الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:13 ص

مصر تدعو إلى حماية التنوع البيولوجي في مؤتمر كولومبيا

وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد

وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد

A A

دعت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، المجتمع الدولي إلى العمل معًا لإعادة مصداقية التعاون متعدد الأطراف تحت شعار "السلام مع الطبيعة"، الذي يحمله مؤتمر التنوع البيولوجي COP16، في ظل حالة الصمت التي تسود العالم تجاه التدمير الكامل للموارد الطبيعية، وخاصة في فلسطين.

تقدم مصر في التنوع البيولوجي

وأكدت، خلال كلمتها التي ألقاها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر المنعقد بكولومبيا، أن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي على المستوى الوطني. 

وأشارت إلى التزام مصر بالاستراتيجية وخطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي (NBSAP)، حيث قدمت تحديثًا لخطة العمل الوطنية إلى سكرتارية اتفاقية التنوع البيولوجي، التي تركز على استعادة النظم البيئية، وتعزيز الزراعة المستدامة، وتوسيع نطاق المحميات الطبيعية.

الحلول القائمة على الطبيعة

وأضافت الوزيرة أن مصر وضعت الحلول القائمة على الطبيعة (NBS) كجزء مهم من الخطة الوطنية للتنوع البيولوجي، والتي تساهم في مكافحة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة. 

وتشمل هذه الحلول مشاريع في المناطق الساحلية، واستعادة الصحاري، والمساحات الخضراء الحضرية، حيث تعتبر هذه الحلول ضرورية لمواجهة فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ بشكل متزامن.

جهود مصر في صون البيئة

وأشارت الوزيرة إلى جهود مصر في تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، والتي تضمنت دعم المحميات الطبيعية بالبنية التحتية اللازمة، مما يمكن من الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية لدعم المجتمعات المحلية. 

وأكدت أنه تم دمج 9 قبائل في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بالمحميات الطبيعية مع الحفاظ على تراثهم الثقافي، معلنةً الاستعداد لإصدار إعلان رسمي عن الحيد المرجاني الكبير على طول ساحل البحر الأحمر، تأكيدًا على أهمية عمليات الصون والحماية للبيئة البحرية من أجل مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

دور مصر على المستوى الدولي

على المستوى الدولي، أوضحت الدكتورة فؤاد أن مصر كانت سباقة في دمج بُعد التنوع البيولوجي في ملف تغير المناخ من خلال استضافتها لمؤتمر المناخ COP27، حيث تم إطلاق المبادرة الخاصة بالحلول القائمة على الطبيعة ENACT بالتعاون مع ألمانيا والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، مما أسهم في تكوين شبكة تضم أكثر من 18 شريكًا من دول مختلفة حول العالم.

الجهود العربية والإقليمية

وفي السياق العربي، أكدت وزيرة البيئة أن مصر، خلال رئاستها الحالية لمجلس أمناء الهيئة الإقليمية للبحر الأحمر وخليج عدن (Persga)، تسهم بشكل كبير في إعادة النظر في كيفية دفع مسارات صون الموارد الطبيعية والإجراءات اللازمة للحماية في البحر الأحمر، بما في ذلك تفعيل قرار اعتبار البحر الأحمر منطقة خاصة، بالإضافة إلى استضافة مصر لمركز السلام بالغردقة لضمان التعامل مع بقع الزيت في المنطقة.

أهمية التمويل والتآزر

وشددت الدكتورة فؤاد على أهمية التمويل، الذي لا يزال محدودًا مقارنة بالغايات والأهداف التي وضعها الإطار العالمي للتنوع البيولوجي. 

دعت الدول والأعضاء والمانحين إلى تحمل مسؤولياتهم في دعم تمويل تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي "كونمينج-مونتريال" لوقف وعكس تدهور التنوع البيولوجي بحلول عام 2030، واستعادة النظم البيئية بحلول عام 2050.

كما دعت لتعزيز التآزر بين جهود مواجهة تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، والعمل على استحداث طرق مبتكرة من جميع المصادر، بما في ذلك الآليات المالية المبتكرة والتعاون الدولي، لإمكانية تنفيذ الخطط الطموحة المحدثة للتنوع البيولوجي.

دمج التنوع البيولوجي في الخطط الوطنية

وأشارت الوزيرة إلى ضرورة دمج التنوع البيولوجي مع جهود مكافحة تغير المناخ، موضحةً أن هناك فرصة سانحة لذلك خلال تقديم خطط المساهمات الوطنية المحدثة في فبراير المقبل. 

وأكدت أن مصر تنوي إدماج التنوع البيولوجي في خطة المساهمات الوطنية المحدثة لتغير المناخ NDC، وفي قطاعات الصناعة والزراعة والصحة والبنية التحتية.

التزام مصر بالمساهمة العالمية

وفي ختام كلمتها، أعربت وزيرة البيئة عن اعتزاز مصر بالمساهمة الفعالة في الجهد العالمي متعدد الأطراف للسعي لتنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، مؤكدة أن مؤتمر التنوع البيولوجي يمثل لحظة محورية يلتقي فيها المجتمع الدولي لاتخاذ قرارات من شأنها تعزيز صحة واستدامة كوكب الأرض للأجيال القادمة.

search