الأربعاء، 20 نوفمبر 2024

05:52 ص

بشرط وتحذير.. إيران توافق على وقف إنتاجها من اليورانيوم المخصب

 مفاعل بوشهر النووي في إيران- أرشيفية

مفاعل بوشهر النووي في إيران- أرشيفية

عبدالرحمن منصور

A A

أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرين سريين، بأن إيران اقترحت عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وحددت سقفًا قدره 185 كيلو جرامًا، شرط عدم إصدار القوى الغربية قرار ضدها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة المقبل. 

وأكدت الوكالة أن إيران بدأت تنفيذ التدابير التحضيرية لتحقيق ذلك، عقب زيارة مديرها العام رافائيل غروسي لطهران الأسبوع الماضي، وفق صحيفة الشرق الأوسط السعودية.

وبحسب التقرير، فقد تجاوز مخزون إيران من اليورانيوم المخصب الحد المسموح به في اتفاق 2015، ليصل إلى 6604.4 كيلو جرام حتى 26 أكتوبر الماضي، بزيادة قدرها 852.6 كيلو جرام مقارنةً بالتقرير السابق في أغسطس، ويمثل هذا المخزون أكثر من 32 ضعفًا للحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي.

برنامج إيران النووي

ويعمل الاتحاد الأوروبي، بقيادة ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، على صياغة مشروع قرار يطالب الوكالة بإعداد تقرير شامل عن البرنامج النووي الإيراني. 

وأكد متحدث باسم الخارجية الألمانية، أن طهران تهدد النظام العالمي لمعاهدة حظر الانتشار النووي بعدم التزامها بتعهداتها، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات لحماية هذا النظام.

وتزامنًا مع الاجتماع، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرين فصليين كشفا زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بمقدار 17.6 كيلوجرام ليصل إلى 182.3 كيلوجرام، ورغم ذلك، أفادت التقارير بأن إيران وافقت على وقف الإنتاج مؤقتًا.

تحذير إيراني

على الجانب الآخر، حذرت إيران من عواقب وخيمة في حال صدور قرار يدينها، مؤكدة رغبتها في استمرار المحادثات بشأن برنامجها النووي دون أي تدخل سياسي، حيث أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن أي إجراء ضد بلاده سيُقابل بردود تصعيدية.

أزمة الاتفاق النووي

ويأتي هذا التصعيد الأوروبي في ظل محاولات القوى الغربية دفع إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، يُتوقع أن يكون أقل شمولًا من اتفاق 2015، وفي حين لم تشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر في هذا المشروع الأوروبي، فإنها قد تدعمه، استنادًا إلى موقفها في قرار مشابه صدر في يونيو الماضي.

وبينما يحذر الخبراء من استمرار إيران في رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى حدود قريبة من تصنيع أسلحة نووية، شدد دبلوماسيون غربيون على أن التقرير الذي تطالب الوكالة بإعداده سيكون أساسًا للتعامل المستقبلي مع إيران.

مساعي تهدئة

وفي محاولة لتبديد المخاوف الدولية، زار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، مواقع نووية إيرانية مؤخرًا، ومع ذلك، يرى المحللون أن المرونة التي أظهرتها إيران خلال هذه الزيارة قد لا تكون كافية لتغيير موقف القوى الأوروبية في الاجتماع المرتقب.

ومع تزايد احتمالات التصعيد، يبقى الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، في مهب الريح، حيث يواجه خطر الانهيار أو إمكانية إعادة صياغته وفق شروط جديدة.

search