الإثنين، 25 نوفمبر 2024

06:12 م

من الجنيه السوداني إلى الليرة السورية.. عملات أحرقتها نيران الحروب

الليرة السورية

الليرة السورية

A A

يتجه بنك السودان المركزي إلى طرح ورقة نقدية جديدة من فئة 1000 جنيه خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد عمليات نهب وظهور عملات نقدية مجهولة المصدر، وهو ما فتح باب من التساؤلات تأثير الحروب على العملة المحلية وقيمتها.

وفي أكتوبر الماضي، أعلن الجهاز المركزي للإحصاء في السودان عن تسجيل معدل التضخم السنوي لشهر سبتمبر 2024 ارتفاعًا بنسبة 215.52% مقارنةً بنفس الشهر من العام الماضي.

الجنيه السوداني في خبر (كان)

وفي يونيو 2022، قرر بنك السودان المركزي طرح ورقة نقدية من فئة 1000 جنيه، بهدف مواجهة الانخفاض الحاد في قيمة العملة المحلية، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية في البلاد.

وكان آخر إصدار الذي يسبق فئة الـ1000 جنيه هو فئة الـ500 جنيه، والذي أعلن عنه بنك السودان المركزي في مارس 2019، بحسب وكالة أنباء السودان.

ومنذ منتصف فبراير 2021، شهدت العملة السودانية تدهورا غير مسبوق، حيث هبطت قيمتها من 55 جنيهًا للدولار إلى أكثر من 500 جنيه للدولار، ما أسهم في انهيار الاقتصاد الوطني، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية فاقت 200%، ما أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين.

ويسجل الدولار أمام الجنيه السوداني نحو 601 جنيه، وذلك بعد مرور حوالي عام من الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع والذي أدت إلى أزمة اقتصادية حادة في البلاد.

انهيار الجنيه السوداني أمام الدولار

انهيار الليرة السورية

مع بداية العام الماضي 2023، استقر سعر الليرة السورية عند نحو 7000 ليرة مقابل الدولار، واستمر هذا المعدل مع انخفاض طفيف خلال الربع الأول من العام، إلا أن الليرة بدأت في الانهيار تدريجيًا بدءًا من مايو، حيث انخفضت قيمتها من 8500 إلى 10 آلاف ليرة للدولار في منتصف يوليو 2023.

انهارت الليرة السورية منذ عام 2011، بشكل تدريجي، فبعد أن كان سعر الصرف 50 ليرة للدولار، بدأ يتصاعد تدريجيًا حتى وصل في عام 2019 إلى 1000 ليرة مقابل الدولار، ثم إلى 3000 ليرة في 2020، فيما استقر المتوسط عند 4000 ليرة في 2022. 

مع بداية العام الماضي 2023، استقر سعر الليرة السورية عند نحو 7000 ليرة مقابل الدولار، واستمر هذا المعدل مع انخفاض طفيف خلال الربع الأول من العام، إلا أن الليرة بدأت في الانهيار تدريجيًا بدءًا من مايو، حيث انخفضت قيمتها من 8500 إلى 10 آلاف ليرة للدولار في منتصف يوليو 2023.

وسجل سعر الدولار الأمريكي اليوم، أمام الليرة السورية نحو 14 ألف ليرة للدولار الواحد، في ظل فقدان الثقة في البنك المركزي السوري في ظل استمرار توتر الأوضاع في البلاد.

الليرة السورية

الليرة اللبنانية إلى القاع

في نهاية يناير 2023، شهدت الليرة اللبنانية انهيارًا غير مسبوق في قيمتها أمام الدولار، لتصل إلى مستوى يعادل (أربعين ضعفًا) لما كانت عليه قبل ثلاث سنوات فقط، في أزمة شاملة طالت كافة القطاعات في البلاد. 

وفي يوم الخميس الذي تم تسميه بالخميس الأسود، الموافق 26 يناير، بلغ سعر الدولار الواحد 64 ألف ليرة، بعدما كان في حدود 50 ألفًا فقط قبل أيام قليلة.

وفي 2022، كان سعر الليرة في السوق الحرة يصل إلى 30 ألف ليرة للدولار، لكن تدخلات مصرف لبنان لم تفلح في دعم العملة الوطنية التي كانت مهيأة لانهيار محتوم. 

ومع نهاية آخر أسبوع من يناير 2023، تراجعت قيمة الليرة مجددًا إلى 56 ألفًا مقابل الدولار، في تقلبات حادة باتت سمة للمرحلة الأخيرة من الأزمة الاقتصادية.

ومنذ الأزمة السياسية والاقتصادية التي اندلعت في خريف 2019، لم يعد هناك سعر رسمي ثابت لليرة اللبنانية، بل مجموعة من الأسعار المتباينة التي تتغير وفقًا للظروف المتقلبة، ما جعل الكثيرين يفتقدون الثقة في استقرار العملة.

انهيار الليرة اللبنانية

الريال يتوه في صحراء اليمن

منذ بداية الحرب في 21 سبتمبر 2014، فقدت العملة المحلية قيمتها بشكل كبير، حيث تراجعت إلى نحو تسعة أضعاف نتيجة النزاع المستمر في البلاد، إلى جانب الفساد والصراع على النفوذ داخل الحكومة المعترف بها دوليًا.

وأعطت الحكومة الجديدة في اليمن، الأمل بإجراء إصلاحات اقتصادية، خاصة أن تعيينها جاء بعد تجاوز سعر الدولار حاجز 1600 ريال، لكن العملة المحلية فقدت أكثر من 40% من قيمتها خلال الفترة من ديسمبر 2020 وحتى نوفمبر 2024، وفي نفس الوقت، تراوحت الزيادة الحقيقية في أسعار المواد الغذائية خلال هذه الفترة بين 50 إلى 70%.

عملات أحرقتها نيران الحروب

قال خبير أسواق المال، أحمد معطي، إن الحروب تسهم بشكل كبير في تدمير قيمة العملة المحلية، موضحًا أن أثناء الحرب، غالبًا ما يعتمد البلد على طباعة المزيد من النقود لتمويل العمليات العسكرية، مما يزيد من التضخم ويقلل من قيمة العملة، ومع تراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار تصبح العملة المحلية أقل قيمة، وهو ما حدث مع سوريا والسودان.

وأضاف معطي لـ "تليجراف مصر، أن المستثمر دائما ما يبحث عن مناخ مستقر حتى لا تضيع أمواله، ولكن الدول التي تشهد حروب وصراعات يفقد المستثمرين الثقة في الحكومة ويبتعدون عن السوق المحلية، مما يزيد من الضغط على العملة.

search