الجمعة، 01 نوفمبر 2024

02:39 ص

الشمس تبتلع "الهالوين العظيم" في عيد الرعب

شكل الهالوين على قرص الشمس

شكل الهالوين على قرص الشمس

عبدالرحمن منصور

A A

قامت وكالة ناسا بتوثيق لحظة ابتلاع الشمس للمذنب الذي يُطلق عليه “الهالوين العظيم”، في أثناء رصد مسبار الوكالة له، والذي يوضح كيف اندفع المذنب صوب مدار الشمس المشتعل، لينتهي به الأمر متفككًا دون ترك أي أثر وراءه.

مذنب الهالوين العظيم

ونجح علماء الفلك في أواخر سبتمبر الماضي في اكتشاف مذنب جديد يحمل اسم C/2024 S1 ATLAS، وأطلقوا عليه لقب “الهالوين العظيم”، وكان هذا الاسم بسبب توقيت ظهوره الذي تصادف مع عيد الهالوين في 31 أكتوبر.

لم يكن هذا المذنب مجرد ظاهرة عابرة، إذ كانت التنبؤات تشير إلى أنه سيُبهر عشاق الفضاء بسطوع لافت يتجاوز حتى سطوع كوكب الزهرة، ويشاهد في سماء الأرض خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، لكن المفاجأة أن المذنب قرر المرور بالقرب من كوكبنا في 24 أكتوبر، قبل أن يكمل طريقه حول الشمس، تاركاً خلفه التساؤلات والإعجاب بجمال الكون، وفق صحيفة ديلي ميل البريطانية.

ما رصدته وكالة ناسا 

ورصد مؤخرا مرصد الشمس والغلاف الشمسي التابع لوكالة ناسا، المعروف باسم (SOHO)، المذنب للمرة الأخيرة على مسافة 750 ألف ميل تقريبًا من الشمس، أي حوالي 1.2 مليون كيلومتر، قبل أن يختفي عن الأنظار.

وفي الـ 27 من سبتمبر، لاحظت التلسكوبات في هاواي علامات مثيرة للانتباه على "مذنب الهالوين"، حيث بدأ فجأة في إطلاق الغبار، وعلى الرغم من أن مثل هذا السلوك معتاد بالنسبة للمذنبات، إلا أن هذه الظاهرة أشارت إلى تفتت النواة، ما أضاف عنصراً مثيراً للاهتمام في دراسة هذا الجرم السماوي.

أساس جميع المذنبات

تعاونت وكالة الفضاء الأوروبية مع ناسا في إدارة مرصد SOHO، وكشفت أن جميع هذه المذنبات ما هي إلا شظايا لمذنب واحد تعرض للتفكك، حيث يُعتقد أن المذنب الأصلي وشظاياه قد انقسموا مرارًا وتكرارًا أثناء دوراتهم حول الشمس على مدى 800 عام تقريبًا.

وفيما يخص المذنب C/2023 A3، المعروف أيضًا باسم "تسوتشينشان أطلس"، فقد حلق بالقرب من الأرض هذا الشهر، ويشير علماء الفلك إلى أن هذا المذنب يتحرك في مدار حول الشمس كل 80 ألف عام، ما يعني أن زيارته الحالية لنظامنا الشمسي هي الأولى منذ أن شرع البشر في الهجرة من إفريقيا.

شكل المذنبات 

وأحيانًا، تُشبه المذنبات بكرة نارية ملتهبة في السماء، لكن الدكتور غريغوري براون، كبير علماء الفلك العام في المرصد الملكي بغرينتش، يوضح أن هذه الأجرام تُعرف أيضًا بـ"كرات الثلج القذرة"، ويعود السبب في هذه التسمية إلى احتوائها على كميات كبيرة من الجليد، وعند اقترابها من الشمس، تذوب هذه الكتل الثلجية، ويُطلق الغاز والغبار المحبوس فيها، ما يشكل سحابة ضبابية حول المذنب ويخلق مظهر مشع يشبه "الذيل".

ما هي قصة عيد الهالوين؟

تعود أصول الاحتفال بعيد الهالوين إلى تقاليد وثنية غير دينية في أجزاء كبيرة من أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث يرتبط بمهرجان "سامهاين" الذي كان يحتفل به السلتيون في بريطانيا وإيرلندا القديمة.

حيث بدأ "الكلت"، وهي مجموعة شعوب هندية أوروبية، الاحتفال بالهالوين قبل حوالي 2000 عام في مناطق مثل أيرلندا والمملكة المتحدة وشمال فرنسا، وكان اعتقادهم السائد بأن الأرواح تعود لزيارة أهلهم، ما دعاهم لترك ذلك أبواب منازلهم مفتوحة لاستقبال أرواح أحبائهم الراحلة، كما قام البعض بإشعال النيران لإبعاد الأرواح الضالة وتخويف الأشباح الشريرة.

وكان الاعتقاد الشائع أن الأشخاص الذين فارقوا الحياة قبل أقل من عام، لن يشاركوا في الاحتفال، كما يُعتقد أن هذا اليوم هو الفرصة الوحيدة لهم للعبور إلى العالم الآخر، حيث يجدون راحتهم بعد أن لم يعودوا جزءًا من عالم الأحياء.

search