3.5 مليون فدان.. كيف أثر تغير المناخ على خريطة زراعة القمح في مصر؟
صورة أرشيفية لمحصول القمح في مصر
محمد لطفي أبوعقيل
كشف معهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لوزارة الزراعة عن الخطة الزراعية لمحصول القمح لعام 2023-2024، التي تهدف لزراعة 3.5 مليون فدان على مستوى الجمهورية.
يأتي ذلك وسط تحديات مناخية أثرت على مواعيد الزراعة المعتادة، ما اضطر الوزارة إلى تأجيل الزراعة في بعض المحافظات لضمان أفضل إنتاجية ممكنة.
سبب تأخير زراعة القمح هذا الموسم
وكان معهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لوزارة الزراعة أعلن موعد بدء زراعة محصول القمح رسميًا في جميع المحافظات، حيث بدأت الزراعات في الأراضي الجديدة بالفعل هذا الأسبوع، مع التأكيد على التزام الوزارة بتوفير الدعم الكامل للمزارعين من حيث الأسمدة والمستلزمات الزراعية.
وأوضح معهد بحوث المحاصيل الحقلية في تقرير له أن تأخير بدء زراعة القمح هذا الموسم يرجع إلى التغيرات المناخية والتقلبات الجوية.
وأشار التقرير إلى أن درجات الحرارة ما زالت مرتفعة قليلًا، ما استدعى تأجيل بداية الزراعة في الأراضي الجديدة والمستصلحة إلى 10 نوفمبر الجاري، بينما يبدأ الموسم في باقي المحافظات اعتبارًا من 15 نوفمبر.
تأثير التغيرات المناخية على محاصيل الحبوب
وتناول التقرير تأثير التغيرات المناخية على محاصيل الحبوب، موضحًا أن هذه التغيرات تعد من العوامل الرئيسية التي أدت إلى تقليص معدلات الإنتاجية عن المستويات المعتادة.
واعتبر التقرير أن هذا التحدي يفرض ضغوطًا كبيرة على الجهات البحثية لتطوير أصناف جديدة قادرة على التكيف مع هذه الظروف المناخية المتقلبة وتحمل درجات الحرارة المرتفعة.
وأكدت وزارة الزراعة ومراكزها البحثية على ضرورة العمل على إنتاج أصناف جديدة من القمح مقاومة للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى توجيه المزارعين لتأخير مواعيد الزراعة، ما يساهم في تقليل الضغوط على النباتات ويعزز من القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
التوصيات الفنية والإرشادية
وشدد التقرير على أهمية التزام المزارعين بكافة التوصيات الفنية والإرشادية التي يوصي بها المعهد، واستخدام الأصناف المعتمدة التي تتحمل التغيرات المناخية، مع الحرص على بدء الزراعة في التوقيتات المثلى لتجنب التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وتحقيق أفضل معدلات الإنتاجية.
كما تناول التقرير أهمية اختيار الأراضي المناسبة لزراعة القمح، مشيرًا إلى أن القمح ينجح في معظم أنواع الأراضي باستثناء "الأراضي الغدقة" التي ترتفع فيها مستويات المياه الجوفية، ما يزيد من احتمالية الإصابة بـ"أعفان الجذور".
مكسب كبير لقطاع الزراعة
من جانبه، قال نقيب الفلاحين، حسين أبو صدام، إن توفير تقاوي القمح المعتمدة يمثل مكسبًا كبيرًا لقطاع الزراعة، حيث تسهم في زيادة إنتاجية الفدان بشكل ملحوظ دون الحاجة إلى زيادة تكاليف المستلزمات الزراعية أو توسيع المساحات المزروعة.
وأضاف أبو صدام في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر" أنه يتم المطالبة بتوفير كميات كافية من القمح المعدل وراثيًا لتغطية المساحات المطلوبة للزراعة، مع ضرورة أن يكون سعر هذه التقاوي مناسبًا ويقارب سعر السوق، حتى لا يضطر المزارعون إلى شراء التقاوي الرديئة لرخص سعرها، رغم ضعف إنتاجيتها.
يحد من ظاهرة غش السوق الحر
وتابع أبو صدام قائلًا: "توفير التقاوي المعدلة بأسعار مناسبة يحد من ظاهرة غش السوق الحر، حيث يلجأ بعض التجار إلى تقليد التقاوي المدعمة وبيعها بأسعار أقل".
وأوضح أبو صدام أهمية توافر التركيبة المحصولية التي أوصت بها وزارة الزراعة لكل محافظة، مشيرًا إلى ضرورة أن تتوافر التقاوي المعتمدة في تلك المحافظات حتى لا يعاني المزارعون في الحصول عليها.
وأكد أن لكل محافظة صنفًا معينًا من القمح وفقًا لتوجيهات مركز البحوث الزراعية.
وعبّر أبو صدام عن قلقه من ارتفاع السعر الحالي للشكارة، والذي يصل إلى 750 جنيهًا، لكنه أضاف أن هذا السعر يُعوض بالإنتاجية العالية للتقاوي، مؤكدًا أنه يجب دعم هذا السعر لتحفيز الفلاحين على استخدام التقاوي المعتمدة في جميع المساحات المزروعة.
خطوة أساسية لدعم المزارعين
من جانبه، أكد الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن توفير تقاوي عالية الجودة يعد خطوة أساسية لدعم المزارعين والحد من انتشار السوق السوداء التي تجبرهم على شراء تقاوي غير ملائمة.
وأضاف في تصريحاته لـ"تليجراف مصر" أن السلالات المحسنة تساهم بشكل كبير في زيادة الإنتاجية، حيث تتمتع هذه السلالات بقدرة عالية على مقاومة الأمراض والتكيف مع التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة.
وشدد صيام على ضرورة تكثيف البحوث العلمية لتطوير المزيد من السلالات عالية الإنتاج من المحاصيل الاستراتيجية، مطالبًا بتخصيص ميزانية أكبر لمركز البحوث الزراعية لدعم هذه الأبحاث.
الخريطة الصنفية لمحصول القمح
يذكر أن الخريطة الصنفية لمحصول القمح في منطقة الوجه البحري والجيزة، وتشمل محافظات بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، دمياط، الدقهلية، الشرقية، الغربية، كفر الشيخ، البحيرة، الإسكندرية، المنوفية، القليوبية، والجيزة؛ تتضمن الأصناف الموصى بها وهي: "مصر 3، مصر 4، جيزة 171، سخا 95، سخا 96، سدس 14، وسدس 15".
أما منطقة مصر الوسطى، التي تشمل محافظات الفيوم، بني سويف، والمنيا، فتفضل زراعة الأصناف: "مصر 1، مصر 3، مصر 4، جيزة 171، سخا 95، سخا 96، سدس 14، سدس 15، بني سويف 5، بني سويف 7، وسوهاج 5".
وفي منطقة مصر العليا، التي تشمل محافظات أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، والوادي الجديد، يفضل زراعة الأصناف: "مصر 1، مصر 3، مصر 4، جيزة 171، سخا 95، سخا 96، سدس 14، سدس 15، جميزة 11، سدس 12، بني سويف 5، بني سويف 7، وسوهاج 5".
كما تشمل الخريطة الصنفية أصنافًا مخصصة للأراضي المستصلحة حديثًا في مناطق الدلتا الجديدة، مستقبل مصر، شرق العوينات، وتوشكى، حيث يفضل زراعة الأصناف: "مصر 1، مصر 3، مصر 4، جيزة 171، سخا 95، سدس 14، سدس 15، بني سويف 5، بني سويف 7، وسوهاج 5".
ووفق التقرير، فإن الصنف "سخا 96"، الذي تم تسجيله مؤخرًا، يعد صنفًا مبكر النضج ويفضل زراعته في الزراعات المتأخرة عقب محاصيل الخضر، وقصب السكر.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
المتحدث العسكري للسيسي: "هوّن على سيادتك".. والرئيس يرد
21 نوفمبر 2024 09:34 م
الجيزة تعلن فوز 2389 شخصًا في قرعة الحج
21 نوفمبر 2024 10:29 م
مخالفات وإثارة جدل.. إغلاق مركز طبيب قلب شهير في العاشر من رمضان
21 نوفمبر 2024 09:02 م
السيسي: نواجه الأحداث الجارية بسياسة متوازنة تتسم بالاعتدال والصبر
21 نوفمبر 2024 08:17 م
لمواجهة التقلبات الجوية.. الأقصر ترفع درجة الاستعداد القصوى
21 نوفمبر 2024 06:50 م
الطماوي: إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي ضرورة لمواجهة الأزمات
21 نوفمبر 2024 06:38 م
وزارة الأوقاف 2024.. شروط وظيفة مدير إدارة التحقيقات
21 نوفمبر 2024 05:58 م
توزع كميات كبيرة من البطاطين.. مستقبل وطن يطلق مبادرة "شتاء دافئ"
21 نوفمبر 2024 05:53 م
أكثر الكلمات انتشاراً