتساب، حاملة معها طاقة دفعتها للاستمرار في تحدي الجبل، بالنسبة لها، لم تكن الرحلة مجرد صعود إلى قمة "وحش بروفانس"، بل كانت رسالة مزدوجة، الأولى لتقديم الدعم لغزة، والثانية لكسر الصور النمطية عن العمر، وتأكيد أن التقدم في السن لا يعني التوقف عن الحركة أو التحدي.

رحلات سابقة وتجارب ملهمة

لم تكن هذه المغامرة استثناءً في حياة الجدة جونز؛ فقد اعتادت تحدي المستحيل، في الصيف الماضي، انطلقت في رحلة أخرى لدعم فلسطين، حيث قضت 6 أيام تتسلق الممرات الجبلية في جنوب ويلز، و بالنسبة لها، هذا هو النهج الذي تفضله في الحياة، حيث قالت بفخر، "أُفضّل أن أستغل وقتي بهذه الطريقة، بدلًا من أن أجلس مكتوفة الأيدي وأفرك يديّ بيأس".

عمر في خدمة الإنسانية

تُعد آن جونز مثالًا حيًا للإنسانية والإرادة التي لا تعرف الحدود، فقد كرست حياتها لمساعدة الآخرين، متطوعة في بلدان متعددة حول العالم، بما في ذلك الهند ورومانيا وفرنسا، وفي مخيمات كاليه، قامت بتعليم اللغة الإنجليزية للاجئين، ما يبرز روح العطاء اللامحدود التي تتحلى بها، إنها ليست مجرد جدة، بل رائدة في العمل الإنساني، تُلهم الجميع من حولها.

search