الخميس، 24 أكتوبر 2024

11:16 م

الزمالك بطلاً للسوبر

من رحم المعاناة يولد الأمل، ويتجسد معدن الرجال هكذا لابد أن يكون لسان حال لاعبي الزمالك اليوم في مباراتهم المصيرية أمام الغريم التقليدي النادي الأهلي الليلة في نهائي كأس السوبر المحلي على استاد محمد بن زايد بدولة الإمارات الشقيقة في المباراة النهائية بحثا عن رفع الكأس ورفع الرأس في آن واحد بعد ليال طوال وظروف غير عادية ولحظات لن تنسي عاشتها بعثة رياضية على مدار التاريخ الرياضي المصري والعربي والأفريقي بل والعالمي.

 تلك اللحظات التي عاشتها بعثة المارد الأبيض الزمالك في الإمارات واحتجاز ثنائي الفريق نبيل عماد  دونجا ومصطفى شلبي، ومدير الكرة عبد الواحد السيد في قسم شرطة الشعبية ومنه إلى السجن  بعد قرار المحكمة المختصة باستمرار حبسهم على خلفية قضيتهم بعد مباراة بيراميدز في نصف النهائي واشتباكهم مع أحد أفراد الأمن بالاستاد.


التاريخ وسجلات البطولات الرياضية المصرية سيقف طويلا أمام هذا اللقب الذي اعتبره سيكون أغلى وأهم  الألقاب في تاريخ القلعة البيضاء إذا ما نجح  الفريق في اقتناصه، فرغم انه لن تكون له فرحة لدى الجماهير البيضاء.
وبحكم خبرتي وقربي من اللاعبين داخل المعسكر الأبيض أكاد أجزم أن السوبر  اليوم أبيض بخطين حمر، فمعدن وصلابة وقوة لاعبي الزمالك تظهر دائما في الأوقات الصعبة، وعندما نتحدث عن المستحيل فأعلم أنه أي  شيء، لكنه أبدا لن يكون زملكاويا، ولنا في مسيرة أبناء ميت عقبة الكثير والكثير من العبر وليس لقب الكونفدرالية الأفريقية الأولى في 2019 ببعيد. 

وليس فبراير الأبيض بأبعد منه عندما حقق الزمالك لقبي السوبر الأفريقي والسوبر المحلي في أسبوع واحد على  حساب الترجي التونسي والأهلي المصري في ظروف متشابهة وتعنت واضح من اتحاد الكرة آنذاك وتصديرهم الأزمات للزمالك، لكن عزيمة الرجالة كانت لهم بالمرصاد، وها هو السوبر الأفريقي الأخير  خير دليل على عزيمة رجال الزمالك التي أراهن عليها الآن وأعي تماما أن كلامي ورسائلي حتما ستصل إلى اللاعبين قبل مباراة الحسم الليلة.
 الزمالك لا يقف علي أحد شأنه شأن كل الفرق الكبرى التي سطرت تاريخها  تحت ظروف صعبة وقاسية، فإذا غاب دونجا وشلبي، فهناك زيزو وعبد الله السعيد وناصر ماهر وناصر منسي والجزيري وشيكابالا وبنتايك  والمثلوثي والجزيري ومحمد شحاتة وعمر جابر وباقي الكتيبة البيضاء  التي ستثأر لنفسها اليوم. 
الجميع سيشاهد اليوم 11 فارسا في أرض ملعب استاد محمد بن زايد، تلك التميمة التي شهدت إحراز اللقب  للأبيض قبل ذلك على حساب الأهلي ليظل هذا الاستاد راسخاً في عقول وأذهان الجماهير، بعد موقعة  10 فبراير 2017، وتتويج نادي الزمالك بطلاً لكأس السوبر المحلي، بعد الفوز على الأهلى بنتيجة 3 / 1 بضربات الترجيح، بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي بين الفريقين. 

ومن بعدها  وتحديدا في 2019 شهد  نفس الملعب إنجازا زملكاويا بالفوز لثاني مرة علي الأهلي بركلات الترجيح بنتيجة 4-3 وتوج بالسوبر الرابع.
 

البعض قد يختلف معي ويهمسون في آذان بعضهم البعض، كيف لي أن يصور لي خيالي وانتمائي تلك الثقة، وهذا الرهان على فوز الأبيض وهم يخشون من غياب التركيز وتشتت الأذهان والكمد والحزن والألم الذي  يعتصر قلب كل لاعب  عندما يتذكر فقط أن دونجا وشلبي ووحيد الآن في  محبسهم بدلا من وجودهم في أرض الملعب.

ولهؤلاء  أقول أن الزمالك بمن حضر والشوط الثاني مباراة السوبر الأفريقي وبعد أحداث ضربة الجزاء الوهمية خير دليل وأفضل برهان على رهاني، فضلا عن ثقتي أنه إذا غابت عدالة الأرض فلن تغيب أبدا عدالة السماء التي ستتجلي اليوم على ملعب محمد بن زايد.
الزمالك دائما وأبدا لا يعرف السهل، لا يعرف حصد البطولات بسهولة ولا بحكام ولا بمجاملات مثل غيره، لكنه دائما وأبدا ما يفاجئ الجميع ببطولات غاية في الصعوبة، بل وإنها قد تبدوا شبه مستحيلة لدى جماهيره، ثم تأتي الفرحة غير المتوقعة في ظروف وملابسات أكثر تعقيدا من بطولة إلى أخرى. 
الزمالك في موقف لا يحسد  عليه  لكنه قادر علي تخطيه بعزيمة وروح لاعبيه، وأنا هنا  تراني لا أراهنك إلا على  اللاعبين، فالكرة اليوم بين أيديهم هم وفي أقدامهم هم، لا أحد غيرهم، لإسعاد الملايين  بلقب خامس يضاف  إلى دولاب البطولات الثمينة للقلعة البيضاء في بطولة قد تكون محببة  إذا ما أحرزت على  حساب الأهلي ليكون لقبا خامسا للسوبر بعد 4 لقبا سابقا، بدأها الزمالك على حساب  غزل المحلة نسخة 2001، ثم نسخة المقاولون العرب 2002، ثم نسختي الأهلي 2017 و2020. 
مباريات القمة لا تخضع لأي مقاييس ومعطيات، لكننا اعتدنا من الزمالك أن يكون متواجدا بقوة ويقف شامخا في مثل هذا الظروف والأوقات الصعبة، وكأني أشاهد شيكابالا وباقي رفقائه وهم يرتدون تيشرتات دونجا وشلبي في لحظة التتويج والاحتفال بالسوبر الخامس اليوم على حساب الأهلي. 

search