الجمعة، 08 نوفمبر 2024

04:48 م

المستشار محمد نجيب
A A

المستشار محمد نجيب يكتب.. فضيحة!

هناك مواقف كاشفة، تعكس قدراً كبيراً من القبح، وفساد الذمم بغض النظر عن طبيعتها، سواء كانت مرتبطة بمجال يصنف كنوع من التسلية والترفيه مثل كرة القدم، أو متعلقة بجريمة كبرى في قطاع ما!

لا أفضل الخوض في قضايا شائكة خلال ذروتها وفترة التهابها، حتى لا أتأثر برأي هنا أو رأي هناك، وحتى نحلل سوياً الأسباب ونصل إلى النتائج بقدر من المنطق والحياد!

ثمة جدل كبير مثار حالياً في بلادنا، خصوصاً للمهمتين بشؤون كرة القدم، حول تسريب المحادثة التي جرت بين حكم الساحة محمد عادل، وحكم الفار محمد ميدو سلامة في مباراة الزمالك والبنك الأهلي الأولى للفريقين في الموسم الجديد!

ما سمعناه جميعاً أن حكم الساحة استنكر قيام حكم الفار باستدعائه، وقال له بلغة واضحة ما مفاده " عيب عليك، إن اللعبة واضحة والكرة ليست لمسة يد، وليست هناك ضربة جزاء مستحقة للزمالك"!

الصدمة التي تلقيناها جميعاً أن الحكم الذي كان واضحاً في موقفه، دخل إلى الملعب بخطوات مرتكبة وأطلق أسوأ صافرة في تاريخ اللعبة، محتسباً ضربة جزاء على عكس قناعته التي فضحها التسريب!

ما حدث من الحكم محمد عادل أمر صعب استيعابه على العقل والنفس، فمهما بلغت درجة الإيثار لدى شخص حيال كيان أو إنسان آخر لا يمكنه التضحية بنفسه مثلما فعل هذا الحكم!

مهما بلغت محاولات البعض تسفيه أو تسطيح الواقعة، إلا انني على المستوى الإنساني أعجز عن استيعابها، ما الذي يدفع شخص مثل هذا الحكم إلى التصرف بهذه الطريقة المدمرة لسيرته وسجله المهني ومستقبله كحكم؟!

أعرف جيداً أنه ومناصريه يحاولون الآن تحويل دفة الاهتمام والجدل إلى قانونية تسريب المحادثة، وكيف أنه سلوك غير أخلاقي، مثل الذي قالوا له إن زوجتك على علاقة بفلان الكهربائي، فرد عليهم  “فشر .. لا كهربائي ولا بيفهم في الكهربا!”

لا أدافع إطلاقاً عن الذي تورط في تسريب المحادثة، فهو عمل غير أخلاقي إطلاقاً ويعكس نوعاً من الصراع الداخلي في هذه المؤسسة، لكنّ قناعتي التامة بأن ما يقوله الحكم في مكالمة مسجلة يجب أن يتسق مع موقفه في العلن، فمن الكوميديا السوداء أن يقول لحكم الفار إنها ليست ضربة جزاء، ويحتسبها بعد ذلك!

علل، فسر، اشرح يا كابتن محمد عادل، لمصلحة من تضحي بنفسك بهذه الطريقة الهزلية العبثية الغريبة؟

أي شخص آخر في موقفك سيلتزم الحذر، في ظل إدراكه أن المكالمة بين حكم الساحة وحكم الفار ليست سراً حربياً، بل أنها تسجل لاعتبارات عدة ومعروف لكم جميعاً أن هذا هو الإجراء المتبع، فكيف تفعل ذلك في نفسك؟!

أدرك جيداً أن هناك عواراً كبيراً في منظومة كرة القدم، ولا أخفيكم قولاً، أنا مندهش من ترشيح أسماء بعينها على مدار سنوات لتولي مسؤولية اتحاد الكرة، وكأن مصر نضبت من القيادات الشابة المخلصة ذوي الرؤية المستنيرة لقطاع يعد مصدراً كبيراً للدخل القومي لدول أقل من بلادنا في عدد السكان والمواهب!

لو لم يثق محمد عادل في أن هناك من سيدافع عنه ويحصن موقفه ويبرر تصرفه، فما كان سيضحي بنفسه بهذه الطريقة، ولم يكن ليخرج سابقاً بأشهر تصريح في تاريخ اللعبة، نال من بعدها لقب "حكم الاحتواء!!

أتمنى أن لا تحشروا النقاش في زاوية الانتماء للأهلي أو الزمالك، فالموقف رغم سخافته إلا أنه يعكس خللاً نفسياً يستحق العلاج، ويؤكد ضرورة نسف هذه المنظومة كلياً وتأسيس كيان يليق بتاريخنا في هذه الرياضة.

search