الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:38 ص

نعاه أبرز المصرفيين.. من هو جمال محرم "حبيب الكل"؟

المصرفي جمال محرم

المصرفي جمال محرم

حسن راشد

A A

“الجدع المتواضع المصرفي القدير حبيب الكل.. كان مصرفيًا قديرًا، واقتصاديا نابهًا، قائدًا ذا علم وفكر”، بهذه الكلمات وُصف المصرفي جمال محرم، الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي 18 يناير 2024 عن عمر ناهز 74 عامًا.

كانت جنازته مهيبة، شهدت حضور أبرز رجال المال والأعمال في مصر، لتوديع رئيس الجمعية المصرية للتخصيم، الرئيس الأسبق لغرفة التجارة الأمريكية، رئيس مجلس إدارة إيجيترانس، إلى مثواه الأخير.

ولد محرم في 15 مارس 1950، وحصل على بكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة عام 1974، وشغل عدة مناصب منها الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لـ “البنك التجاري الدولي”، وبنك بيريوس مصر سابقًا (الأهلي الكويتي حاليًا).

كما تولى عدة مناصب مصرفية مهمة، بينها المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط لكل من بنك “فيليت الوطني” بين 1981 و1986، وبنك “أوف نيويورك”، وبنك “Irving Trust”، وشارك في تأسيس شركة كابيكس كورب لضمان الاكتتاب”، و”شركة الضامن لضمان الاكتتاب في الأوراق المالية”.

الراحل المصرفي جمال محرم

لعب دورًا بارزًا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية بمختلف المنظمات والمؤسسات والبنوك التي شغل بها مناصب قيادية، ما أهله لرئاسة غرفة التجارة الأمريكية AmCham Egypt بين عامي 2009 و2013، ونجحت جهوده في تعزيز التعاون بين مصر والولايات المتحدة، وتقديم صورة حقيقية لمجتمع الأعمال ودوائر صنع القرار الأمريكية خاصة بعد ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013.

كان لديه بُعد مالي مصرفي ممزوج بعلاقات دولية وفكر استثماري ورؤية اقتصادية شاملة وقدرة غير عادية على الإقناع وبناء العلاقات، وكان يؤمن بأن الجاذب الرئيسي للاستثمارات الأجنبية للدول هو الاستثمار المحلى، ويرى أنه إذا لم يتمتع المستثمر المصري بمناخ استثماري جيد فلن تتمكن الدولة من جذب مستثمرين أجانب، لأن المروج الأول للاستثمار هو المستثمر وليس الحكومة.

كان يرى أن الأمل الأكبر في تنمية الاقتصاد المصري هو السياحة، وأن مشكلة البطالة هي المشكلة الرئيسية في مصر، وأن الدولة تأخرت كثيرًا في التعاون مع أفريقيا والاستثمار بها والاستفادة من مواردها لتحقيق التكامل، وأنه لا قيمة لأى إصلاح اقتصادي من دون إصلاح إداري يبدأ من أصغر موظف لأكبر موظف فى الدولة.

قالوا في رثائه

نعاه وزير السياحة والآثار، أحمد عيسى، قائلًا: تعرفت على الأستاذ جمال محرم لأول مرة سنة 1997، وما زلت أتذكر كيف لمست أعماقي بساطته وتواضعه مع نجوميته وذكائه ونجاحاته المعروفة، ‏ثم سافرت لحضور دورة تدريبية بالمقر الرئيسي لذلك البنك العالمي في Wall Street، كل من قابلته من القيادات كان يعبر عن إعجابه وتأثره بـ(چيمى)".

وصفه رئيس المصرف العربي الدولي ومحافظ البنك المركزي الأسبق، هشام رامز بـ “جمال محرم، الجدع المتواضع المصرفي القدير حبيب الكل"، وقال العضو المنتدب لشركة إيسترن كومبانى، هانى أمان: ”كان قامة مالية اقتصادية كبرى وسنفتقد توجهاته وآراءه ونظرته الاقتصادية".

وقال رئيس مجلس إدارة بنك التعمير والإسكان، باسل الحينى: “كان جمال محرم مصرفيًا قديرًا، واقتصاديا نابهًا، قائدًا ذا علم وفكر، والدنيا من دون (چيمى) كما كان يناديه الجميع، مكان أكثر كآبة، وذكر رئيس مجلس الإدارة، والعضو المنتدب لشركة التعمير للتمويل العقاري، حسن حسين: ”شريط ذكريات جميل لم يتوقف مع جمال حتى اليوم، والآن ألَمٌ لن يتوقف، في الجنة ونعيمها".

جمال محرم

ونشر رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي “CIB”، هشام عز العرب عبر موقع فيسبوك: “فقدنا صديقا من أكثر الرجال مهنية، أشعر بأنني مدين لجمال بأن أكشف سبب مرضه القاتل، حيث كان ضحية لإنسان غير متزن عرف مؤخرا بأذيته لكل إنسان ناجح في القطاعات المالية، هذا الشخص تسبب في ضرر بالغ لجمال، ووقع على الفور فريسة المرض ليموت بعد عناء مع المرض”.

وقال عنه الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “إم جى إم”، شريف الديوانى: “لقد كان شخص حكيم لديه بصيرة وتعقل وفهم عميق للحياة سديد الرأي وحسن التقدير للأمور، رجل رفيع المستوى، زكان جمال أبًا وجد حنون، وزوجًا محب، مُعطاءً باستمرار لكل أسرته، مُحبًا بلا شروط، يسعى دومًا لتوفير الدفئ والأمان لعائلته، فهم قرة عينه وسر سعادته”.

أضاف أن جمال كان يعطي عائلته “بسخاء من حبه وحنانه”، كما غمرهم بحكمته وطيب خلقه وبصيرته ما يُمكِّنهم من النجاح والتميز في الحياة، وعطاء بلا حدود، بل كريمًا بوقته، بنصحه، بابتسامته، وبقلبه الطيب الذي يحمل دائما محبة وخيرًا للجميع تمتعه توصيل الناس ببعضها ويعُرف بسماحة نفسٍ ونقاء الروح، وجودٍ ليس له حدود، ويحبه كل من يعرفه لطيبته وعطفه ومعاملته الحسنة، ورصانته وقوة شخصيته التي لا تُنقِص من لُطفه ورفقه، فهو حنون ولكنه قوي لا يُخضِعه الباطل ولا يُقلِّل من عزيمته وإصراره على الحق.

ونعاه رئيس مجلس إدارة شركة كولدويل بانكر، محمد عبدالله، قائلًا: "سوف نفتقدك كثيرًا يا صاحب القلب الطيب والسيرة الذكية العطرة".

search