الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:38 ص

الصيد بـ"الجدمات" في بحيرة المنزلة.. إرث تقليدي وصعوبات تواجه الصيادين

بحيرة اوشيفية

بحيرة اوشيفية

الدقهلية فتحي جلال

A A

تُعتبر طريقة الصيد باستخدام "الجدمات" أو الأقدام من أقدم وأصعب طرق الصيد الحر في بحيرة المنزلة، بمحافظة الدقهلية شمال مصر. 

هذه الطريقة، التي توارثها الصيادون عبر الأجيال، تتطلب مهارات خاصة في الغطس والعوم، وتُمارس دون الاعتماد على أدوات الصيد التقليدية مثل الفِزَل أو السنّارات، إذ تعتمد بشكل كلي على مهارات الصياد في التعامل بقدميه ويديه تحت الماء.

يقوم الصياد أثناء الصيد بالحفر بأقدامه في قاع البحيرة خلال وقوفه في المياه، ثم يضرب بيديه على سطح الماء، مما يدفع الأسماك نحو الحفرة التي حفرها، حيث يقوم بعد ذلك بالغطس والإمساك بالسمكة بيديه، ليضعها في "الجوبية"، وهي وعاء خاص يستخدمه الصياد لجمع الأسماك التي يصطادها.

تفاصيل أدوات ومعدات الصيد

يخرج الصيادون إلى البحيرة عادةً في مجموعات تتراوح أعداد أفرادها بين 10 و15 شخصًا على كل مركب. ولكل منهم أدوات خاصة تساعده على القيام بعملية الصيد. 

يرتدي الصيادون جنازير حديدية تساهم في زيادة وزنهم، مما يجعل الغطس أسهل ويثبتهم في قاع البحيرة لفترات أطول خلال الغطس المتكرر.

"الجوبية" هي أداة أساسية يحملها كل صياد معه، تتكون من سلك حديدي على شكل أسطواني محاط بشبك، وتحتوي على زجاجات بلاستيكية فارغة على الجوانب تساعدها على الطفو. 

"الجوبية" تحتوي على فتحتين؛ إحداهما لوضع الأسماك المصطادة، والأخرى لإخراج الأسماك بعد فرزها على المركب ووضعها في صناديق بلاستيكية تُسمى "بوكشة"، حيث يُفرَز السمك حسب الحجم ويُجهّز للبيع.

بداية يوم الصيد: تحضيرات وتكتيكات جماعية

تبدأ رحلة الصيد مع طلوع الفجر، حيث يغادر الصيادون منازلهم، ويتفقون على مكان الصيد مسبقًا. 

يصلون إلى الموقع في الساعات الأولى من الصباح، ويبدأ كل منهم بتجهيز نفسه وأدواته والنزول إلى المياه، يتحركون في مجموعات تتجه في خط واحد لأمتار محدودة لجمع الأسماك في "الجوبية" المربوطة بجسد كل صياد، وترافقه أينما ذهب. 

بعد يوم طويل من العمل، يُفرز الصيادون الأسماك التي تم اصطيادها ويستعدون للعودة لبيع حصيلتهم في أسواق مدينة المطرية.

التحديات والتغيرات بعد التطوير

وفي حديثه، أوضح أحمد الفقي (ريس المركب) أن هذه الطريقة رغم صعوبتها ما زالت وسيلتهم الأساسية للصيد بسبب مهارتهم في العوم والغطس. 

وأشار إلى وجود طرق صيد أخرى في بحيرة المنزلة، مثل "الدابة" و"اللفة" و"التحاويط" و"الجر" و"الطارة"، إلى جانب طرق صيد غير قانونية توفر ربحًا أكبر لكنها تضع ممارسيها تحت رقابة شرطة البيئة والمسطحات المائية.

وأضاف الفقي أن التطورات التي شهدتها بحيرة المنزلة مؤخرًا، من تطهير وإزالة تعديات، ساهمت في توسيع مناطق الصيد الحر وزيادة الثروة السمكية وتنوعها، مما أتاح للصيادين فرصًا أكبر لاصطياد كميات متنوعة من الأسماك بمختلف الأحجام. 

وأكد أن عمليات التطوير جاءت لمصلحة الصيادين الذين يعتمدون على الصيد الحر، حيث فتحت مساحات جديدة أمامهم وأثرت إيجابًا على مستوى دخلهم.

search