الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:23 ص

"الولد للفراش".. زوجة تشعل أزمة "اختلاط أنساب" بسبب قاعدة فقهية

الولد للفراش

الولد للفراش

A A

"خُفت من فضيحة كتب الكتاب"، هكذا تحولت فرحة عقد القران إلى أزمة تهدد باختلاط الأنساب، حيث شهدت منطقة ريفية تابعة لمركز “أبو كبير” بمحافظة الشرقية، واقعة مثيرة، بطلتها فتاة عشرينية فتحت المجال للحديث عن القاعدة الفقهية التي تقول إن "الولد للفراش".

 

أزمة شرف

بعدما تعالت الزغاريد في أحد البيوت البسيطة، لعقد قران "ب.أ" وزوجها "م.م"، بدأت المشاورات بين الأهالي لتحديد موعد حفل الزفاف، ليدخل الشريكان عش الزوجية، ولكنها كانت بداية الكارثة.

"مبقتش واثق فيكي"، لم يطق الزوج الانتظار حتى ينغلق عليه وزوجته باب واحد، ليختلي بها بعد يومين من عقد القران، ومن هنا زادت المشاكل بينهما على أبسط الأمور، وبدأ في معايرتها ورميها بكلام جارح، لينتهي بهما الحال إلى الطلاق.

"أموِّت نفسي ولا أنزل الجنين؟"، اكتشفت الفتاة بعد شهر أن الروح نُفخت في رحمها، وباتت في حيرة من أمرها ولا تعرف كيف تتصرف، لتتفاجأ بشخص آخر يرغب في الزواج منها، فوافقت عليه دون تردد حتى تنجو من أزمتها، حسبما روت إحدى أقارب الفتاة لـ"تليجراف مصر".

حادث يقلب الموازين

تزوجت "ب.أ"، وهي في الشهر الثاني من حملها، وعاشت حياة هنيئة مع زوجها الجديد الذي لم يخونها على الإطلاق، وأخبرته أنه سيصبح أبًا عما قريب، وهذا الخبر حول حياته إلى فرحة غامرة.

وفي عام 2021، وضعت الأم جنينها، وتم نسبه لزوجها الجديد، الذي اعتقد أنه من صلبه، لكن بعد 3 سنوات شاء القدر أن ينفضح سرها، حينما أصيب الطفل في حادث سيارة، ونقل على إثرة إلى المستشفى.

أجرى الطاقم الطبي الفحوصات الأوليّة للطفل، واتضح أنه بحاجة لنقل دم سريعًا حتى ينجوا من الموت، وكانت المفاجأة عندما تم سحب عينة دم من الأبوين أن اكتشف الأطباء أن دم الأبوين غير مطابق لدم الطفل.

المستشفى تصرف في أكياس دم للطفل، لكن الأب ظل مصدومًا من أن فلذة كبده ليس من صلبه، فسارع  لإجراء تحليل حامض نووي DNA، فاكتشف أن النتيجة سلبية، أي أن الطفل لا يمت له بصلة!

الولد للفراش

وبعد شهر من تعافي الطفل، واجه الزوج زوجته بذلك الأمر، لترد عليه الأخيرة: "دار الإفتاء حللت إن الولد للفراش وده ابنك.. وماكنتش عارفة أعمل إيه في الجنين وخلإفت من الفضيحة.. وإنت حبيت الولد بما يرضي الله، كمل جميلك واستر عليا".

وهنا رد عليها الزوج المصدوم: “تروحي عند أهلك لحد متأكد من دار الإفتاء بحقيقة نسب الطفل”. وأصبح الزوج في حيرة من أمره بعدما لجأ لدار الإفتاء التي بدورها أوضحت أن “الولد للفراش وللعاهر الحجر، وبناء عليه يُنسب الطفل للزوج الذي وُلد على فراشه، وبذلك يثبت وصف الأبوة له شرعًا.

”كأنه طفل لقيط"

وحول الوضع القانوني للطفل، أوضحت عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، المحامية نهاد أبو القمصان، قالت إن الزواج يجب أن يكون صحيحًا، لكن في هذه الحالة الرجل ليس الأب الحقيقي للطفل.

نهاد أبو القمصان

وأشارت أبو القمصان لـ"تليجراف مصر"، أن الزوج الثاني بإمكانه إنكار نسب الطفل وأن يطلب إجراء تحليل “DNA”، لإثبات أن الطفل ليس من صلبه أمام القانون، بالتالي عدم ارتباط اسميهما ببعض.

وتابعت: “اسم الطفل ينفصل عن اسم الزوج.. والطفل يوضع له اسم مركّب، ولقب مالوش علاقة بحد معروف، كأنه طفل لقيط.. ومن الصعب إثبات نسبه الحقيقي، لأن في هذه الحالة لا يوجد زواج رسمي".

حكم نسب الطفل

ولحسم الجدل في هذه الواقعة، أكدت أستاذة الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتورة سعاد صالح، أنه إذا ظهر الحمل قبل الدخول على المرأة، يُنسب الطفل للشخص صاحب عقد الزواج، لافتة إلى أنه في بعض المذاهب بخلاف رأي الحنفية، تستند على أن الطفل يكون للزوج بعد الدخول بها وليس بعد عقد الزواج.

الدكتورة سعاد صالح

أما بشأن “الولد للفراش وللعاهر الحجر”، أوضحت أن أي علاقة غير التي تتم في إطار العقد الشرعي المكتمل الشروط الخاصة بالزواج، يكون الطفل الناتج عنها "طفل زنا"، لافتة إلى أنه وففقًا للقاعدة الفقهية التي بأن “الولد للفراش” يكون الابن للزوج بالتالي فإن العقد يكون صحيحًا، وأن للعاهر الحجر، وهنا يقصد “ابن الزنا”.

search