الخميس، 14 نوفمبر 2024

08:48 م

من هي تولسي جابارد مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية؟

مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية- تولسي جابارد

مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية- تولسي جابارد

عبدالرحمن منصور

A A

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يوم الأربعاء، ترشيح النائبة السابقة عن الحزب الديمقراطي تولسي جابارد لتولي منصب "مديرة الاستخبارات الوطنية". 

وعبّر ترامب عن تقديره لخبرة جابارد العسكرية الطويلة ودعمها من مختلف الأطراف السياسية، على الرغم من آرائها المثيرة للجدل في السياسة الخارجية بعد مغادرتها الحزب الديمقراطي.

وكانت جابارد قد أعلنت انسحابها من الحزب الديمقراطي في عام 2022، حيث وصفت الحزب آنذاك بأنه “مجموعة من النخب تدفع نحو الحروب”، وفي أكتوبر الماضي، كشفت عن انضمامها إلى الحزب الجمهوري.

وقال ترامب في بيان له: “لقد كرّست تولسي أكثر من 20 عامًا لخدمة وطننا والدفاع عن حريات الشعب الأمريكي”، مؤكدا أيضا على شعبيتها بين مختلف الأطياف السياسية استنادًا إلى تاريخها في الحزب الديمقراطي، موضحًا: "هي الآن عضو فخور في الحزب الجمهوري، وأثق بأن تولسي ستضفي نفس الروح القتالية التي ميّزت مسيرتها إلى مجتمع الاستخبارات، وستسعى لحماية حقوقنا الدستورية وتحقيق السلام من خلال القوة".

صوت معارض للسياسة الخارجية الأمريكية التقليدية

تُعد تولسي جابارد، السياسية الأمريكية وعضوة الكونغرس السابقة عن ولاية هاواي، من أبرز المنتقدين للسياسات الخارجية الأمريكية، خاصة تلك المتعلقة بالتدخلات العسكرية، وتعرف بمواقفها المثيرة للجدل، حيث قدمت جابارد وجهة نظر معارضة للتوجهات السائدة في واشنطن، ما جعلها شخصية بارزة على الساحة السياسية.

موقفها من الحرب في أوكرانيا

ومع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، أثارت تولسي الجدل بمواقفها الصريحة ضد الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، مؤكدة أن الحرب كان يمكن تجنبها إذا التزم الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة الدول الغربية عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”. 

وذهبت أبعد من ذلك حين أشارت إلى احتمالية وجود مختبرات أسلحة بيولوجية تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا، وعلى الرغم من أنها أوضحت لاحقًا أن تصريحاتها أسيء فهمها، إلا أنها أبدت مخاوفها بشأن سلامة هذه المختبرات في منطقة النزاع.

زيارة مثيرة للجدل إلى سوريا ولقاء الأسد

وفي عام 2017، قامت جابارد بزيارة غير متوقعة إلى سوريا والتقت بالرئيس السوري بشار الأسد، ما أثار موجة من الانتقادات في الولايات المتحدة، حيث اعتبرها الكثيرون دعمًا ضمنيًا للأسد الذي يُتهم بارتكاب جرائم حرب، مبررة زيارتها بقولها إنها كانت تهدف لفهم الوضع على الأرض والتحدث مع جميع الأطراف لتحقيق السلام في سوريا.

ورفضت تولس وصف الأسد بأنه "مجرم حرب"، خلال حملتها الانتخابية للرئاسة عام 2019، مشيرة إلى أن سوريا لا تشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، مما أثار مزيدًا من الجدل حول مواقفها من النظام السوري.

تشكيك في مصداقية الاستخبارات الأمريكية

وخلال الحملة النتخابية لم تتردد جابارد في انتقاد مجتمع الاستخبارات الأمريكي، مشيرة إلى أن حكومات سابقة قد كذبت على الشعب الأمريكي والعالم لتبرير حروب غير مبررة، كما حدث في العراق عام 2003، وعند سؤالها عن مدى ثقتها في الاستخبارات الأمريكية، أكدت أن هناك تاريخًا من التضليل والادعاءات الكاذبة التي استخدمت لتبرير التدخلات العسكرية الخارجية.

رؤية بديلة للسياسة الخارجية الأمريكية

وتدعو تولسي جابارد إلى نهج حذر في السياسة الخارجية الأمريكية، مع التركيز على تقليص التدخلات العسكرية في الخارج، مفضلة الحلول الدبلوماسية والتفاوض على استخدام القوة العسكرية، معتبرة أن الحروب التي تشنها الولايات المتحدة غالبًا لا تخدم المصالح الوطنية الحقيقية للبلاد.

search