العمليات والحروب النفسية.. ذخيرة الإعلام الموازي
لقد وقعت في الفخ!..
هذا ما حدث لك تماماً دون أن تشعر وأنت غارق في تصفح الـ "سوشيال ميديا" والتطبيقات والمنصات وتلعب مع الذكاء الاصطناعي، والحقيقة أنك تغوص في الفخ الذي نُصب لك بكل جوارحك لتصبح ضحية لفوضى كبيرة يصنعها لك الإعلام الموازي وفي نفس الوقت أنت جزء أصيل منها!
ربما لا تعلم وأنت تستخدم كل هذه الأدوات أنها صُنعت خصيصاً لتخدم أهدافاً محددة في خطة كبيرة هي مرحلة مهمة فيها يمكنك أن تصنفها بأنها الأهم والأخطر .. فوضى المعلومات.. والتي تستهدف إغراقك بكم غزير جداً من المعلومات تحمل بينها التضليل المستهدف لتصبح أنت المروج الأول لها فتقتل نفسك بالسلاح الذي تم تصنيعه من أجلك.. وبيديك.. وبلا عقلك!
سيل كبير من الإشاعات يتدفق عبر الإعلام الموازي الذي يتمثل في مواقع التواصل والتطبيقات الإخبارية والبرامج المصنعة على محطات تم إنشائها خصيصاً لتزييف الوعي والحقائق فالأخبار الكاذبة والمضللة أصبحت تمتزج مع الحقيقية لا تستطيع التفريق بينهم وما زاد استخدام الـ"AI" لتزييف الحقائق باحتراف، فهو الكارت الرابح الذي أزاح عمليات الفوتوشوب وما ينتج عنها من "شغل بلدي" تستطيع بالتدقيق اكتشافه ولكنك الآن أمام أداة يمكنها بكل بساطة توريطك أنت شخصياً في أعتى القضايا والجرائم وأنت تحاول أن تقنع نفسك أنه ليس أنت من فرط الدقة والتزييف العميق، فأصبحت محاصر بكل الأكاذيب من أخبار وصور وأحداث مزيفة غايتها هي تدمير نفسيتك وتوجيه وعيك للهدف المطلوب وهو تدمير نفسك ومن حولك وتحويلك لأداة لإسقاط وطنك.
الحقيقة أن هذه الخطة تمت تجربتها في أحداث 2011 وأتت بثمارها تماماً منذ تغييب الوعي ثم تهيئته للقيام بما تم تسميته زيفاً بثورة لتحقيق الهدف بالتخريب والتدمير وحرق الأرض وتمهيدها للمرحلة التالية بالسيطرة عليها تماماً وإعادة صياغتها، وبين هذا وذاك وعلى عكس ما تغيب وعيك فأنت خارج الحسابات تماماً بل العكس صحيح، أنت أول الضحايا وهو ما استمر حتى قيام ثورة حقيقية في 30 يونيو 2013 انتفضت ضد هذا المخطط بعد وجود قوي ومجهود عظيم لإعادة توجيه الوعي وتخليصه مما أصابه من فيروس السيطرة، ولكن استمر الإعلام الموازي في مخططاته أكثر شراسة بعد ذلك وحتى اللحظة، رغبة في تحقيق أكثر من هدف، أولها رد الصفعة وتعويض هزيمته وثانيها الانتقام منك أنت شخصياً والآخر هو الهدف السامي من النيل للفرات، وأن تصبح مصر عاصمة العالم الجديد وقلب "المحفل"!
احترف الإعلام الموازي بكل أدواته المتطورة مؤخراً تسخير نفسه كسلاح فتاك ذخيرته هي مجموعة من العمليات النفسية الموجهة باستمرار وكذلك الحروب النفسية التي تعمل في حلقات أخرى لإحكام السيطرة، وهو ما حذر منه بشدة المتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب والمعلومات وتجده واضحاً عندما تستعين بخبير في مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات يفسره العقيد “حاتم صابر”، الذي كشف عن مدى خطورة هذه العمليات النفسية وشرحها وتفسيرها بأنها تستخدم من الدول والجهات والجماعات المعادية بتخطيط للتأثير على الرأي العام ومشاعره وعواطفه وسلوكه ومواقفه، وهو تماماً السيطرة على الـ "وعي" وتوجيهه لتحقيق الأهداف المطلوبة ما يضغط عليك باستمرار بالتشكيك في كل شيء يحيط بك وتشكيكك في الدولة وإدارتها ومسئوليها وأيضاً أعمدتها الرئيسية المتمثلة في الأمن "قوات مسلحة وشرطة" والتحريض عليهما وخلق حالة عداء دائمة لدعم عدم الاستقرار المطلوب، وكذلك تغذية التناحر الطائفي والعرقي لإنهاك المجتمع وجعل عملية السيطرة أسهل دون خسائر مادية وقتالية وإن حدثت يكون في أضيق الحدود.
الدارج في وصف ما يدور دائماً في هذا الإطار بـ"الحرب النفسية" وهناك تماس حقيقي بينها وبين "العمليات النفسية" المتطابقة في نفس الخطة والهدف وأسلوب التنفيذ لتحقيقه، إلا أن "الحرب النفسية" يزيد عليها أنها موجهة أساساً لتدمير الروح المعنوية للقوات العسكرية "جيش وشرطة" لضمان تسهيل السيطرة بأضعف مقاومة كما فرقهما العقيد "حاتم صابر" أحد الخبراء الضالعين في مقاومة الإرهاب وحرب المعلومات، وربما نذهب إلى أبعد من ذلك بمراقبة نشر الإشاعات المستمرة عن القوات المسلحة من الداخل وأيضاً عن العلاقة بينها وبين الشرطة وكذلك الأجهزة الأمنية، وهو ما يخدم في مجموعه خططا متعددة لتحقيق هدف واحد إن لم تفهمه وتراه واضحاً بكلتا عينيك فأصبحت مسلوب الوعي وعليك إنقاذ نفسك قبل أن تصبح أداة للتدمير في المنظومة الإجرامية التي تديرها مجموعة من الشياطين بعين واحدة.
إذا كانوا قد صنعوا الإعلام الموازي سلاحاً لتوجيه ذخيرته تجاهنا.. فنحن قادرون على تطويعه وتعديله وإعادة توجيهه إليهم ولكن بذخيرتنا نحن التي بدونها سنبقى لقمة سائغة سهلة رخيصة.. "الوعي".
“خافوا.. واحذروا”.....
"معركة الوعي.. معركة وجود".
الأكثر قراءة
-
فيلا وسيارات فارهة.. كيف أوقع مستريح مدينتي ضحاياه في الفخ؟
-
"سُمعة المكان".. أول رد من "حضانة الغربية" المتهمة بضرب الأطفال
-
الاستعلام عن نتيجة حج القرعة بالرقم القومي2025.. رابط مباشر
-
"إهانة وشد شعر".. كواليس صادمة لضرب أطفال بحضانة في الغربية (فيديو)
-
سعر الذهب يواصل الارتفاع.. عيار 21 زاد 45 جنيهًا
-
04:55 AMالفجْر
-
06:25 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
مقالات ذات صلة
ستة وسبعة وثمانية
19 أكتوبر 2024 07:19 م
خيبة النجوم بالطريقة
22 سبتمبر 2024 06:34 م
ندوة اللحن الأخير.. لـ عمرو مصطفى!
05 سبتمبر 2024 08:41 م
ليلة تكبيس محمد فؤاد!
25 أغسطس 2024 05:35 م
أكثر الكلمات انتشاراً