الأحد، 24 نوفمبر 2024

02:17 م

يحيى السنوار.. رجل خنق "العوائق" بكوفيته

يحيى السنوار - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

يحيى السنوار - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

هدير يوسف

A A

يحيى السنوار  أو “الرجل الحي الميت” كما يعرف في قطاع غزة، العقل المدبر لطوفان الأقصى، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي أعلنت إسرائيل اغتياله اليوم، في عملية وصفت بنهاية “حركة المقاومة” بالقطاع.

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قلل من فرص وقف الحرب، في بيان أعلن فيه التأكد من وفاة السنوار، مؤكدا أن الحرب لن تنتهي حتى يتم استعادة المحتجزين، فيما قال إن “حماس لم تعد تحكم غزة بعد الآن”.

برز اسم السنوار يوم 7 أكتوبر 2023 وتحدديا بعد عملية "طوفان الأقصى"، إذ سمته تل أبيب “مهندسا للهجوم” الذي شنته حماس عليها، وفيه خرج رجالها من المستوطنات الإسرائيلية مع 240 محتجزا، فيما تقول إسرائيل إنها قتلت 1200 شخص.

 وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، تعهد في وقت سابق بـ"العثور على السنوار والقضاء عليه"، وحض سكان قطاع غزة على تسليمه، قائلًا، “إذا وصلتم إليه قبلنا فسيؤدي ذلك إلى تقصير مدة الحرب”، ولكنه لم يظهر منذ اندلاع الحرب في غزة، وحتى عند اغتيال سلفه إسماعيل هنية.

من هو السنوار؟

يحيى إبراهيم حسن السنوار، الاسم الكامل ليحيى السنوار، الذي ولد في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطنين، بجنوب قطاع غزة يوم 19 أكتوبر 1962، عاش طفولته بين أزقة غزة، وتنحدر عائلته من قرية المجدل التي هجّرت منها عقب نكبة عام 1948 لتستقر شجرة العائلة في قطاع غزة، تلقَّى تعليمه في مدارس "أونروا" في مخيم خان يونس والتحق بعدها بالجامعة الإسلامية التي تخرج فيها بدرجة البكالوريوس في الدراسات العربية وتعلم اللغة العبرية التي يتحدثها بمستوى جيد لقضاه فترة ليست بقليلة في السجون الإسرائيلية.

 

نشاطه السياسي

بدأ السنوار أولى خطوات نشاطه السياسي من خلال العمل الطلابي تحت مظلة "الكتلة الإسلامية" بالجامعة، وكان رئيس المجلس الطلابي بالجامعة، وانضم السنوار إلى حركة حماس التي أسسها الشيخ أحمد ياسين قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987، وأنشأ السنوار الجهاز الأمني للحركة سنة العام 1988، وهو المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل ومعاقبتهم وقد تصل في بعض الأحيان إلى إعدامهم والأمر الذي أعتبره البعض أن السنوار لا يتهاون مع من الخائنين ومن يعارض مصلحة الحركة.

قضى السنوار 23 عامًا في السجون الإسرائيلية ولكن عدائه الشديد كان يظهر خلال تعامله مع الجنود الإسرائليين، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات لقتله جنديين إسرائيليين، وكان من بين 1000 فلسطينيًا أطلق سراحهم في صفقة تبادل أسرى في العام 2011 مقابل إطلاق سراح الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكان بمثابة ترياق الموت لأسرائيل، وقد أجرى الصحفى الإسرائيلى إيهود يعارى مقابلة مع السنوار 4 مرات خلال السنوات الاثنتين والعشرين التى قضاها فى السجن، والذي صرح أن «السنوار رجل يثير الخوف».

عندما كان السنوار في سجون الاحتلال 2004، ظهرت عليه أعراض ورم دماغي، وخضع لجراحة على يد يوفال بيتون، الطبيب الذي عمل في السجون الإسرائيلية 10 سنوات، عاد بعدها إلى السجن، ليكمل مدته التي قضى منها أكثر من 15 عاما.

عاد نشاط السنوار داخل صفوف حركة حماس وانتخبه عضوًا في المكتب السياسي 2012، وتدرج في المناصب وصولًا لانتخابه رئيسًا لمكتبها في غزة 2017، وجرى إعادة انتخابه لفترة ثانية 2021، إلى أن وصل لرئاسة المكتب السياسي للحركة 2024 خلفا لإسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في طهران يوليو الماضي.

يحيى السنوار

حماس هي كل شئ

عرف السنوار بشخصيته التي تتمتع بحس القيادة وكاريزمته، ووصف البعض عقليته بأنها "الأكثر عقلانية وبراغماتية"، وقال مايكل كوبي، المسؤول السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) الذي استجوب السنوار لمدة 180 ساعة في السجن، في أحد التصريحات، إنه كان له حضور واضح بسبب قدرته على الترهيب والقيادة، وسأل “كوبي” ذات مرة السنوار الذي كان يبلغ من العمر حينذاك 28 أو 29 عاما، لماذا لم يتزوج، ورد “إن حماس هي زوجتي، وحماس هي ولدي، وحماس بالنسبة إلي هي كل شيء”.

قال “السنوار” دوما إن سعيه الدائم هو إقامة دولة فلسطينية قائمة على الأرض تضم قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس، واعترف خلال محضر التحقيق الذي خضع له في إسرائيل والذي تم نشره في وسائل إعلام عبرية، بخنقه “متعاونًا” مع إسرائيل بالكوفية حتى الموت في مقبرة في خان يونس، الأمر الذي يشير إلى تدمير كل من يعيق طريق السنوار أو الحركة، وفق المسؤول الإسرائيلي السابق.

search