الأحد، 24 نوفمبر 2024

02:44 ص

مصريان وراء القصة.. بريطاني يربح مليون دولار من لوحة رسمها روبوت (خاص)

لوحة الروبوت "أيدا"

لوحة الروبوت "أيدا"

داليا أشرف

A A

في حدث تاريخي غير مسبوق، تم بيع لوحة فنية لروبوت بالذكاء الاصطناعي بقيمة مليون دولار في مزاد علني، محققة بذلك 7 أضعاف قيمتها التقديرية، وفقًا لدار "سوثبي" للمزادات.

لوحة الروبوت “أيدا”

الروبوت “أيدا” تم تصميمه ليكون فنانًا شاملًا، مستخدمًا الذكاء الاصطناعي لرؤية العالم وتحويل ذلك إلى أعمال فنية بديعة.

وعُرف أن هذا الروبوت من تصميم البريطاني المولع بالذكاء الإصطناعي وتاجر اللوحات، إيدان ميلر، لكن المفاجأة أن جزءًا كبيرًا من هذا الروبوت صُنع بأيادٍ مصرية قبل أن تبيع الملكية الفكرية، وهذا الجزء هو اليد التي ترسم اللوحة و"السوفت وير" الخاص بها، وفقًا لمصريين اثنين هما صاحبا الملكية الفكرية، كشفا هذه التفاصيل لـ"تليجراف مصر".

لوحة الروبوت أيدا

اليد اليسرى للروبوت “أيدا” المسؤولة عن عملية الرسم صممها مهندسان مصريان هما صلاح الدين العبد وزياد عباس، بعدما عرض عليهما البريطاني إيدن ميلر فكرته في تنفيذ أول إنسان آلي رسام في العالم، يكون قادرًا على رسم الأشياء بشكل واقعي.

فكرة الروبوت “أيدا”

وقال المهندس صلاح الدين العبد خريج كلية الهندسة تخصص الميكاترونيكس والروبوتات بجامعة ليدز في إنجلترا، إن مشروع التخرج الخاص به عام 2019، كان قائمًا على فكرة تشبه الروبوت “أيدا”، لكنه كان يأمل في اختراع جهاز يشبه الطابعة ويمسك القلم.

الروبوت الرسام "أيدا"

وبحسب العبد، فإن البريطاني ميلر هو بالأساس تاجر لوحات، وكان لديه أيضًا نفس الفكر لكن بشرط أن يكون الروبوت على هيئة امرأة، وحينما أدرك فكرة المشروع أجرى مع صلاح مقابلة ليشاركه تنفيذها.

واصل العبد تنفيذ فكرته وأضاف ذراعين يتوفر بهما نظام تحكم متطوِّر ليتمكن الروبوت من الرسم، من ثم تم تطبيق نظام الذكاء الاصطناعي.

في ذلك الوقت، سارع صلاح إلى تنفيذ الفكرة مع صديقه المهندس زياد عباس بنفس الجامعة، بعد أن طرح فكرة مشروع آخر، لكنه عرض عليه فكرة الروبوت الرسام، وبدأ الثنائي العمل معًا لتنفيذ الفكرة.

الروبوت الرسام "أيدا"

ومن التحديات التي واجهت الطالبين المصريين وميلر خلال تنفيذ الفكرة، كيفية تقديم الروبوت للفن البشري، فكيف يمكن لإنسان آلي أن يرسم لوحات تشبه الفن الذي يبدعه الإنسان تمامًا؟ وهو ما جعلهم يعدلون عن الفكرة أكثر من مرة، بالإضافة إلى تفشي فيروس كورونا في ذلك الوقت.

ولكن في النهاية عاد المهندسان المصريان للعمل على الفكرة مجددًا، من خلال تصميم وتطوير الأذرع و"السوفت وير" الخاصة بها.

الروبوت الرسام أيدا

أما ميلر فكان يعمل من جهته على تنفيذ جسم الروبوت بإحدى الشركات البريطانية الكبرى، فضلًا عن لجوئه لكبار الأساتذة المتخصصين في علم اللغة من جامعة أكسفورد، لينجح الروبوت في التحدث مع الآخرين.

أما المهندس زياد عباس، خريج كلية الهندسة تخصص الميكاترونيكس والروبوتات، بجامعة ليدز بإنجلترا، قال إن ميلر كان ينتظر منهما نتيجة ناجحة لا يوجد بها أي خلل.

الروبوت الرسام أيدا

وانتهى المهندسان من العمل على الذراعين ووضعا كاميرات في عيني الروبوت، حتى تنجح في تصوير ما تراه من حولها، بالتالي تطبقه على لوحة في شكل رسمة.

وأوضح زياد أنه يوم تركيب الجسم مع نظام التحكم التكنولوجي كان شيئًا لا يصدقه عقل، إذ وضعوا الروبوت “أيدا” تحت الاختبار ورسمت رسمة لفنانة عالمية شهيرة دون تدخل بشري بنجاح.

الروبوت الرسام أيدا

بعد مرور سنوات، تمكنت الروبوت “أيدا” من رسم لوحة كان من المفترض أن يتم بيعها بـ120 ألف دولار، لكن المفاجأة أنها بيعت في مزاد علني بمليون دولار.

search