الخميس، 21 نوفمبر 2024

09:32 م

أدريانو.. "هالك" البرازيل الذي دفن عقله في قبر والده

أدريانو

أدريانو

محمود موسى

A A

برازيلي مذهل يجمع بين السرعة المذهلة والقوة المفرطة، يمتلك مهارة القدمين وتسديدات لا يستطيع أي حارس التعامل معها، هذا هو الإمبراطور أدريانو نسخة إنتر ميلان.

بدأ العالم يعرف البرازيلي أدريانو من خلال نادي بارما بعدما سجل 8 أهداف في 9 مباريات بالدوري الإيطالي، كان ذلك كافيا لانتقاله إلى إنتر ميلان ليصبح واحدًا من أكبر النجوم في اللعبة.

وعلى الرغم من فوز النيراتزوري بأربعة ألقاب في الدوري الإيطالي أثناء لعب أدريانو هناك، فإن قصته هي قصة أخرى من نوع "ماذا لو؟".

ويستعرض "تليجراف مصر" قصة البرازيلي أدريانو نجم إنتر ميلان الذي ظهر بحالة مزرية خلال الآونة الأخيرة كالتالي: 

الإمبراطور

بعد قصة رائعة مع إنتر حقق فيها البطولات والشهرة والمال، لكن هناك نقطة تحول في حياة البرازيلي.

بعد سنوات من العيش بأسلوب حياة ربما لا يناسب الرياضيين، إذ كان يسهر ويشرب الخمور، وفي بعض الأحيان يزور أدريانو أصدقاءه في فيلا كروزيرو، وهي منطقة فقيرة في شمال ريو بالبرازيل حيث نشأ. 

وفي تلك الأوقات يبدو أدريانو في أسعد حالاته، إذ يتجول على دراجات بخارية مع أصدقائه ويوزع وجبات مجانية على الأطفال.

ويقول المهندس كارلوس ألميدا، أحد جيرانه: "كان يُقيم بعض الحفلات من وقت لآخر، لكنها أكثر هدوءًا مما كانت عليه في السابق، كانت تعج بالجنون، حيث كان العشرات من الناس يأتون ويذهبون باستمرار، وكان الجيران يشكون إلى مدير المبنى".

فما الذي حدث إذن بالنسبة لأدريانو، المهاجم القوي والقاتل في قمة مجده حتى أن وسائل الإعلام والجمهور الإيطاليين أطلقوا عليه لقب الإمبراطور؟

The tragic story of Adriano: From Italy's top scorer to gang member in Rio |
أدريانو

"بدونه لا أكون شيئًا"

كان هناك حدث واحد أكثر من أي حدث آخر حول أدريانو من وريث الظاهرة رونالدو إلى رجل ضعيف بالكاد يركل الكرة، كان هذا الحدث وفاة والده.

في يوليو 2004، تغلبت البرازيل على الأرجنتين بركلات الترجيح في نهائي كوبا أمريكا، إذ نجح الإمبراطور في تسجيل أول ركلة ترجيح في المباراة ببراعة. 

وقال بريرا مدرب البرازيل: "سيصنع التاريخ في كرة القدم، سيلعب في بطولات كأس العالم الثلاث المقبلة بكل تأكيد"، ولكن سرعان ما انحرفت مسيرة أدريانو تمامًا.

ولم يكن هناك سوى رجل واحد أراد أن يهدي له الهدف بعد المباراة. فقال وهو يبكي: "هذا اللقب يعود إلى والدي، إنه صديقي العظيم في الحياة وشريكي، وبدونه لا أكون شيئًا".

كان والده ألمير يعاني من المرض وبعد تسعة أيام من لحظة المجد التي تألق فيها ابنه في بيرو خلال كوبا أمريكا، توفي بنوبة قلبية عن عمر يناهز 45 عامًا، ليعيش أدريانو أحد أسوأ لحظات حياته.

Brazil legend Adriano was a hero at Inter Milan, but when his dad died he  went off the rails and turned to drink – The Irish Sun | The Irish Sun
أدريانو ووالده

وتحدث زميله السابق خافيير زانيتي قائد إنتر ميلان “كان لأدريانو والد يعتني به كثيرًا ويحافظ عليه في أفضل حالاته، ولكن بعد ذلك حدث شيء لا يمكن تصوره، تلقى مكالمة من البرازيل قيل له فيها إن والده قد توفي”.

"لقد رأيته يبكي، ألقى الهاتف وبدأ في الصراخ، ومنذ ذلك اليوم، قررنا أنا ورئيس إنتر ماسيمو موراتي أن نحتضنه كأخ ونحميه".

لا نوم حتى التدريب

وقال أدريانو في مقابلة أجريت معه عام 2017: "في ذلك الوقت، لم أشعر بالسعادة إلا عندما أشرب الخمور، لم أستطع النوم إلا إذا شربت، لاحظ مدربي في إنتر ميلان،، روبرتو مانشيني، وزملائي في الفريق أنني كنت أعاني من صداع الكحول عندما وصلت للتدريب".

"وخشيت الوصول متأخرًا جدًا، لذلك لم أنم وذهبت للتدريب وأنا لا زلت في حالة سُكر، نمت في القسم الطبي واضطر إنتر ميلان إلى إخبار الصحفيين بأنني أعاني من آلام عضلية".

“وطالبني زانيتي بأن استمر في لعب كرة القدم وتسجيل الأهداف والإشارة إلى السماء وإهدائها لوالده، ولكن بعد تلك المكالمة الهاتفية، لم يعد الأمر كما كان”.

"أيضًا زميلي إيفان كوردوبا قال لي أدري، أنت مزيج بين رونالدو وزلاتان إبراهيموفيتش، هل تدرك أنك قد تصبح أفضل لاعب على الإطلاق؟"، لكن لم ينجح أحد أبدًا في إخراجه من حالة الاكتئاب.

"ديديكو"

قبل أيام قليلة من سفر البرازيل إلى ألمانيا للمشاركة في كأس العالم 2006، وهي البطولة التي كانت البرازيل المرشحة للفوز بها، وذلك بفضل مجموعة رائعة من اللاعبين التي ضمت رونالدينيو وكاكا وأدريانو نفسه ورونالدو وكارلوس. 

10,471 Brazil In 2006 World Cup Stock Photos, High-Res Pictures, and Images
البرازيل

يتذكر أحد أصدقائه القدامى "كنا جميعًا متحمسين لـ Didico -وهو لقب أدريانو بين أقرب أصدقائه- كنا نتوقع أن يكون هداف مونديال ألمانيا، ويفوز بكأس العالم ويحمل الكأس في حينا الفقير عندما يعود إلى البرازيل".

"اخترنا المكان الذي سنحتفل فيه، إذ كان آمنًا لأصدقاء أدريانو الذين لديهم سجلات إجرامية بسبب الاتجار بالمخدرات، كان بعضهم من أعضاء عصابة كوماندو فيرميلهو (القيادة الحمراء)، إحدى أكبر العصابات الإجرامية في البرازيل".

"كان أدريانو يعرفهم منذ الطفولة، عندما كانوا يلعبون كرة القدم حفاة الأقدام في شوارع فيلا كروزيرو".

ويُزعم أحد المقربين منه أن أدريانو تورط في أحد المرات بإطلاق النار من قبل الشرطة.

يواصل صديق طفولته، الذي يفضل عدم ذكر اسمه "لقد كان الاكتئاب والكحول جزءًا من حياته منذ تلك الأيام، قد يظهر محاطًا بالناس طوال الوقت، لكنه وحيد، إنه هادئ في أغلب لقد فقد متعة لعب كرة القدم منذ فترة طويلة".

كان من المفترض أن تعزز كأس العالم 2006 مكانة أدريانو كواحد من عظماء اللعبة، لكنه سجل مرتين، ضد أستراليا وغانا، لكنه بالكاد لمس الكرة في هزيمة البرازيل في ربع النهائي أمام فرنسا.

Adriano Has A Story to Tell by Adriano
أدريانو

كان أدريانو يبلغ من العمر 24 عامًا فقط، ومع ذلك لم يشارك سوى في 12 مباراة أخرى مع بلاده، وكانت تلك البطولة بداية النهاية.

سجل أدريانو 6 أهداف فقط لناديه إنتر في موسم 2006-2007 وبدأ موسم 2007-2008 ببطء أيضًا. 

وبعد أن شعر موراتي رئيس النادي بأن المهاجم يحتاج إلى تغيير سلوكه، أعاده إلى البرازيل في إجازة غير مدفوعة الأجر، وتدرب مع ساو باولو ووافق في النهاية على الانضمام على سبيل الإعارة لبقية الموسم، وسجل هدفين في أول ظهور له مع النادي، واصطف المشجعون حول المبنى لشراء قمصان أدريانو.

هيا بنا نحتفل

لكن الأمور سارت نحو الأسوأ بسرعة مع ناديه الجديد، إذ طُرد أدريانو بسبب نطحه دومينجوس ظهير سانتوس، ثم فرض عليه ناديه غرامة مالية لتأخره عن التدريب ودخوله في نقاش حاد مع مصور، ليعود إلى إنتر مرة أخرى لكنه عاد إلى البرازيل في عام 2009.

وإن كان هذه المرة بنجاح أكبر بكثير، إذ سجل 19 هدفًا مع فلامنجو، وحقق مع النادي أول لقب منذ 17 عامًا.

انضم أدريانو إلى روما الذي أغراه بالعودة إلى أوروبا، لكن فترة وجوده لم تستمر سوى 7 أشهر و8 مباريات.

كانت آخر لحظات أدريانو الرائعة في الكرة مع كورينثيانز في 2011، لكنه تعرض لإصابة قوية، ثم انتقل مرة أخرى إلى فلامنجو ومنه إلى أتلتيكو باراناينسي، وكانت آخر تجاربه مع ميامي يونايتد.  

وفي ظل عجزه عن استعادة لقب الإمبراطور وبث الرعب في نفوس المدافعين وحراس المرمى المنافسين، ذهب بشكل دائم إلى شغفه الآخر "الحفلات وشرب الخمور".

طفل حافي القدمين

أثار أسطورة كرة القدم البرازيلية أدريانو حزن واستياء معجبيه، عندما ظهر مقطع فيديو له على وسائل التواصل الاجتماعي وهو في حالة سكر وأيضًا حافي القدمين، وكأنه عاد إلى الطفولة أو رجلا “خرف” فقد عقله.

أدريانو الذي اشتهر باللعب مع إنتر ميلان خلال مسيرته الاحترافية، كما تألق أيضا مع منتخب البرازيل، إذ شارك في 48 مباراة مع منتخب "السامبا"، يقترب الآن من أن يصبح في طي النسيان.

search