الأحد، 24 نوفمبر 2024

09:51 م

منار جمال.. الكفاح على "نصبة شاي" في قنا

منار جمال بائعة شاي بقنا

منار جمال بائعة شاي بقنا

قنا - أسماء عطا

A A

في شارع رئيسي بمدينة قنا، تحت أشعة الشمس الحارقة تجد منار جمال، الشابة ذات الـ 25 عامًا، تعمل بهدوء على “نصبة الشاي”، لتقدم المشروبات الساخنة للمارة، وتكسب قوت يومها. 

ليست مجرد نصبة شاي، بل هي وسيلة منار للتحدي والمضي قدماً بعد أن فرضت عليها الحياة مسؤوليات ثقيلة.

من طلاق وضيق حال إلى مشروع شاي

بدأت قصة منار بعد انفصالها عن زوجها وانتقالها للعيش مع والدها. ورغم دعم عائلتها، رفضت أن تكون عبئًا عليهم، لذا قررت منار الاستقلال بعملها، وتوجيه مهاراتها لصنع الشاي والقهوة للمارة والموظفين، بعد أن رأت رجلاً يدير مشروعاً مماثلاً في نفس الموقع، لكنها أصبحت أول امرأة تتخذ هذا القرار وتدير "نصبة شاي" في قنا.

دعم الأطفال وتحقيق الاستقلال المالي

لدى منار طفلان صغيران، ما يجعل من الصعب عليها التوفيق بين عمل تقليدي ورعاية أبنائها. 

ومع إصرارها على تقديم مستقبل أفضل لأطفالها، قررت أن تبدأ مشروعها بتمويل شخصي، حيث حصلت على قرض بقيمة خمسين ألف جنيه، استثمرتها في شراء الأدوات الضرورية لنصبة الشاي. تساعدها المرونة في ساعات العمل على تلبية احتياجات أطفالها، بينما تحافظ على دخل ثابت.

صمود أمام التحديات

لم تكن الحياة على نصبة الشاي سهلة، فهناك العادات والتقاليد التي تعارض رؤية امرأة تعمل على قارعة الطريق، إضافة إلى نظرات الناس وكلماتهم التي تنتقد عملها. 

ورغم تلك العقبات، تواصل منار العمل يوميًا، متجاهلة الانتقادات من أجل تحقيق الاستقلال المالي. 

كما تواجه تحدي مطاردة فرق المرافق العامة التي تطالبها بترك المكان، ما يدفعها للمناشدة بتخصيص موقع دائم لها.

طموحات تتحدى العوائق

يعتبر عمل منار خلال أيام الأسبوع الدراسي وأوقات العمل في المستشفى المجاور مصدرًا رئيسيًا لدخلها، حيث يعتمد عليه أفراد أسرتها.

 أما حلمها فهو إكمال مشروعها وسداد القرض كاملاً، والاستمرار في إعالة أطفالها بشرف واستقلال. 

تظل نصبة الشاي رمزًا لعزيمة منار، ووسيلة لتحقيق الاستقرار المالي وتقديم مثال للصمود في وجه الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية.

search