الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:45 ص

هل مساعدة الفقراء أولى من الحج؟.. "الإفتاء" تجيب

الحج

الحج

محمد لطفي أبوعقيل

A A

في إطار الجدل المستمر حول أولويات الإنفاق في الإسلام، ورد سؤال إلى دار الإفتاء بشأن الأفضل حال كانت التبرعات أو المساعدات للمحتاجين أمام نافلة الحج.


ماذا تعني نافلة الحج؟

وأوضحت دار الإفتاء أن نافلة الحج تعني من حج مرة وسقطت عنه الفريضة ويريد أن يحج مرة أخرى، حيث إن بعض الناس لا يعرفون الفرق بين الفريضة والنافلة، ويعتقدون أنهما شيء واحد أو لهما نفس المعنى.

وأجابت “الإفتاء” قائلة: في هذا العصر الذي اشتدت الحاجات نفتي بأن كفاية الفقراء والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغيرها من وجوه تفريج كرب الناس وسد حاجاتهم مقدَّمة على نافلة الحج والعمرة بلا خلاف، وأكثر ثوابًا منها، وأقرب قبولًا عند الله تعالى.

وأكدت أن هذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، واتفق عليه علماء الأمة ومذاهبها المتبوعة، وأنه يجب على أغنياء المسلمين القيام بفرض كفاية دفع الفاقات عن أصحاب الحاجات، والاشتغال بذلك مقدَّم قطعًا على الاشتغال بنافلة الحج والعمرة.

فرض الكفاية

وأضافت: فيما يخص القائم بفرض الكفاية فإنه أكثر ثوابًا من القائم بفرض العين؛ لأنه ساعٍ في رفع الإثم عن جميع الأمة، بل نص جماعة من الفقهاء على أنه إذا تعينت المواساةُ في حالة المجاعة وازدياد الحاجة على مريد حج الفريضة فإنه يجب عليه تقديمها على الحج؛ للاتفاق على وجوب المواساة حينئذٍ على الفور، بخلاف الحج الذي اختلف في كونه واجبًا على الفور أو التراخي.

وتابعت: لا يجوز للواجدين إهمالُ المعوزين تحت مبرر الإكثار من النوافل والطاعات؛ كما لا يجوز ترك الواجبات لتحصيل المستحبات، ولا يسوغ التشاغل بالعبادات القاصرة ذات النفع الخاص، وبذل الأوقات والأموال فيها، على حساب القيام بالعبادات المتعدية ذات المصلحة العامة، وعلى مريد التطوع بالحج والعمرة السعيُ في بذل ماله في كفاية الفقراء، وسد حاجات المساكين، وقضاء ديون الغارمين، قبل بذله في تطوع العبادات، كما أن تقديم سد حاجات المحتاجين وإعطاء المعوزين على التطوع بالحج أو العمرة ينيل فاعلها ثواب الأمرين معًا.

search