الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:44 م

تحذير لمرضى القلب.. عاصفة مغناطيسية تضرب الأرض غدًا

المجال المغناطيسي للأرض

المجال المغناطيسي للأرض

محمد جابر

A A

يتوقع  الخبراء في مجال علم الفلك الشمسي بمعهد بحوث الفضاء ومعهد الفيزياء الشمسية الأرضية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، تعرض الأرض لعاصفة مغناطيسية جديدة، غدًا الثلاثاء.

وفقًا لتوقعات هؤلاء الخبراء، ستصل ذروة العاصفة المغناطيسية في الساعة السادسة صباحًا غدا الثلاثاء، وفي الساعة 12 ظهرًا باليوم نفسه.

 العاصفة المغناطيسية

قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور جاد القاضي، إن تعرض الأرض لعاصفة مغناطيسية غدا الثلاثاء لن يكون له أى تأثير على الأرض أو البشر أو حتى الحيوان.

أكد القاضي في تصريح لـ"تليجراف مصر" ، أن العاصفة المغناطيسية من درجة جي وان "G1" ، موضحًا أن درجات العواصف المعناطيسية تبدأ من صفر حتى 5 درجات، ما يؤكد عدم تأثر الحياة على الأرض.

أوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن العاصفة المغناطيسية ترتبط بالنشاط الشمسي وعدد البقع الشمسية و الانفجارات الشمسية، فكلما زادت هذه الأشياء زادت قوة العواصف الشمسية.

استطرد قائلًا: إننا في السنة الرابعة من الدورة رقم 25 للنشاط الشمسي، ونشاطها الحالي دون المتوسط، ولايوجد أي خطورة متوقعة.

تأثير على الصحة

يرى الخبراء، أن العاصفة ستكون ضعيفة، وتُصنف على أنها من المستوى G1 (أعلى مستوى هو G5)، قد يؤثر وجودها فقط على صحة الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه التغيرات الجوية.

الخبراء  أعلنوا سابقًا، وقوع أقوى توهج للشمس في الدورة الشمسية الحالية في الليلة الأولى من يناير 2024 بدرجة X5.0، وهذا يعادل تقريبًا ضعف قوة التوهج الذي وقع في 14 ديسمبر 2023 بدرجة X2.8 والذي كان أقوى حتى ذلك الحين، ويذكر أن أقوى توهج للشمس (X8.2) تم تسجيله في 10 سبتمبر 2017.

ظاهرة فلكية معقدة

تُعد العواصف المغناطيسية ظاهرة فلكية معقدة تثير فضول الكثيرين، حيث يتساءل العديد من الناس عن أسباب حدوثها وطبيعتها، وأنواعها، وتأثيرها على صحة الإنسان والتكنولوجيا، وكيفية حماية أنفسنا منها، وكيفية التنبؤ بحدوثها.

بشكل بسيط، تحدث "العواصف المغناطيسية" نتيجة تأثير الرياح الشمسية على المجال المغناطيسي للأرض، ولا يُعتبر ذلك حدثًا استثنائيًا أو جديدًا، بل هو ظاهرة معروفة منذ فترة طويلة.

تحاط الأرض بغلاف غير مرئي يُعرف بـ "الغلاف المغناطيسي" الذي يحمي كوكبنا من الإشعاع الشمسي، وعادةً يكون ضغط الرياح الشمسية وضغط الغلاف المغناطيسي للأرض متوازنين، ومع ذلك، قد يتعرض هذا التوازن للتشويش نتيجة لتقلبات في الرياح الشمسية أو تفاعلات معقدة في المجال المغناطيسي للأرض.

عندما يحدث تشويش في المجال المغناطيسي للأرض، فإنه يمكن أن يؤدي إلى ظواهر مثل تأثيرات الشمس الشمالية والجنوبية “الأورورا”، وتشوهات في الاتصالات اللاسلكية والكهرباء وأنظمة الملاحة العالمية.

للتنبؤ بحدوث العواصف المغناطيسية، يتم مراقبة النشاط الشمسي وتحليل البيانات المأخوذة من مراصد الشمس ومركبات الفضاء والأقمار الاصطناعية، وتُستخدم هذه البيانات لإصدار توقعات حول حدوث العواصف المغناطيسية وتصنيفها، بناءً على مستوى التأثير المتوقع على الأرض، توجد مقاييس معينة مثل مقياس G لتصنيف قوة العواصف المغناطيسية، حيث يتراوح من G1 “ضعيف” إلى G5 “شديد”.

صداع ودوار

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه التغيرات الجوية، يمكن أن تؤثر العواصف المغناطيسية على حالتهم الصحية، وتسبب أعراضًا مثل الصداع والدوار والتعب، ومع ذلك، يجب ملاحظة أن العواصف المغناطيسية التي تنشأ عن تأثيرات الشمس على الأرض عادةً تكون ضعيفة ولا تشكل خطرًا على الصحة العامة.

للتخفيف من تأثيرات العواصف المغناطيسية، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، منها البقاء في أماكن مغلقة وتجنب التعرض المفرط للهواء الطلق خلال فترات العواصف، وممارسة التمارين الرياضية والأنشطة المهدئة للحفاظ على الحالة الصحية العامة، ومراقبة تقارير الطقس والتحذيرات الصادرة من السلطات المحلية واتباع التوجيهات الأمنية المعلنة.

تأثير على الاتصالات

على المستوى التكنولوجي، تعتبر العواصف المغناطيسية مصدر قلق لبعض القطاعات التقنية والاتصالات، خاصةً فيما يتعلق بالأقمار الاصطناعية وأنظمة الملاحة العالمية والشبكات الكهربائية الكبرى، لذلك، تُتخذ تدابير لحماية هذه الأنظمة والتكنولوجيا المعرضة للتأثير.

يعمل العلماء حاليًا على إجراء البحوث، لفهم تأثير العواصف المغناطيسية الأرضية على صحة الإنسان، ويتأثر الأشخاص الذين يتأثرون بتغيرات الطقس بشكل أكبر بهذه التغيرات، وبشكل خاص الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية.

تحذير لمرضى القلب

ومن بين الأعراض الشائعة التي يمكن أن تظهر نتيجة العواصف المغناطيسية، هي الصداع والأرق والضعف وعدم انتظام دقات القلب وارتفاع ضغط الدم، وقد يزداد سوء حالة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية بسبب إثارة مفرطة.

لحماية صحتك من تأثير العواصف المغناطيسية، يفضل الاسترخاء وتناول المسكنات والمهدئات، وضمان الحصول على قسط كافٍ من النوم. ولتجنب تكرار هذه الحالة في المستقبل، يُنصح بتقليل النشاط البدني وتناول المهدئات والابتعاد عن المشكلات والأشياء المزعجة.

بالنسبة لمرضى القلب والأوعية الدموية الذين يعانون من مشاكل صحية، فإنهم قد يكونون أكثر عرضة لتأثير العواصف المغناطيسية، يُنصح هؤلاء الأشخاص باستشارة الطبيب المعالج لتقييم حالتهم وتقديم النصائح اللازمة.

 الدراسات الحالية حول تأثير العواصف المغناطيسية على الصحة لا تزال قيد البحث والتحليل، قد يحتاج الأمر إلى مزيد من البحوث والدراسات لتحديد الآليات الدقيقة وتأثيراتها على الجسم البشري.

في النهاية، يجب أن نتبع نمط حياة صحي ونعتني بصحتنا العامة، بغض النظر عن وجود العواصف المغناطيسية، إذا كنت تعاني من أعراض غير معتادة أثناء العواصف المغناطيسية، فمن الأفضل مراجعة الطبيب لتقييم حالتك وتقديم النصائح المناسبة لك.

search