الإثنين، 21 أكتوبر 2024

09:39 ص

ترميم لا يجاري الزمن.. هل تؤثر التغيرات المناخية على آثار مصر؟

أبو الهول

أبو الهول

محمد لطفي أبوعقيل

A A

تواجه الآثار الفرعونية في مصر تحديًا كبيرًا يتمثل في التغيرات المناخية التي تهدد التراث الحضاري الذي يمتد لآلاف السنين، وباتت بعض التقلبات المرتبطة بارتفاع منسوب المياه وزيادة درجات الحرارة والتلوث، تشكل خطرًا مباشرًا على المعابد والمقابر والنقوش الأثرية. 

 من الطبيعي أن تتأثر

يقول الخبير الأثري بوزارة الآثار الدكتور شريف شعبان، إنه من الطبيعي أن تتأثر الآثار والمعابد الفرعونية بالتغيرات المناخية، حيث أن أعمار هذه الآثار تتعدى 3000 آلاف سنة.

أضاف شعبان في تصريحاته لـ "تليجراف مصر"، أن الآثار المصرية تعرضت للكثير من التأثيرات الناتجة عن التغيرات المناخية منها معبد أبو سمبل الذي كاد أن يتعرض للغرق بعد بناء السد العالي والذي تم نقله بمساعدة اليونسكو.

تأثر أبو الهول بالتغيرات المناخية

تابع، كذلك معبد فيلة الذي تم نقله إلى جزيرة أجيليكا بعد غرق جزيرة فيلة، كذلك تأثر تمثال أبو الهول بالتغيرات المناخية وتسببت في سقوط أنفه حسب الدراسات التي أجريت وليس بسبب الادعاءات التي تقول إنه تم ضربه بمدافع.

أوضح، أن هناك تقارير تفيد بأنه سيكون هناك ارتفاع في نسبة مياه المحيطات عن المعدل الطبيعي بسبب ذوبان الجليد، مما قد يتسبب في غرق العديد من الآثار الموجودة في مناطق الدلتا، خلال السنوات القادمة.

أكمل، أن الأماكن التي لن تتأثر بمياه الفيضانات سوف تتأثر بتغيير درجات الحرارة أو الرطوبة لأن الحرارة تؤثر بشكل طفيف على الأحجار مما قد يؤدي إلى تلفها مع الوقت.

 علم الترميم

أشار إلى أن علم الترميم قد يحد من الكثير من المشاكل التي قد تسببها التغيرات المناخية حيث أنه مرتبط بشكل كبير بعلم الآثار، حيث يمكن من خلاله إعادة ترميم الآثار العضوية مثل المومياوات والتوابيت، وكذلك الآثار غير العضوية مثل الأحجار والتماثيل، متابعاً نحن نملك أكبر معمل وفريق ترميم آثار على مستوى الشرق الأوسط.

أكد الخبير الأثري أنه يجب وضع كل أثر في بيئة مناسبة للحفاظ عليها، بدرجة حرارة ثابتة ورطوبة مناسبة، وعمل صيانة دورية، موضحاً أن أكثر الآثار عرضة للتلف السريع هي المخطوطات والأخشاب والبرديات، حيث يجب الحفاظ عليها داخل المتاحف.

علي المدي البعيد

من جهته، أكد مدير عام الترميم بوزارة الآثار الدكتور عبدالحميد كفافي، أن التغيرات المناخية لها تأثير على الآثار علي المدي البعيد، موضحاً أنه كلما كانت المعالجة والصيانة قريبة يصبح التأثير بسيطا وليس متلفًا.

أضاف في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن كل منطقة أثرية يوجد بها إدارة ترميم وصيانة للإثارة، لافتاً إلى أنه أنه في حالة تعرض الآثار لأي ضرر ناتج عن التغييرات المناخية يتم التعامل بشكل  فوري لترميمه.

تابع، “بعض الآثار التي تقع في أماكن صحراوية يتم تغطية أسقفها بالبورسلين للمحافظة عليها من التغيرات المناخية سواء كانت رياح أو امطار أو اختلاف في درجات الحرارة”.

حماية استباقية

أوضح أنه لحماية الآثار المشهورة يتم إجراء عمليات حماية استباقية، حيث تم وضع طبقة من "الكوتنج"، وهي طبقة شبه زجاجية، على تمثال أبو الهول، لحمايته من التغيرات المناخية وكنوع من الصيانة الوقائية.

أشار إلى أن إدارة الوحدات والكوارث بوزارة السياحة والآثار تقوم بالدعم الكامل للمواقع المهددة بسبب التغيرات المناخية.

واصل، "عند هطول الأمطار أو السيول على المناطق الساحلية مثل المنطقة التي توجد بها مقابر "الأنفوشي"، يتم تغطية المنطقة بأكملها.

تضرر الألوان والنقوش

في السياق، يقول كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار الدكتور مجدي شاكر، إن التغيرات المناخية ستؤثر على الآثار والمعابد الفرعونية، لأن معظمها مبني من الأحجار.

أضاف شاكر في تصريحاته لـ "تليجراف مصر"، أن الحجر مكون من جزئيين، جزء داخلي وثان خارجي، وعند تعرض الداخلي لارتفاع درجة الحرارة يتمدد ما يتسبب في تضرر الطبقة الخارجية التي بها الألوان والنقوش.

تتعرض للتلف دائمًا

أشار إلى أن الآثار الموجودة بالقاهرة متضررة كثيراً، حيث تتعرض للتلف دائمًا على الرغم من عمليات الترميم الكثيرة، بسبب ارتفاع درجة الرطوبة والتلوث في الجو عالي.

search