الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:25 ص

وفاة أسطورة كرة القدم في الجزائر رشيد مخلوفي

 الجزائري رشيد مخلوفي

الجزائري رشيد مخلوفي

A A

توفي أسطورة كرة القدم الجزائرية رشيد مخلوفي عن عمر ناهز 87 عامًا، ليغادر عالم الرياضة واحد من أبرز رموز كرة القدم في الجزائر وأفريقيا.

 عُرف مخلوفي بأدائه المتميز ومهاراته العالية التي ساهمت في صنع تاريخ كرة القدم الجزائرية، خصوصًا من خلال تجربته الرائدة في المنتخب الجزائري وفريق سانت إيتيان الفرنسي.

وأثارت وفاة مخلوفي حالة من الحزن في الأوساط الرياضية الجزائرية والعربية، حيث نعاه الاتحاد الجزائري لكرة القدم، مؤكّدًا أنه ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الرياضة الجزائرية. 

وذكر بيان الاتحاد أن مخلوفي لم يكن مجرد لاعب كرة قدم فحسب، بل كان رمزًا وطنيًا أثر في مسيرة الرياضة الجزائرية لسنوات طويلة.

 السيرة الذاتية 

وُلد رشيد مخلوفي في 12 أغسطس 1936 بمدينة سطيف الجزائرية، وبدأ مسيرته الكروية في وقت مبكر من عمره، حيث انضم إلى نادي سانت إيتيان الفرنسي وهو في سن الـ19. 

على الرغم من التحديات التي واجهها كلاعب جزائري في بلد أوروبي خلال فترة الاستعمار، إلا أن مهاراته وأداءه الاستثنائي على أرض الملعب جعلاه أحد أبرز المهاجمين في الدوري الفرنسي آنذاك، وحقق مع سانت إيتيان العديد من الإنجازات، حيث توّج بلقب الدوري الفرنسي أربع مرات، وساهم في وضع الفريق على خريطة كرة القدم الفرنسية والأوروبية.

في عام 1958، اتخذ مخلوفي خطوة تاريخية أضافت له بُعدًا وطنيًا كبيرًا، حين غادر فرنسا وانضم إلى فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري، الذي أُسس ليكون صوت الجزائر الكروي في العالم أثناء كفاحها للحصول على الاستقلال.

كانت هذه الخطوة محورية، إذ فقد بموجبها إمكانية اللعب في الدوري الفرنسي أو الانضمام للمنتخب الفرنسي، ولكنه اختار دعم قضية بلاده الأم، ليصبح لاعبًا في المنتخب الذي جسّد طموحات وأحلام الشعب الجزائري.

مع فريق جبهة التحرير، جاب مخلوفي وزملاؤه العالم ليلعبوا مباريات ودية في دول عديدة، ويُعرّفوا الناس بالقضية الجزائرية عبر كرة القدم، وبعد نيل الجزائر استقلالها في 1962، عاد مخلوفي إلى سانت إيتيان ليكمل مسيرته الاحترافية، حيث ساهم في تعزيز أداء الفريق قبل أن يُنهي مسيرته الكروية مع نادٍ فرنسي آخر هو باستيا.

 دروس وعبر 

لم تكن مسيرة مخلوفي الكروية مليئة بالأهداف والانتصارات فقط، بل كانت حافلة بالدروس والعبر، حيث جسّد صورة اللاعب الذي يوازن بين طموحاته المهنية والتزاماته الوطنية، بعد اعتزاله اللعب، انتقل للعمل في مجال التدريب، وتولى تدريب المنتخب الجزائري في أكثر من مناسبة، منها قيادته للفريق في دورة الألعاب الأولمبية 1975.

ظل مخلوفي رمزًا خالدًا للكرة الجزائرية، ورمزًا للتضحية من أجل الوطن، إذ ألهم جيلًا من اللاعبين الشباب بأهمية الالتزام الوطني ودور الرياضة كوسيلة للتعبير عن قضايا الشعوب، وحظي خلال حياته بتقدير كبير في الجزائر وخارجها، حيث اعتُبر من قِبل الكثيرين واحدًا من أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة الإفريقية، ووصفته وسائل الإعلام الفرنسية بـ"الساحر الجزائري".

search