الخميس، 21 نوفمبر 2024

05:14 م

"صور خليعة".. زوجة في السبعين ترفع دعوى خُلع بعد "نزوة عابرة"

سيدة مسنة تستند على عكاز - تعبيرية

سيدة مسنة تستند على عكاز - تعبيرية

منى الصاوي

A A

تسللت أشعة الشمس الخريفية الخافتة عبر ستائر شقة فتحية (اسم مستعار)، لتلامس وجهها المتجعد برقة، ولم تكن تلك التجاعيد مجرد علامات لعمرها الخامس والسبعين، بل كانت خريطة لرحلة طويلة من الحب والصبر والتضحيات. 

رحلة موجعة

فتحية، سيدة بسيطة قضت حياتها في خدمة زوجها وأبنائها الثلاثة، لم تتوقع يومًا أن تجد نفسها وحيدة في خريف عمرها.

بدأت القصة قبل عامين، عندما لاحظت فتحية تغيرًا غريبًا في سلوك زوجها "عبد الرحمن"، إذ كان يقضي ساعاتٍ طويلة على هاتفه، يبتسم في خفاءٍ ويغادر المنزل دون سابق إنذار، بحسب روايتها لـ "تليجراف مصر".

نزوة عابرة

في البداية، حاولت فتحية تجاهل الأمر، ظنت أنه مجرد مللٍ من الروتين، أو ربما ضغوطات الحياة، على الرغم من تقاعده منذ سنوات، لكن الشكوك بدأت تتسلل إلى قلبها كالنمل، خاصة بعد أن وجدت رسائل غرامية على هاتفه من امرأة يبدو على هيئتها أنها في العقد الثالث من عمرها، تطالبه بإرسال مبالغ طائلة لها مقابل صور خليعة!

صور خليعة

انهار عالم فتحية بأكمله، لم تكن تتخيل يومًا أن يخونها عبد الرحمن، رفيق دربها لأكثر من خمسين عامًا، والد أبنائها الثلاثة وجد أحفادها الخمسة.  حاولت مواجهته، لكنه أنكر الأمر في البداية، ثم اعترف بعلاقته بالسيدة، مبررًا ذلك بأنها "نزوة وهتروح لحالها".

صدمة عميقة أصابت الزوجة المسنة، لم يكن الأمر مجرد خيانة زوجية، بل كان طعنة في كرامتها وإهانة لتاريخها الطويل معه، على حد وصفها.

قعدة عرب

“قعدة عرب” جمعت فتحية أبنائها وأشقاء زوجها وشقيقاته، ومجموعة من كبار القرية، وبدأت بسرد الحكاية الموجعة أمامهم في محاولة للم الشمل والرجوع عما يفعله واحترام سنه وشيخوخته، أو ستضطر إلى رفع دعوى خلع أمام محكمة الأسرة لتكمل الباقي من عمرها بكرامة محفوظة.

دعوى خلع

حاول أبناؤها إقناعها بالعدول عن قرارها، حفاظًا على "اسم العائلة" ومستقبل الأحفاد، لكن فتحية كانت مُصرة على موقفها، قائلة: "ضحيت بعمري وحياتي عشان خاطره.. ودلوقت هفكر في نفسي وكرامتي"، بينما دافع عبد الرحمن عن نفسه مدعيًا أن شريكة دربه تبالغ في ردة فعلها، وأن علاقته هذه مجرد "نزوة عابرة".

وفي قاعة محكمة الأسرة، وقفت فتحية أمام القاضي بمحكمة الأسرة بمركز منيا القمح، محافظة الشرقية، ممسكة بعكازها، تروي قصتها بصوتٍ مرتجف، بينما أدلى عبد الرحمن بقوله، لكن القاضي، بعد اطلاعه على جميع جوانب القضية، أصدر حكمه بالخلع، مؤكدًا حق فتحية في العيش بكرامة واحترام.

search