السبت، 16 نوفمبر 2024

02:38 م

ترامب يخطط لإجراءات صارمة للهجرة

إلغاء قانون الهجرة في أمريكا

إلغاء قانون الهجرة في أمريكا

A A

أكدت ثلاثة مصادر مطلعة، أن الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا، دونالد ترامب، يعتزم اتخاذ عدة إجراءات تنفيذية في أول أيام رئاسته، وذلك في إطار تنفيذ سياسات صارمة للهجرة وإلغاء برامج الهجرة التي أطلقها الرئيس الحالي، جو بايدن، وفقا لوكالة "رويترز".

ومن بين تلك الإجراءات، تعتزم إدارة ترامب تعزيز تطبيق قوانين الهجرة، مع زيادة القيود على دخول المهاجرين القانونيين إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك استئناف بناء الجدار الحدودي مع المكسيك.

إنفاذ قوانين الهجرة وبناء الجدار الحدودي

من المتوقع أن تشمل إجراءات ترامب منح مسؤولي الهجرة الاتحاديين صلاحيات أوسع للقبض على الأشخاص الذين ليس لديهم سجلات جنائية. 

كما سيتضمن ذلك زيادة عدد القوات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، واستئناف بناء الجدار الحدودي الذي كان أحد الوعود الرئيسية خلال حملته الانتخابية.

تقليص وضع الحماية المؤقتة للمهاجرين

كجزء من سياسات الهجرة، وعد ترامب بتقليص وضع الحماية المؤقتة (TPS) الذي يسمح لملايين المهاجرين بالبقاء في الولايات المتحدة بشكل قانوني. 

يشمل ذلك أكثر من مليون مهاجر، معظمهم فروا من مناطق النزاع والعنف السياسي مثل فنزويلا، التي شهدت واحدة من أكبر عمليات النزوح في العالم بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية.

من بين هؤلاء المهاجرين، "ماريبيل هيدالجو" التي فرّت من فنزويلا قبل عام مع ابنها البالغ من العمر عامًا واحدًا. 

سافرت بصعوبة عبر فجوة دارين في بنما، ثم واصلت رحلتها عبر المكسيك وصولًا إلى الولايات المتحدة. 

وقد مكّنها قرار إدارة بايدن بتقديم وضع الحماية المؤقتة للفنزويليين من البقاء والعمل في البلاد بشكل قانوني، وهو ما جعلها تأمل في أن تتمكن من الاستقرار في الولايات المتحدة.

تأثيرات برامج الحماية المؤقتة

يعد برنامج الحماية المؤقتة أحد أهم وسائل الإغاثة للمهاجرين من 17 دولة، بما في ذلك هايتي وأفغانستان والسودان ولبنان، حيث يقدم لهم فرصة للبقاء في الولايات المتحدة والعمل بشكل قانوني إذا اعتُبرت أوطانهم غير آمنة. 

ومع ذلك، تخشى العديد من العائلات مثل عائلة هيدالجو أن يعيدهم ترامب إلى بلدانهم الأصلية، حيث لا تزال الأوضاع الأمنية والاقتصادية غير مستقرة.

الوضع الأمني في هايتي

أما بالنسبة للهايتيين، فإن العودة إلى بلادهم ستكون بمثابة تحدٍ كبير، خاصة في ظل الانتشار الواسع لعصابات العنف في هايتي. 

قالت فانيا أندريه، رئيسة تحرير صحيفة "هايتيان تايمز"، إن إعادة الآلاف من المهاجرين إلى هايتي ليس خيارًا، مؤكدة أن البلاد غير مجهزة للتعامل مع عنف العصابات المنتشر فيها، ولا يمكنها استيعاب هذا العدد الكبير من العائدين.

آراء المهاجرين من نيكاراجوا

إضافة إلى ذلك، عبرت إيلينا من نيكاراجوا، التي عاشت في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني لمدة 25 عامًا، عن قلقها الشديد من القرارات المحتملة التي قد يتخذها ترامب تجاه المهاجرين، مؤكدة أنها تأمل ألا يتم اتخاذها في الوقت القريب.

إجراءات التصنيفات وتأثيراتها الاقتصادية

من جانب آخر، يشير البعض إلى أن الإجراءات التي قد يتخذها ترامب ضد المهاجرين قد يكون لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد الأمريكي. 

وأوضح "أرولانانثام" من كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن تجريد أكثر من مليون شخص من تصاريح العمل الذين عاشوا في الولايات المتحدة لعدة عقود سيكون له تداعيات اقتصادية كارثية، مشيرًا إلى أن العديد من هؤلاء المهاجرين يعملون في وظائف أساسية، ويشكلون جزءًا كبيرًا من القوى العاملة الأمريكية.

المواقف القانونية والسياسية

في الوقت نفسه، تؤكد "ماريا بلباو" من لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكية أن الالتزام بالقوانين المتعلقة بحماية المهاجرين يعد "إلتزامًا أخلاقيًا" من إدارة بايدن. 

وقد منعت المحاكم الأمريكية في وقت سابق انتهاء صلاحية التصنيفات لحماية المهاجرين من هايتي والسودان ونيكاراجوا والسلفادور حتى فترة متأخرة من ولاية بايدن، ثم جددها وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس.

الضغط على البيت الأبيض للحصول على تصنيف جديد

في ظل هذه التطورات، يضغط المدافعون عن حقوق المهاجرين على إدارة بايدن لتوسيع نطاق برنامج الحماية المؤقتة ليشمل المهاجرين من نيكاراجوا قبل مغادرته منصبه، في محاولة لتوفير المزيد من الأمان للمهاجرين الذين يعانون من الظروف الصعبة في بلدانهم الأصلية.

إن المواقف السياسية المتعلقة بالهجرة في الولايات المتحدة تتناقض بشكل كبير بين الإدارتين الحالية والمقبلة، مما يخلق حالة من القلق بين المهاجرين الذين يعتمدون على برامج الحماية المؤقتة لضمان بقاءهم في البلاد بشكل قانوني.

search