الجمعة، 08 نوفمبر 2024

08:12 ص

"الأكثر شراهة".. اكتشاف أخطر ثقب أسود على الإطلاق

تعبيرية- ثقب أسود

تعبيرية- ثقب أسود

عبدالرحمن منصور

A A

اكتشف علماء الفلك ثقبا أسود جديدا يوصف بأنه "الأكثر شراهة للطاقة" حتى الآن، حيث يستهلك المادة بسرعة تتعدى الحد النظري المعروف بعشرات الأضعاف.

المستوى الأعلى من الإشعاع للثقب الأسود

في عالم الفيزياء الفلكية، يشير مفهوم الحد النظري المعروف باسم حد إيدينغتون إلى المستوى الأعلى من الإشعاع أو الطاقة التي يمكن للنجم الضخم أو الثقب الأسود إنتاجها دون أن ينفجر أو يدمّر ما حوله.

وفي هذا السياق، يمثل اكتشاف الثقب الأسود المسمى LID-568 واحدة من أكثر التطورات إثارة في علم الفلك الحديث، بسبب شراهته الملحوظة في امتصاص المادة بسرعة فائقة.

اكتشاف الثقب الأسود LID-568

تمكن فريق من علماء الفلك لدى مرصد جيميني الدولي ومختبر NSF NOIRLab من دراسة هذا الثقب الأسود بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي، ليكشفوا عن وجوده كما كان قبل 1.5 مليار سنة فقط من الانفجار الكبير، مما يعني أنه وُجد في مرحلة مبكرة جداً من تكوين الكون، على الرغم من حداثة عمره الكوني، أظهر LID-568 إشعاعات قوية بالأشعة السينية تتجاوز بكثير توقعات حجم الثقب الأسود التقليدي، وفق صحيفة ديلي ميل البريطانية.

أداة قياس الطيف لرؤية دقيقة

ولمراقبة هذا الثقب الأسود، لجأ الفريق إلى استخدام أداة متطورة تعرف باسم "مطياف المجال المتكامل" أو IFS، حيث تمكنهم هذه الأداة الفريدة من قياس الطيف لكل بكسل ضمن مجال رؤية التلسكوب، مما يوفر رؤى دقيقة وثمينة عن البيئة المحيطة بالثقب الأسود.

وكشفت التقنية عن تدفقات غازية غير اعتيادية تنبعث من الثقب الأسود بسرعات تتراوح بين 500 و600 كم في الثانية، مما يساهم في تفسير تجاوز الثقب للحد النظري لامتصاص المادة.

ويرى الفريق أن هذه التدفقات الغازية تعمل كصمام للتفريغ يسمح بتخفيف الطاقة الزائدة الناتجة عن الامتصاص السريع للمادة، ما يمكن LID-568 من الاستمرار في التوسع، كما يبرز الاكتشاف أن الثقب الأسود اكتسب جزءًا كبيرًا من كتلته خلال فترة زمنية قصيرة عبر تغذية سريعة.

الثقب الأسود في حالة احتفال دائم 

وأوضحت الدكتورة جوليا شارواتشر، المشاركة في إعداد الدراسة، أن الثقب الأسود يبدو كما لو كان في حالة "احتفال دائم"، في إشارة إلى قدرته الكبيرة على امتصاص المواد، وقد يساهم هذا الاكتشاف في توضيح كيفية تحول بعض الثقوب السوداء الصغيرة إلى أحجام عملاقة بسرعة غير متوقعة في تاريخ الكون المبكر.

كما أشار فريق البحث إلى أن المادة المحيطة بالثقب LID-568 تُصدر طاقة تزيد بنسبة 4000% عن التوقعات وفق حد إدينغتون، رغم كونها خافتة للغاية ولا يمكن رؤيتها في الطيف المرئي أو الأشعة تحت الحمراء القريبة.

search