الأربعاء، 27 نوفمبر 2024

06:39 م

الملاذ الآمن وسط المخاطر.. توقعات باستمرار صعود الذهب حتى 2025

سعر الذهب عالميًا

سعر الذهب عالميًا

A A

شهدت أسعار الذهب عالميًا تقلبات ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي المرتبطة بإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المقبلة. 

في ظل هذه الظروف، تبرز توقعات بأن المعدن النفيس سيواصل مساره الصعودي حتى عام 2025، مدعومًا بعدة عوامل اقتصادية وسياسية.

توقعات أسعار الذهب

أوضح رئيس قسم أبحاث السلع والاقتصاد الكلي في شركة "ويزدم تري" (WisdomTree)، نيتش شاه، أن سياسات ترامب التي تركز على مبدأ "أمريكا أولًا" قد تُعطي دفعة مؤقتة للدولار الأمريكي في بداية العام، إلا أنه يرى أن استمرار هذه القوة سيكون صعبًا، خاصة مع توقعات بزيادة العجز الحكومي. 

وأشار شاه، إلى أن ارتفاع الديون الأمريكية سيؤدي على الأرجح إلى ضعف الدولار، ما ينعكس إيجابًا على أسعار الذهب، باعتباره أحد الأصول التي تتحرك عكس العملة الأمريكية، مضيفًا أنه من المرجح تزايد الديون بشكل كبير، ما سيضع ضغطًا على الدولار، ومع ضعف العملة الأمريكية، سيزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن.

أحد العوامل الرئيسية التي تدعم توقعات ارتفاع أسعار الذهب هو توجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو التيسير النقدي، فمع بدء دورة خفض أسعار الفائدة، تنخفض عوائد السندات، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة. 

وأوضح شاه، أن انخفاض عوائد السندات يمثل حافزًا قويًا لزيادة الطلب على المعدن الأصفر، قائلًا: "في بيئة تتسم بخفض أسعار الفائدة، يصبح الذهب خيارًا مفضلًا، لأن تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به تقل."

هل يصل الذهب إلى 3000 دولار؟

على الرغم من التوقعات المتفائلة، يرى شاه أن وصول الذهب إلى مستوى 3000 دولار للأونصة يتطلب انخفاضًا كبيرًا في عوائد السندات عن مستوياتها الحالية. 

وبدلًا من ذلك، يتوقع أن تتداول أسعار الذهب حول مستوى 2850 دولارًا بحلول الربع الرابع من العام المقبل، مضيفًا: "التوقعات تظل إيجابية بشكل عام، لكن الوصول إلى 3000 دولار سيعتمد على مدى الانخفاض في عوائد السندات، وهو أمر غير مضمون في الوقت الراهن."

وفيما يتعلق بمعدلات الفائدة، توقع شاه أن يبقى الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية عند مستويات تتراوح بين 3.25% و3.50% خلال العام المقبل، ما قد يحد من صعود الذهب إلى مستويات قياسية.

السياسات الاقتصادية

وذكر أن السياسات الاقتصادية التي قد يتبناها ترامب، مثل التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق على البنية التحتية، ستكون تضخمية بطبيعتها، ما يدعم أسعار الذهب، لأن المستثمرين يلجأون إلى الأصول الملموسة للحفاظ على القيمة في أوقات التضخم. 

ومع ذلك، فإن هذه السياسات قد تزيد أيضًا من حجم الديون، ما يضعف الدولار ويدعم اتجاه صعود الذهب.

بعيدًا عن السياسة النقدية الأمريكية، يرى شاه أن الذهب سيظل مدعومًا بحالة عدم اليقين الجيوسياسي، وفي ظل التوترات العالمية، يتجه المستثمرون إلى الابتعاد عن الدولار كعملة احتياطية رئيسية، ما يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن. 

كما أشار إلى أن البنوك المركزية، خاصة في الصين، ستواصل شراء الذهب لتعزيز احتياطاتها، موضحًا أن الصين لا تزال تحتفظ بكميات منخفضة نسبيًا من الذهب مقارنة بأصولها الأخرى، وستحتاج إلى زيادة هذه الاحتياطيات إذا أرادت تقليل اعتمادها على اقتصادات الدول الغربية.

search