الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:01 م

"لماذا يلحدون؟".. الأزهر يسأل ويجيب: مأزومون نفسيا

لماذا يلحدون

لماذا يلحدون

فادية البمبي

A A

“لماذا يلحدون؟” سؤال يطرحه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر من خلال أحدث إصداراته في ‏‏معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ55 لزوَّاره تحتة عنوان "الجانب المعرفي للإلحاد ‏المعاصر.. عرض ونقد"، للدكتور حمد عبد المجيد إسماعيل، عن مدى ارتباط الإلحاد بـ”القلق المعرفي” و”التوتر النفسي”، ويجيب الكتاب على تساؤل مهم وهو السبب وراء دوافع الإلحاد. 

‏ الجانب المعرفي للإلحاد.. عرض ونقد

 يأتي هذا الكتاب ليضع جوابًا عن سؤال مهمٍّ: لماذا يلحدون؟ 

ويوضح “عرض” الكتاب أن "الحالة الإلحادية، قديمة كانت أو جديدة، واحدة ومتفقة في معانيها، لكنها تختلف في صياغاتها ومبانيها بحسب تعدُّد ‏الأزمنة، وظهور ظروف، ومكتشفات يحسب الملاحدة أنها تسند الإلحاد، وترفض الإيمان".‏ 

أسباب الإلحاد

يرى المؤلف الدكتور حمد عبد المجيد إسماعيل أن "الإلحاد المعاصر، هو حالةٌ من الاضطراب يتلبَّس به بعض المأزومين نفسيًّا، حتى إنه ‏يوجد لأحدهم كلام يقوم هو بنقضه في موضع آخر، فهو مستوى من الخلط بين (القلق المعرفي) و(التوتر ‏النفسي)،

ويضيف “يبرز الكتاب أهمية فهم تلك الحالة الإلحادية، حيث يقدم تحليلاً علمياً دقيقاً ولغة راقية لتسليط الضوء على هذا الظاهرة، ونظرًا لأهمية الكتاب قرر الأزهر نشره ليكون مرجعًا فكريًا يسهم في تصحيح الفهم والتفاهم بين المتدينين والمُلحدين، في محاولة لتصحيح المسار لمَنِ انتكست فِطرتهم؛ فأنكروا وجود الله تعالى وتنكَّروا للخالِقِ سبحانه”.

 

العلم التجريبي

ويستعرض الدكتور حمد عبد المجيد، في كتابه، أهمية "العلم التجريبي" في تحصيل "المعرفة"، وبرأيه أنه "ليس مطلقًا في جميع المعارف ‏الشاهدة والغائبة، وليس طريقًا وحيدًا لاستنبات البِنى المعرفيَّة التي تتنوَّع وتتعدد بتنوع المجالات والميادين العلمية الحياتية، ‏وينحصر دورُه في القضايا الأساسية المتصلة بـ«الله» و«الإنسان» - في كونه داعمًا لما أسَّسه "العقل»، وما دام «العقل» يُقرِّر ‏إثبات “الوجود الإلهي»، فـ«العلم» تابع له في تقرير ذلك، وكاشف له”. 

الكتاب يشدد على أن الاكتشافات العلمية المعاصرة تعتبر دعمًا قويًا للإيمان بوجود إله فاعل ومدبر، مؤكدًا بذلك صحة الرؤية الدينية، خصوصا التفسير الإسلامي الذي يجمع بين مطلق ‏التقديس مع كمال التَّنزيه، ويُوصى في الكتاب بضرورة إيجاد صيغة وإطار إشرافي مشترك لعرض النتائج العلمية أمام أقسام العقيدة والفلسفة، لتحديد الكلمة الأخيرة في السياق الفلسفي، وذلك بمراعاة المقتضيات الدينية والتمييز بين المجالات المتنوعة.

كما يدعو الكتاب إلى إنشاء مركز متخصص في دراسات الملف الإلحادي، يتناول تأثيرات الإلحاد على العقائد والمعرفة والنفس والمجتمع بطريقة نقدية ومواجهة.

أبواب الكتاب

ويتألف الكتاب من مقدمة واثنين من الأبواب وخاتمة.. يبدأ الباب الأول بعنوان “التعريف بالإلحاد المعاصر”، والذي يتألف من ثلاثة فصول، حيث يبحث الفصل الأول في مفهوم الإلحاد المعاصر وسماته، في حين يركز الفصل الثاني على المستند الفلسفي له، والفصل الثالث يتعمق في المستند العلمي له.

أما الباب الثاني، فيأتي بعنوان: “منهج المعرفة الإلحادية المعاصرة.. عرض ونقد”، ويتألف من فصلين، يقوم الفصل الأول بتعريف “النزعة العِلموية”، بينما يُخصص الفصل الثاني لنقد هذه النزعة العلموية.

وتضمن خاتمة الكتاب جملة من النتائج المهمة والتوصيات الجادة.. ويعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة للدراسات حول الإلحاد المعاصر وتفحص المعارف المرتبطة به.

العام الثامن

يشارك الأزهر الشريف للعام الثامن على التوالي بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة ‏من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي ‏الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.‏

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، ‏وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.‏

search