الأحد، 20 أكتوبر 2024

12:41 ص

مرح في قلب العبادة.. جدل بشأن أطفال يلعبون بمسجد

لهو الإمام مع الأطفال داخل المسجد

لهو الإمام مع الأطفال داخل المسجد

منار فؤاد

A A

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، مقطع فيديو لفت انتباه العديد من المستخدمين، يظهر إمامًا تركيًا يُمارس لحظات من المرح واللعب مع الأطفال داخل المسجد.

بعد انتهاء جلسة حفظ القرآن، يظهر الإمام وهو يشارك الأطفال في ألعاب بسيطة، ما يعكس الجانب الإنساني للدين، ليتحول المسجد من مكان للصلاة فقط إلى فضاء تفاعلي، يمكن للأطفال الاستمتاع فيه والتعلم في آن واحد.

ردود فعل الجمهور

لاقى الفيديو تفاعلاً كبيرًا على منصات التواصل، حيث عبر الكثيرون عن إعجابهم بأسلوب الإمام في الجمع بين التعليم والترفيه، وأظهر المقطع كيف يمكن للزوايا الدينية أن تكون مراكز للترابط الاجتماعي والأنشطة الإيجابية. 

علقت أم عمار، "أغلب الأطفال مبيحبوش يروحوا المسجد عشان إمام المسجد بيخاف على النظافة لدرجة بتوصل إنه يصرخ على الأطفال، بس ما شاء الله عليه بيحبب الأطفال لحفظ القرآن والصلاة ونظافة المسجد، ربنا يجازيه خير".

آراء متنوعة حول دور المسجد

بينما عبّر الكثيرون عن إعجابهم بالطريقة التي دمج بها الإمام التعليم بالترفيه، وجاءت أصوات معارضة تطرح تساؤلات حول الدور الحقيقي للمسجد، مُشيرين إلى أن المسجد يجب أن يظل مكانًا مخصصًا للعبادة فقط، وعلق أحدهم قائلاً، "المسجد هو مكان للصلاة والدعاء، وليس للعب، يجب أن نركز على قدسية المكان"، في حين أضاف آخر، “أين هي الحدود بين العبادة والترفيه”.

جانب من التعليقات

قال إسلام، "هو المغزى جميل بس اعتقد المسجد ليه حرمة والله أعلم".

جانب من التعليقات

حرمة المساجد وضرورة احترامها

في إطار الحديث عن أهمية المساجد، شدد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور محمد أيوب، لـ"تليجراف مصر"، على كونها أماكن مقدسة ينبغي المحافظة عليها بعيدًا عن أي شكل من أشكال اللهو أو اللعب، فهي مخصصة للعبادة، ومن المهم أن يدرك الجميع حرمتها، بحيث لا تُحوَّل إلى ساحات للعب، ويُعتبر دخول الأطفال إلى المساجد أمرًا مقصورًا على أداء الصلوات، قراءة القرآن، أو الاستماع إلى الخطب.

أضاف أن لعب الأطفال داخل المساجد يعد مسألة غير مقبولة، حيث يسهم ذلك في تقليل مكانة وقدسية هذه الأماكن، وكما جاء في كتاب الله "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ"، يجب أن تبقى المساجد بعيدة عن أي شكل من أشكال اللغو والعبث، والسماح للأطفال باللعب داخل المساجد بشكل منتظم يعيق الغرض الذي وُجدت من أجله، ويُشكل تحديًا للمصلين في أوقات الصلاة، وقد يؤدي أيضًا إلى تلويثها وتعريض محتوياتها للخطر.

التوجيه والتربية

يتحتم على الآباء توعية أطفالهم بأهمية احترام المساجد وخصوصيتها، ومن الضروري إعداد الأطفال نفسيًا وفكريًا قبل دخولهم، ليتمكنوا من فهم الفرق بين أماكن العبادة وأماكن اللهو، بالإضافة إلى التعليم الجيد يساهم في تقبل الأطفال للنقد، ما يمكنهم من التصحيح الذاتي بناءً على التوجيهات التي يحصلون عليها.

يجب أن يكون أسلوب التوجيه للطفل هادئًا، بعيدًا عن العنف أو التوبيخ، حتى يكون دافعهم هو احترام المكان وقدسيته، عندما يشعر الأطفال بالحب والعطف، يصبحون أكثر تقبلاً للتوجيهات، ما يساعد الأطفال على احترام قدسية المكان.

ضرورة التوازن في التعامل مع الأطفال

 قال أستاذ الفقه، إن تحقيق التوازن في التعامل مع الأطفال داخل المساجد يعد أمرًا مثاليًا، ينبغي ألا نحرمهم من دخول المساجد، مع الحرص على عدم انتهاك حرماتها، مشيرًا إلى أن الهدف هو خلق جو من الهدوء والاحترام في هذه الأماكن المقدسة، مما يسهم في تعزيز قدسيتها.

 دعوا أطفالكم يدخلون المساجد

اختتم أيوب حديثه بالتأكيد على أهمية فهم عبارة "دعوا أطفالكم يلعبون في المساجد" كانت مُجرد لفتة لجذب الانتباه، ولكن الغرض الحقيقي هو أن نحث الأطفال على دخول المساجد بحب واحترام، الفهم العميق لقدسية هذه الأماكن سيساهم في تكوين جيل واعٍ يحافظ على هذه الحرمات. 

search