السبت، 30 نوفمبر 2024

03:41 ص

في المترو.. طبيب يروي موقفًا إنسانيًا مع سيدة تعاني من ورم في الأمعاء

عربة السيدات

عربة السيدات

ماريا روماني

A A

روى طبيب جراحة الجهاز الهضمي بمستشفى القصر العيني الدكتور بيشوي ثروت، موقفًا إنسانيًا حدث له في عربة السيدات بمترو الأنفاق، مؤكدًا فيه تدابير الله في حياة عباده ورعايته لهم حتى قبل أن ينطقوا بما يحتاجون إليه.

بدأ بيشوي حديثه عبر منشور له على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، قائلًا إنه بعد انتهاء عمله في إحدى المراكز الطبية بمنطقة المهندسين، قرر أن يستقل مترو الأنفاق متوجهًا إلى عمل آخر تأخر عليه، بدلًا من وسائل النقل العادية أو سيارات الأجرة التي اعتاد استخدامها.

خطأ غير مقصود

وأوضح الدكتور بيشوي أنه أثناء ركوبه المترو، ارتكب خطأ غير مقصود عندما دخل إلى عربة السيدات وهو يرتدي "اسكراب" الأطباء، وهو ما أثار استغراب إحدى السيدات التي كانت في الثلاثينات من عمرها. 

فاعتذر لها قائلاً: “أنا آسف، سأغادر في المحطة التالية، لم أكن أقصد ذلك”، لكن قبل أن يمر وقت طويل، سمع صوت سيدة مسنّة تناديه قائلة: "أنت دكتور يا ولدي؟"، ليجيبها الطبيب: "نعم، تفضلي يا حاجة".

قصة السيدة السبعينية

بدأت السيدة السبعينية في سرد قصتها، حيث أوضحت أنها تعاني من آلام شديدة في المعدة، وقد أظهرت الفحوصات الطبية أنها مصابة بورم في الأمعاء وتحتاج إلى إجراء عملية جراحية لاستئصاله. 

الطبيب بيشوي يروي القصة 

لكنها كانت غير قادرة على تحمل تكاليف العملية نظرًا لظروفها المادية الصعبة.

استفسرت السيدة عن إمكانية مساعدتها في العثور على طبيب قادر على إجراء العملية بمبلغ مالي أقل. فاجأها الطبيب بيشوي قائلاً: "أنا دكتور جراحة جهاز هضمي في القصر العيني، وإذا كنتِ ترغبين يمكننا إجراء العملية لكِ هناك مجانًا."

التوفيق الإلهي في لقاء غير متوقع

وصف الدكتور بيشوي هذا اللقاء بأنه كان بمثابة تلبية لدعوة السيدة السبعينية التي طلبت العون، مشيرًا إلى أنه كان في طريقه المعتاد إلى عمله، ولكن الله أراد أن يحدث هذا اللقاء في تلك اللحظة تحديدًا، بعد أن وقع في عربة السيدات بشكل غير مقصود.

الطبيب بيشوي يروي القصة 

وتساءل الطبيب: "ما الذي جعلني أركب المترو اليوم؟ وما الذي جعلني أدخل عربة السيدات رغم أنني عادة لا أستقلها؟ وكيف كانت نظرة تلك السيدة الشابة سببًا في مساعدة السيدة المسنّة؟" مشيرًا إلى أن هذا الموقف كان له مغزى عميق في إيمان الإنسان بتدابير الله التي تسبق احتياجاته.

رسالة للطرف الآخر

وفي نهاية حديثه، وجه الطبيب بيشوي رسالة للسيدة الشابة التي سألته عن سبب دخوله عربة السيدات، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد ذلك، ولكن في نفس الوقت كان هناك سبب أعلى وأعمق وراء ذلك اللقاء.

الطبيب بيشوي يروي القصة 

وأكد في رسالته: "أحب أن أقول للسيدة التي نظرت لي نظرة غاضبة: لم يكن قصدي، ولكن كان هناك من يوجه الأمور لتحقيق الخير."

search