السبت، 23 نوفمبر 2024

05:26 ص

أسرار 4000 عام تكشفها مقبرة في أسيوط

مقبرة الكاهنة إيدي

مقبرة الكاهنة إيدي

خاطر عبادة

A A

على مدار عقدين من الزمن، عمل فريق من علماء الآثار بلا كلل في جبال أسيوط لكشف أسرار مصر القديمة، لتثمر جهودهم عن اكتشاف مقبرة مخبأة تكشف تفاصيل رائعة عن الحياة والمعتقدات في عصر الدولة الوسطى.

وكانت المقبرة المكتشفة تخص الكاهنة إيدي، وهي شخصية بارزة في الدولة الوسطى، وقد كانت مخبأة خلف جدار حجري داخل قبر والدها ديفايهابي الأول، حاكم مدينة أسيوط القديمة. 

ما يجعل هذا الاكتشاف استثنائيًا هو أن غرفة الدفن، التي تم تصميمها بشكل مبتكر، بقيت سليمة تقريبًا لعدة قرون رغم محاولات النهب التي تعرضت لها المواقع الأخرى في المنطقة.

أسيوط: جوهرة يجب إعادة اكتشافها

وفي تقرير لصحيفة "لا راثون" الإسبانية، تم تسليط الضوء على أهمية أسيوط كمدينة مركزية في عصر الدولة الوسطى، حيث كانت مركزًا سياسيًا وثقافيًا هامًا. 

على الرغم من ذلك، فقد طغت مواقع أخرى مثل طيبة وممفيس على شهرتها بسبب تغطي الفيضانات جزءًا كبيرًا من المدينة القديمة. ومن هنا، يعتبر اكتشاف المقبرة المخفية في أسيوط بمثابة إعادة كتابة لتاريخ الدولة الوسطى.

تعد إيدي، التي كانت كاهنة لحتحور إلهة الحب والموسيقى، شخصية هامة في عصرها. 

مقبرة الكاهنة إيدي 

"سيدة البيت" وإرثها الخفي

وكان لقبها "سيدة البيت" قد منحها مكانة اجتماعية مرموقة، كما أن قبر والدها، الذي يعد الأكبر في المملكة الوسطى، يعكس مدى الأهمية التي كانت تتمتع بها في الأسرة الملكية.

توابيت تروي رحلة أبدية

وتتضمن الاكتشافات أيضًا تابوتين خشبيين مزخرفين يرويان رحلة إيدي إلى الحياة الآخرة، بالإضافة إلى أواني كانوبية تحتوي على أعضاءها، إلى جانب خنجر وأشكال خشبية وقرابين طعام. 

على الرغم من تضرر بعض البقايا بسبب اللصوص، فإن جمجمة إيدي وبعض عظامها ما زالت في الموقع، مما يساعد الخبراء على تحديد أنها ربما توفيت قبل سن الأربعين وعانت من مرض في القدم.

وصف محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، هذا الاكتشاف بأنه من "الروائع" نظرًا لتفاصيل الزخارف المعقدة التي تتفوق على مثيلاتها من القطع المماثلة في عصرها.

search