الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:53 م

خديجة.. نهاية مأساوية للجميلة ذات الذراع الواحد

خديجة

خديجة

خلود طارق

A A

وُلدت خديجة في ظروف غير عادية، وكانت بمثابة المعجزة لعائلة ظلت لسنوات عاجزة عن الإنجاب.

ولكن ما بدأ كفرحة بقدوم طفلة جميلة، سرعان ما تحول إلى مأساة حين اكتشفت العائلة أن خديجة ولدت بإعاقة جسدية “بذراع واحد”، تلك الإعاقة جعلتها عرضة للتنمر حتى من أهلها الذين رفضوا تقبلها، ليبدأ فصل مؤلم في حياة خديجة.

ضمن سلسلة حلقات مثيرة بعنوان "حكايات من داخل المشرحة"، نقدم تفاصيل وكواليس قضية غامضة داخل أسوار مشرحة زينهم، وفقًا لطارق شعبان، الذي عمل بمشرحة زينهم لفترة قصيرة.

تبدأ القصة في عام 1991، عندما جاءت جثة فتاة عشرينية إلى المشرحة، لتوقيع الكشف الطبي عليها وإعداد تقرير بالصفة التشريحية، لتروي والدة خديجة قصتها لـ "شعبان" العامل بالمشرحة في ذلك الوقت.

وأكدت رباب لـ"شعبان" أنها تعمل "خادمة" وتعتبر والدة خديجة التي وُلدت في ظروف استثنائية، بعد سنوات طويلة من محاولات والدها الإنجاب بعدما اكتشف أن زوجته لا تنجب، ولأن المشكلة جاءت من الأم حاولت نصح زوجها بالزواج من أخرى وكانت الأخرى هي من تروي لـ شعبان قصتها.

وقالت رباب لشعبان الذي يروي لـ"تليجراف مصر" حكاية خديجة وزوجة والدها التي استسلمت لليأس، واتخذت قرارًا غريبًا؛ حيث طلبت من خادمتها "والدة خديجة" أن تتزوج من زوجها لتقوم بإنجاب طفل بدلاً منها.

الخادمة حملت وأنجبت خديجة، الطفلة التي جاءت إلى الدنيا بجمال ساحر، لكن بعاهة وكانت بيدٍ واحدة، وهذا العيب الخلقي جعلها عرضة للتنمر والاحتقار، حتى من أقرب الناس إليها.

كبرت خديجة وهي تعيش في ظل التنمر والإهانة حتى مع أسرتها بالمنزل، وكانت النظرات السلبية تحاصرها في كل مكان تذهب إليه.

ومع تزايد الضغط النفسي، قررت الهروب من المنزل وهي لا تزال في سن الـ 15 عاما، باحثة عن مهرب من القسوة التي عاشتها.

للأسف، لم تجد خديجة الراحة أو الأمان في الخارج، وعملت كمتسولة بالشوارع في البداية حتى رأتها سيدة واقتربت منها لتعطيها طعاما وقررت اصطحابها لمنزلها لتساعدها في المنزل، وانتهى بها الحال تعمل كخادمة في منزل يقوم بأعمال منافية للآداب.

وظلت خديجة بنت منطقة حدائق القبة، تستيقظ صباحا لتنظيف المنزل وتختبئ بغرفتها حتى لا يراها الزبائن وتنقطع زياراتهم، حتى رأها رجل وسيم بذلك المنزل وأبدى إعجابه بها وقدم لها وعودًا بالزواج، مما أعاد إليها بصيصًا من الأمل في حياة جديدة.

لكن هذا الرجل كان مجرد وهم، خدعها واستغل ضعفها، وفي النهاية تنمر عليها أيضًا بسبب إعاقتها، عندما اكتشفت خديجة خيانته وتخليه عنها، انطفأ آخر أمل كانت تتعلق به.

في لحظة من الألم واليأس، قررت خديجة إنهاء حياتها، وشنقت نفسها، بعد معاناة استمرت لسنوات.

كانت قصة خديجة في ذلك الوقت صدمة للمجتمع، فحياتها كانت مليئة بالظلم والتجاهل، وماتت خديجة، لكن قصتها ستظل شاهدًا على مأساة إنسانية.

search