الخميس، 24 أكتوبر 2024

09:26 م

في المسجد والكنيسة وثالثهما طبيب.. "المثلي" آثم أم مريض؟

المثلية - أرشيفية

المثلية - أرشيفية

آلاء مباشر

A A

أعاد الدكتور خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف وأحد علماء الأزهر، والوجه الإعلاميّ المعروف والمحسوب على التيار المعتدل، جدل المثلية الجنسية إلى الواجهة، بتبني رأي بأن الشخص المثلي شأنه شأن المريض في العناية المركزة، يحتاج إلى وضعه تحت رعاية الوالدين.

وقال الجندي في برنامجه "لعلهم يفقهون" خلال فقرة حوار الأجيال، إنه من أفضل مراحل العلاج في هذه الحالة كورس قرأني يوميًا يقربه من الله، فضلا عن مصادقته واصطحابه إلى المسجد.

خالد الجندي

أضاف، أنه يجب احترام سرية المصيبة وعدم الإفصاح عنها، معقبًاـ “مش نفضحه، لو فضحناه هتكنا ستره وخليناه جريء وحولناه إلى مجاهر ومتمرد".

تابع، أنه يجب الاستعانة بأهل الخبرة من أطباء نفسيين وعلماء متخصصين، مشددا، "منخليهوش ينفرد بحد من أخواته أو يدخل عليهم الحمام، مينفردش بنفسه في حجرة مع الهاتف، لا تتركوا أولادكم فريسة لمواقع التواصل الاجتماعي".

حكم الشذوذ الجنسي والمثلية

من جهة أهل الاختصاص ممثلة في مصر، أعلى مرجعية سنيّة في العالم، تبرز فتاوى مختلفة بشأن الشذوذ الجنسي والمثلية، واستغراق في تفاصيل كثيرة عن الدواعي والأغراض من وراء المشاعر الجنسية للأبناء والأزواج.

ويقول مستشار مفتى الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، الدكتور إبراهيم نجم، إن دار الإفتاء تؤكد أهمية التمسك بالدين الإسلامي وتجنب الانزلاق نحو الشذوذ الجنسي، حيث ترى أن هذه الظواهر تمثل تهديدًا للأخلاق والقيم المجتمعية.

استعرض نجم، في بيان سابق، استراتيجية دار الإفتاء المصرية الرامية حول ظاهرة الشذوذ الجنسى، مؤكدًا أنها لا تقل خطورة عن الإلحاد، حيث ترى الدار أن هذه الظواهر تمثل تهديدًا للأخلاق والقيم المجتمعية.

ترى دار الإفتاء أن عدم التمسك بالأصول الدينية والتأثر بفكر الغرب اهم أسباب الظاهرة، ومن ثم لا تدخر الدار جهدا فى الدعوة إلى توفير بيئة تعليمية صالحة لتعليم الشباب مبادئ الإسلام من خلال برامج التوعية التى تقودها وكذلك بروتوكولات التعاون مع وزارة الشباب والرياضة التى تعقدها الدار مع الوزارة.

“حقوق الإنسان مقدمة على حقوق رب الإنسان”

من جهته، يقول أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي، إن المثلية الجنسية جريمة قديمة منذ سنوات طويلة، وجدت قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

واصل الهلالي في حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" المذاع على قناة “إم بي سي مصر”، "لما نلاقي مشاكل دينية وحياتية العقل والدين بيقولوا أهمية حماية حق الإنسان.. ويجب علاج القضايا الأساسية المرتبطة بحياة الإنسان وحمايته مما يضره".

أكد أن حماية حقوق الإنسان مقدمة على حقوق رب الإنسان، والفرد يمكن أن يتوب الي الله والله يقبل توبته.

“هو من قوم لوط ومخرجش من الملة”

في السياق ذاته، وضع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشرف، الدكتور أحمد كريمة، فتوته الدينية، مشيرًا إلى أنه مما تقرر شرعًا، فاعل الشذوذ الجنسي -فعل قوم لوط من الرجال أو السحاق من النساء- مرتكب لكبيرة من الكبائر المحرمة، بنصوص قطعية الورود والدلالة معًا.

أحمد كريمة

أكد كريمة في بيان سابق له، أن جريمة الشاذ أو المثلي لا تخرجه عن ملة الإسلام، ولكنه آثم وشأنه شأن قوم لوط.

استطرد أنه من الضروري لتوعية وزرع غريزة الدين والحلال والحرام، حتى لا يتطور الأمر إلى كارثة.

كسر وصية الله في المسيحية

من جهتها، رأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في قضية الجنسية المثلية أن الله خلق الإنسان متميزا فريدًا، إذ يقول الكتاب المقدس عن خلقة الإنسان "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" ( تك 1: 26)، أي أن الله أراد من البدء أن يكون الإنسان على صورته في القداسة والبر والحرية "فَخَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ الله خَلَقَهُ. ذكرًا وَانْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ أَثمِرُوا وَاكْثُرُوا وَاملأوا الأرضَ" (تك 1: 27، 28).

أكدت أن هذا هو إيمان الكنيسة أن الله خلق الإنسان في القداسة ذكرًا وأنثى وربطهما برباط الزواج المقدس لأنه إله قدوس، "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (تك 2: 24).

تابعت الكنيسة، أن من يعاني من ميول مثلية ويضبط نفسه عن السلوكيات الجنسية يُحسب له جهاده، وتتبقى له حروب الفكر والنظر والانجذابات شأنه شأن الغيريين، أما من يسقط بالفعل في سلوكيات جنسية مثلية، فشأنه شأن الغيري الذي يسقط في خطية الزنا، يحتاج إلى توبة حقيقية. وكلاهما يحتاج إلى المتابعة الروحية والنفسية، التي أثبتت فاعليتها مع الميول المثلية غير المرغوبة، أما من اختار أن يتصالح مع ميوله المثلية تاركًا نفسه للممارسات الجنسية المثلية، رافضًا العلاج الروحي والنفسي، واختار بإرادته الحرة كسر وصية الله، يصبح حاله أردأ ممن يحيا في الزنا، لذا يجب أن يُنذَر ويُمنَع من الشركة لحين تقديم توبة.

حذرت الكنيسة من تلك الممارسات الجنسية بين اثنين من نفس الجنس، مثلًا يقول القديس بولس "لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ" (رو 1: 26 -28)، وكذلك تتحدث شواهد أخرى مثل: (1 كو 6 :9 - 10)، (لا 18: 22)، (لا 20: 13).

ورفضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما يسمى بالانحراف الجنسي في مفهومه العام الشامل كل أنواع ممارسة الجنس خارج الإطار المقدس في الزواج، وبشكل قاطع التذرع بفكرة اختلاف الثقافات لتبرير العلاقات المثلية تحت مسميات الحرية المطلقة للإنسان، التي تسبب تدميرًا للإنسانية، فالكنيسة إذ تؤكد على إيمانها الكامل بحقوق الإنسان وحريته، تؤكد أيضًا أن حرية المخلوق ليست مطلقة إلى حد التعدي وكسر شرائع الخالق. 

أكدت تمسكها بدورها الرعوي في مساعدة أبنائها ممن يعانون من الميول المثلية، وكذلك على عدم رفضها لهم أو لتقديم دعمها ومساندتها لهم وصولاً إلى الشفاء النفسي والروحي.

“المثلي يحتاج لعلاج نفسي”

أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، الدكتورة سعاد صالح، ردت على إحدى المتصلات على قناة “المحور”، والتي استفسرت بشأن زوجها المثلي.

وقالت صالح، إنه من الضروري عرضه على طبيب نفسي والبدأ في علاجه نفسيًا، لأنه قد يكون مريض ويحتاج إلى الخضوع للأدوية، الأم الذي يأخذنا إلى سؤال آخر، هل الشذوذ الجنسي والمثلية مرض نفسي أم اضطراب فسيولوجي؟.

سعاد صالح

لحسم هذا الأمر في الشذوذ الجنسي والمثلية بين المرض النفسي والاضراب الفسيولوجي، قال مفتي الديار المصرية الأسبق، الدكتور علي جمعة، إن العالم كله كان يرفض الشذوذ الجنسي حتى عام 2005، لافتًا إلى أنه فى فرنسا حكم قاض على أحد القساوسة فى الغرب بعدم الترسيم لقبوله بالشذوذ. 

أوضح جمعة، خلال حلقة برنامج "نور الدين"، على قنوات الشركة المتحدة، "بعد ذلك انتشر قبول الشذوذ، سواء بالسكوت أو الإعلان بالقبول، وعملوا عقوبة لمن يعارض الشذوذ الجنسي إنه ضد حقوق الإنسان".

تابع، "فلا تؤلف حقوق إنسان مخالفة لدينى وثقافتى وتقولى وافق عليها، وهذا ظلم كبير، فى ظل الرفض الشعبي لهذه الثقافة الخبيثة والانحراف التى تحتاج علاج جسديًا ونفسيًا، ومن يدعمون هذا يريدون أن يغيروا شكل البشرية". 

الشذوذ بسبب فتور علاقة الأبناء بالآباء

في السياق ذاته، علق  أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، الدكتور جمال فرويز، موضحًا أن المجتمع الغربي يبرر أفعال الشواذ من السيدات والرجال عن طريق الترويج بأن جين "QX28" هو المسؤول عن ذلك التحول ويوجد أثناء ولاده الطفل، بينما أكدت جميع الأبحاث التي تمت في ذلك التخصص أن ذلك الجين لا يوجد في السيدات ولا يوجد كذلك بين الحيوانات حيث يحاول الغرب تبرير ذلك الفعل الشاذ بأي شكل من الأشكال.

الاعتداء الجنسي كلمة السر

أضاف فرويز في تصريحات سابقة له، أن أسباب وصول الشخص إلى الشذوذ الجنسي يأتي من خلال علاقته الفاترة مع والده في الأساس، إذ أن الولد يتعلق بوالدته ويتعامل مع المشكلات الحياتية عن طريق وجهة نظرها هي، ويقوم بتصريف أموره بذلك الشكل وهو الأمر الذي يجده مشابها لبعض أقرانه حتى يحولوا إقامه تلك العلاقة سويا ويكونا شواذ جنسيا في تلك اللحظة.

75% يحاولون و 25 يكابرون

واصل أن أغلب تلك الحالات تأتي بعد تعرضهم لاعتداء جنسي مسبق في فترة الطفولة أو الشباب ما يؤثر على نفسيته لإقامة علاقة حميمية مع الجنس الآخر ويقوم بممارسته مع بني جنسه، مشيرًا إلى أن 75% من نسبة الشواذ جنسيا في مصر يحاولون جاهدين لتلقى العلاج بينما يكابر الـ25% الآخرين ويستمرون على ما هم عليه.

عن علاج الشذوذ الجنسي، أوضح فرويز أنه على المريض أن يعترف بكونه شاذ جنسيًا لخطورة هذا الأمر وحرمته دينيا، ومن ثم التوجه إلى طبيب نفسي للتعامل مع حالته وتوجيهه إلى طريق الشفاء، مشيرًا إلى أن نهاية الشذوذ الإصابة بالإيدز والأمراض البكتيرية والأمراض الجنسية العديدة والتي تنتهي أغلبها بالوفاة.

search