السبت، 19 أكتوبر 2024

04:15 م

الموسيقى ملاذ آمن لأطفال غزة.. مبادرة من قلب الوجع

أطفال غزة

أطفال غزة

رفيدة سالمان

A A

في قلب الحرب على غزة، حيث تتناغم أصوات القصف مع صرخات المعاناة، ينام الأطفال ويستيقظون على وقع التوتر والقلق.

ومع تفاقم الأوضاع النفسية، تظهر جهود مميزة تهدف إلى تخفيف آثار الصراع، حيث قدمت مدربة موسيقى فلسطينية، تُدعى سما نجم، دروسًا موسيقية للأطفال، محاولةً خلق ملاذ آمن بعيدًا عن أجواء الحرب القاسية والموجعة.

تجربة سما نجم

في مقطع فيديو تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر سما نجم في أحد المعاهد الموسيقية بغزة، وهي تُعَلِّم الأطفال العزف والغناء. تعكس كلماتها شغفًا وإصرارًا على زرع الأمل في قلوب هؤلاء الصغار، إذ تقول: “أحببت من خلال الآلات التي لدينا أن أُعَلِّم الأطفال الموسيقى للترفيه عنهم، خصوصًا في أجواء الحرب، بدلًا من أن يسمعوا أصوات القصف، قررنا أن نجعلهم يسمعون الموسيقى وينشدون أغانٍ وطنية”.

تفاعل الأطفال والأهالي

تسرد سما كيف تفاعل الأطفال مع المبادرة، قائلة: "كان الأطفال مبسوطين، وعلمناهم العزف على العود والكمان، بالإضافة إلى تفاعل الأهل الذين استقبلوا الفكرة بشكل إيجابي.

وتستكمل: “لم يقتصر التأثير على الأطفال فقط، بل امتد ليشمل عائلاتهم، مما يعكس روح المجتمع الفلسطيني في مواجهة الصعوبات.. الأهل الذين حضروا الدروس كانوا يشعرون بالسعادة لرؤية أطفالهم يبتسمون وينسون هموم الحرب ولو لفترة قصيرة”.

تغيير النفسية من خلال الفن

تواصل سما حديثها عن إعجاب الأطفال بالموسيقى، مشيرةً إلى أن العديد منهم لم يسبق لهم رؤية آلات مثل الكمان أو العود. وتوضح: "علمناهم العزف على هذه الآلات، وكانوا متحمسين للغاية"، واصفةً كيفية تجاوزهم للضغوط النفسية التي يعيشونها.

وتقول: “الهدف من هذه المبادرة هو جعل الأطفال يسمعون أصواتًا مختلفة عن تلك التي اعتادوا عليها، والتي تمثل العنف والدمار.. لقد ساهمت الموسيقى في تحسين حالتهم النفسية”.

تأثير المبادرة على المجتمع

وفق سما، تعتبر هذه المبادرة أكثر من مجرد دروس موسيقية، بل هي بمثابة شعاع أمل ينير ظلام الحرب. 

تُعيد الموسيقى للأطفال البسمة وتمنحهم لحظات من الفرح وسط واقعهم الصعب. 

إن تعلم العزف والغناء لا يساعد الأطفال في التعبير عن مشاعرهم فحسب، بل يعزز أيضًا من شعور الانتماء والتواصل الاجتماعي.

رسالة الأمل في زمن الصراع

تُظهر تجربة سما نجم، أن الفن يمكن أن يكون أداة فعالة في مواجهة الأزمات، حيث يجسد قدرة الإنسان على تجاوز الألم من خلال الإبداع.

ومع استمرار الحرب، يبقى الأمل في قلوب هؤلاء الأطفال، الذين وجدوا في الموسيقى ملاذًا بعيدًا عن الواقع المرير.

search