الخميس، 21 نوفمبر 2024

11:04 م

كيف يمكن لذوي الهمم حماية أنفسهم من الاعتداءات؟

أحد الأشخاص من ذوي الهمم -صورة أرشيفية

أحد الأشخاص من ذوي الهمم -صورة أرشيفية

هدير يوسف

A A

تعد قضية الاعتداء على ذوي الهمم من أخطر القضايا التي تمس النسيج الأخلاقي للمجتمع، نظرًا لما تمثله من انتهاك جسيم لحقوق الفئات الأكثر ضعفًا وحاجة للرعاية، الأمر الذي انتبه إليه المشرع بوضع أقصى العقوبات على مُرتكب هذه الجريمة.

قصة مأساوية ضحيتها فتاة من ذوات الهمم تعرضت لاعتداء بشع أظهر حجم الخطر الذي يشكله بعض الشخصيات المضطربة نفسيًا وأخلاقيًا على ذوي الهمم في ظل غياب الرقابة والقيم الأخلاقية.

كان اعتدى مجرم على سيدة مستغلًا إعاقتها الذهنية في مسكنها بمحافظة القليوبية، أثبتت التحقيقات في وقت لاحق تعاطيه مخدر الحشيش، لينال عقابه بحكم قضائي بإحالة أوراق القضية لمفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه.

أجمع عدد من الباحثين والمختصين على ضرورة تعليم ذوي الهمم حماية أنفسهم لتجنب التعرض لمثل هذه الاعتداءات، فضلا عن توفير الرعاية اللازمة لهم من خلال المؤسسات المتخصصة، ووضع برامج تعديل نفسي وسلوكي للضحايا لمساعدتهم على التكيف وتجاوز الصدمة. 

 الشخصيات المضطربة

قال استشاري الطب النفسي وطب المخ والأعصاب، جمال فرويز، إن الشخصيات المضطربة أو المضادة للمجتمع والتي منها الشخصية السايكوباتية أو الحدية، والتي تقع تحت تأثير المخدرات أو الضغوط الحياتية، قد تصدر عنهم بعض التصرفات المعيبة، دون النظر إلى خطورة أفعالهم.

وأشار "فرويز" خلال تصريحات لـ "تليجراف مصر" إلى أن الشخصية السيكوباتية تتصف بالسلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام بالتصرفات ونتيجتها وليست لديها مشاعر أو أحاسيس، وأن كل ما يهمه تنفيذ رغباته، وإن كانت خطأ دون النظر إلى النتيجة.

تعليمهم حماية أنفسهم 

أكد ضرورة تعليم الأشخاض ذوي الهمم حماية أنفسهم وحرمات أجسادهم من الغرباء أو حتى الأقرباء، لتجنب التعدي على خصوصيتهم، لأن معظم حالات التحرش أو الاعتداء من المعارف والأقارب.

من جانبها قالت أستاذ علم النفس الإجتماعي، سوسن فايد، إنه في ظل أزمة القيم التي يعاني منها المجتمع منذ سنوات وغياب الأخلاق والضمير، تجرأ بعض المنحرفين على فعل جرائم نكراء بحق بعض الأشخاص من ذوي الهمم.

تعاطي المخدرات

أضافت لـ "تليجراف مصر" أن انتشار الإدمان وتعاطي المخدرات فضلًا عن الجهل وعدم الوعي بالقانون يجعل هؤلاء الأشخاص غير واعيين بجرائمهم، لافتةً أن ذوي الهمم يجتاجون لرعاية خاصة.

وأضافت أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن انتشار مواد الإدمان المخدرة التي تفقذ المتعاطي وعيه وتعزز الرغبة الجنسية أيضًا، أحد أخطر الأسباب لانتشار الاعتداءات الجنسية على ذوي الهمم.

مؤسسات الرعاية الخاصة

شددت على ضرورة الاهتمام بذوي الهمم، وأنه في حال عجز المسؤل عن رعايتهم عن توفير لهم الحماية التامة إيداعهم في مؤسسات الرعاية الخاصة، موضحةً أنه يوجد بعض المؤسسات التي تعلم مهارات وحرف تناسب ذوي الاحتياجات الخاصة وتخلق لهم مجتمعات مع أقرانهم حتى يقدروا على التعايش مع بعضهم البعض.

واختتمت أن الضحية تحتاج إلى برنامج تعديل نفسي وسلوكي، ويتابعها أخصائي نفسي أو اجتماعي، إضافةً إلى إقامة بعض النشاطات والجلسات التي يجعلها تتكيف مع المجتمع ويخرجها من الصدمة النفسية التي تواجهها.

search