الخميس، 07 نوفمبر 2024

06:04 م

بعد فوز ترامب.. هل تتأثر بوصلة اجتماع الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة؟

رئيس الاحتياطي الفيدرالي ودونالد ترامب

رئيس الاحتياطي الفيدرالي ودونالد ترامب

A A

يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) خلال ساعات اجتماعه قبل الأخير لهذا العام، لحسم مصير أسعار الفائدة، وسط تزايد الشكوك بشأن سياسته النقدية بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية. 

قال عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، محمد أنيس، إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن تؤثر على المشهد الاقتصادي وتؤثر على مسار سياسيات الاحتياطي الفيدرالي. 

هل تتغير بوصلة اجتماع الفيدرالي؟

وأضاف أنيس في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن الاحتياطي الفيدرالي أقدم على خفض الفائدة في سبتمبر بوتيرة فاقت التوقعات (0.5%) الأمر الذي فسره البعض بأنه مجاملة سياسية لإدارة جو بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، أما الآن فمن المتوقع بنسبة 30% أن يقدم على تثبيت سعر الفائدة مع وضع السياسات الاقتصادية المعلنة سلفًا من قبل ترامب بعين الاعتبار، وتأثيرها على معدلات التضخم لاحقًا.

وتابع: حال أقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة هذا الاجتماع بواقع 0.25% فهذا سيدفعه لتمرير اجتماع ديسمبر المقبل دون تحريك للفائدة.

وتوقع كبير الاقتصاديين في شركة "أبولو جلوبال" لإدارة الأصول تورستن سلوك، في مذكرة حديثة، أن يسفر اجتماع اليوم عن تثبيت الفائدة في ضوء قوة نمو الاقتصاد الأمريكي، فضلا عن تأثير فوز ترامب الداعم لسياسات تعزيز قوة الدولار وفرض الرسوم الجمركية وتقييد الهجرة وتخفيض الضرائب وجميها عوامل ستعزز النمو والتضخم معا وستضيق نطاق السياسة النقدية. 

عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، محمد أنيس

وخلال سبتمبر الماضي، قرر الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ 2020، بواقع 0.5% إلى ما بين 4.75% و5%، وذلك بعد أن وصلت منذ 2022 إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، فيما سجل معدل التضخم في سبتمبر الماضي 2.4% وتباطأ مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، معيار التضخم المفضل لدى الفيدرالي، في سبتمبر إلى 2.1% من 2.3% خلال أغسطس. 

مهمة صعبة للفيدرالي 

وأوضح محمد أنيس، أن وجود ترامب داخل البيت الأبيض سيقوض مهمة الفيدرالي المتعلقة بخفض الفائدة، إذ من المتوقع أن يتجه لخفض الضرائب وفرض رسوم جمركية أوسع نطاقا، ما سيوسع عجز الموازنة ويرفع مستويات الدين العام إلى 116% من الناتج المحلي على أقل تقدير، وهذه العوامل مجتمعة قد تؤدي إلى تباطؤ وتيرة تراجع معدلات التضخم.

وتوّقع أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل بوتيرة أقل مما شهدناها في سبتمبر بكثير، لتصل بنهاية العام إلى 3.5%، إذ ستحول سياسات ترامب إلى جانب عوامل أخرى من عودة التضخم إلى مستويات دون الـ2%، الأمر الذي سيتطلب من الفيدرالي إبطاء وتيرة التيسير النقدي لا سيما مع حاجته للضغط على الحكومة الفيدرالية لخفض مستويات الدين العام.

جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي

قال نائب رئيس شركة إيفركور آي إس آي، كريشنا جوها، في مذكرة بحثية، إن قيادة ترامب ستقوض مهمة الفيدرالي وحاليًا نتوقع خفضًا واحدًا للفائدة خلال 2025 على الأقل، وهذا ما يفسر ارتفاع عائدات السندات الأمريكية خلال اليومين الماضيين.  

وتوقع محللو جولدمان ساكس أن ترفع سياسات ترامب الاقتصادية بما فيها التوسع في فرض الرسوم الجمركية معدلات التضخم بما يتراوح بين 0.3 و 0.4%، واعتبرت مؤسسة "تي دي سيكيوريتيز" في مذكرة حديثة، أن فوز ترامب بمثابة وصفة مثالية لزيادات أسرع في التضخم وتباطؤ في النمو الاقتصادي، الأمر الذي سيدفع الفيدرالي للتوقع مؤقتا عن خفض الفائدة بحلول يونيو 2025، للحصول على إشارات أكبر بشأن مسار التضخم والنمو.

search