الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:41 ص

ذهب وعقارات وودائع.. ما أفضل استثمار في 2024؟

سبيكة ذهبية ودولارات - صورة موضوعية

سبيكة ذهبية ودولارات - صورة موضوعية

مريم زيتون

A A

ذهب.. عقارات.. دائع بنكية، أي هذه الخيارات أفضل للاستثمار؟ سؤال يطرحه كثير من المواطنين بشكل شبه يومي، مع اقتراب العام الجديد 2024، خصوصًا أن العام الحالي شهد تغيُّرات عِدة على المستويات كافة، انعكست على القطاعات الاقتصادية.


على مدار الأشهر القليلة الماضية، بدأت حرب الاستثمار الأفضل تدور بين الذهب والعقارات والادخار، في وقت يتجه كل قطاع لاستقطاب راغبي الاستثمار عبر عروض وفرص ترويجية، بينما يقف أصحاب رؤوس الأموال البسيطة حائرين بين هذه القطاعات  خوفًا على “تحويشة العمر” وكيفية استثمارها بشكل آمن يحفظ قيمتها المالية. 


وشهد العام الحالي 2023 ارتفاعًا في معدل التضخم (وصل إلى 40% في أغسطس الماضي وفقًا لبيانات جهاز التعبئة والإحصاء)، ما أدى إلى تراجع القوة الشرائية للجنيه (أي انخفاض قيمة النقود)، ويعد ذلك أحد أبرز أسباب بحث المواطنين المتزايد عن استثمار يحفظ قيمة أموالهم.

وقد استطلعت “تليجراف مصر”، في هذا التقرير، آراء عدد من خبراء الاقتصاد، في محاولة لرصد القطاعات الأكثر ربحية في عام 2024، والتي أظهرت أن لكل قطاع طبيعة خاصة تتحكم فيه. 


الحصان الرابح
 

الخبير الاقتصادي، بلال شعيب، قال إن قرارات الاستثمار تعتمد بشكل رئيس على مدى احتياج المستثمر للعائد المالي، ومعرفته بمجال الاستثمار، والاختيار بذكاء من بين المجالات المتعددة مثل التداول في أسوق الأوراق المالية، أو سوق العقارات أو الذهب.. إلخ، لتجنب التعرُّض للخسارة أو الوقوع ضحية للنصب والاحتيال.

وأوضح أن "الأوضاع الاقتصادية الراهنة فرضت الحاجة إلى التفكير في سبل للحفاظ على قيمة المدخرات، لا سيما في ظل استمرار تراجع قيمة العملة، وتوقع قرارت جديدة بشأن تحريك سعر الصرف مطلع العام المقبل".

وتتجه رؤية الخبير الاقتصادي إلى أن الاستثمار في العقارات يظل الحصان الرابح، فأسعارها دائمًا في صعود، ورغم ارتفاعها يمكن تقسيطها على أكثر من سنة، بالتالي يستفيد مالكها من القيمة الزمنية للنقود مع تغيُّر أسعار الصرف وحالات التضخم التي يمر بها العالم الاقتصادي، كما يمكنة استغلالها من خلال تأجيرها وتحقيق ربح دائم أو بيعها.

                       
الذهب ملاذ آمن

شعيب قال أيضًا إن الاستثمار في الذهب ليس جديدًا، فهو أحد أقدم الطرق التقليدية للحفاظ على المدخرات، لكنه يشكل مكسبًا على المستوى البعيد، فلا يمكن الحصول على دخل سلبي من خلال تأجيره، ولأن الاستثمار الصحيح يتطلّب مرور بعض الوقت لمدة لا تقل عن سنة لتحقيق ربح ملحوظ، لافتًا إلى أن الذهب يتأثر بحركة السوق العالمية، إذ يمكن أن يحدث هبوط مفاجئ يجعل المستثمر يتراجع عن البيع.

الودائع البنكية تفقد بريقها

أما الودائع البنكية فلم تعد الخيار الآمن للاستثمار، مع ارتفاع معدل التضخم ووصولة إلى مستوى قياسي في سبتمبر الماضي، متجاوزًا الـ40%، وأيضًا تلزم المستثمر بعدم التصرف في أموالة لفترة معينة ليتمكن من الحصول على الفائدة، وفقًا لبلال شعيب، الخبير الاقتصادي.

يضيف شعيب أن فوائد الودائع في الوقت الراهن لم تعد عادلة في ظل استمرار مستويات التضخم المرتفعة من جهة واستمرار تراجع قيمة العملة من جهة أخرى، ناهيك عن خطر طول مدة هذه الودائع الذي قد يعرض صاحبها لفقدان قيمة أمواله مع أي تحريك لسعر الصرف.


فيما يقول، خبير الذهب والمجوهرات، أمير رزق "الذهب لا يزال ملاذًا آمنًا ومخزنًا للقيمة، وقد شهدنا كيف اخترق عيار 21 مستويات الـ3200 خلال هذه الأيام، وسط زيادة الطلب عليه رغبة من المصريين في التحوط ضد أي تحريك جديد لسعر الصرف (خفض لقيمة الجنيه) مع بداية العام الجديد.

وخلال أول تسعة أشهر من العام الحالي، بلغ حجم شراء المصريين من الذهب نحو 24.9 طن، مقابل 13.3 طن خلال الفترة ذاتها من العام السابق بنسبة نمو 87.2%، وفقًا لمجلس الدهب العالمي.

البورصة للمتخصصين فقط

من جانبه، ينصح الخير الاقتصادي، عبدالرحمن خليل، بالابتعاد عن الاستثمار في البورصة لغير المتخصصين، قائلًا إن “الأمر محفوف بمخاطر عالية ويتطلب دراية كاملة بكيفية التداول على الأسهم، وتقييم الوضع المالي والاقتصادي للسوق لاتخاذ قرارات تداول ناجحة”.

وأوضح أن البورصة استثمار ناجح عندما يتمكّن المستثمر من الرهان على القطاعات الرابحة وينوّع محفظته قدر الإمكان لتقليل الخسائر في حالة الأزمات.

search