الخميس، 14 نوفمبر 2024

06:17 م

نار الحرب تحرق آثار السودان.. سرقة مقتنيات متحف الخرطوم

المتحف الوطني السوداني - فاينينشال تايمز

المتحف الوطني السوداني - فاينينشال تايمز

A A

قالت رئيسة المتاحف في هيئة الآثار السودانية، إخلاص عبد اللطيف أحمد، إن جنودًا من قوات الدعم السريع نفذوا عملية نهب واسعة استهدفت المتحف الوطني السوداني في الخرطوم، وكان قد خضع لعمليات تجديد مؤخرًا، وفقًا لصحيفة فاينينشال تايمز البريطانية. 

وأوضحت عبد اللطيف أن العديد من القطع الأثرية التي تم سرقتها جرى تحميلها على شاحنات وتهريبها عبر الحدود إلى جنوب السودان، مشيرة إلى أن بقية مقتنيات المتحف أصبحت الآن عرضة للنهب في ظل الصراع المستمر في البلاد.

مواقع أثرية هامة

وكشفت الصحيفة أن قوات الدعم السريع قد اقتربت من المواقع الأثرية الهامة، حيث تتمركز على مسافة أقل من 20 كيلومترًا من الأهرامات السودانية.

وبحسب الصحيفة سيطرت القوات على الخرطوم وأجزاء واسعة من دارفور، ما أجبر الحكومة السودانية على الانتقال إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، الذي يبعد نحو 800 كيلومتر شمال شرقي العاصمة.

وفي سياق متصل، تم إسقاط طائرات مسيَّرة تابعة لقوات الدعم السريع أثناء محاولتها الوصول إلى منطقة شندي بالقرب من موقع مروي الأثري، ورغم ذلك، لم تصدر قوات الدعم السريع أي بيان حول "مزاعم النهب".

المتحف الوطني السوداني

يُذكر أن المتحف الوطني السوداني، الذي افتتح قبل أكثر من 50 عامًا، يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية تعود إلى فترات تاريخية متنوعة، بما في ذلك قطع نادرة تم إنقاذها من مناطق مهددة بالفيضانات بسبب بناء سد أسوان.

ويعرض المتحف آثارًا من العصور الباليوليثية وعصر مروي، فضلًا عن قطع من الحقبة المسيحية والإسلامية، بالإضافة إلى تماثيل "أوشبتي" لملوك كوشيين من كرمة، العاصمة القديمة لمملكة كوش التي اشتهرت بصناعاتها الحديدية.

وقالت المسؤولة السودانية في هذا السياق: "كل هذه الكنوز أصبحت للأسف هدفًا مباشرًا في الحرب."

تهديد التراث الثقافي السوداني

من جانبها، حذرت منظمة اليونسكو في بيان لها في سبتمبر الماضي من أن عمليات النهب المتزايدة تهدد التراث الثقافي السوداني بشكل غير مسبوق. 

ودعت المنظمة المجتمع الدولي والمتخصصين في الآثار إلى الامتناع عن شراء أو تداول الممتلكات الثقافية السودانية، سواء من خلال عمليات استيراد أو تصدير أو نقل ملكية، في ظل المخاوف من أن بعض القطع الأثرية السودانية قد تُعرض للبيع عبر الإنترنت على أنها قطع مصرية بالمخالفة للحقيقة. 

وأكدت اليونسكو أن أي بيع أو نقل غير قانوني لهذه القطع الأثرية قد يؤدي إلى فقدان جزء من الهوية الثقافية السودانية، مما يعوق عملية تعافي البلاد.

مملكة كوش

وأشارت رئيسة مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، زينب بدوي إلى أن السودان كان موطنًا لأقدم المستوطنات البشرية في أفريقيا، والتي يعود تاريخها إلى 8000 عام قبل الميلاد، وهو وقت بدأت فيه صناعة الفخار المزخرف بشكل فني. 

وأضافت أن مملكة كوش، التي تأسست في كرمة (المعروفة حاليًا بكريمة) في شمال السودان منذ نحو 2500 عام قبل الميلاد، تمكنت من حكم مصر لأكثر من قرن بعد غزوها في القرن الثامن قبل الميلاد.

كما أفادت التقارير بأن عمليات نهب واسعة قد استهدفت الآثار السودانية في مناطق مختلفة، بما في ذلك متحف نيالا في جنوب دارفور، بينما تعرض متحف بيت الخليفة في أم درمان لأضرار جسيمة. 

search