السبت، 05 أكتوبر 2024

05:20 م

قصفوه بدبابة.. الشهيد العرابي فك حصار الإنجليز للفدائيين

الشهيد اسماعيل العرابي

الشهيد اسماعيل العرابي

خلود طارق

A A

بعد إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد والتعبئة العامة لقوات الجيش والشرطة ودع الرقيب إسماعيل العرابي زوجته وأولاده الصغار، وانضمام إلى المقاومة للتصدي للعدوان على مدينة بورسعيد عام 1956.

اشتباك مع قوات الاحتلال

استشهد البطل إسماعيل العرابي، خلال اشتباك مع الاحتلال الإنجليزي، وكانت مهمته المرور على جنود الشرطة المكلفين بحراسة الأماكن الهامة في نطاق المنطقة الشرقية ببورسعيد، وكانت قوات الاحتلال تضرب أي مواطن يعبر الشارع في المدينة حتى امتلأت شوارع بورسعيد بالشهداء.

وفي أثناء مرور الشهيد بالقرب من شارع بابل لمح 3 جنود إنجليز يستوقفون 4 فدائيين بعد أن جردوهم من أسلحتهم، وأمروهم برفع أيديهم ويوجهوا وجوههم صوب حائط أحد المنازل، فالتف من خلفهم وصوب سلاحه "رشاش كارل جوستاف" نحوهم ودارت بينهم الاشتباكات التي انتهت بقتله جندي إنجليزي وإعطاء الفرصة للفدائيين لاستعادة أسحلتهم، لكن كانت هناك دبابة للإنجليز ترابط بالقرب من مكان الاشتباك فصوبت مدفعها إلى البطل وأصابته بثلاث رصاصات، ولفظ أنفاسه الأخيرة واستشهد إثر إصابته.

عيد الشرطة

ويأتى عيد الشرطة إحياءً لذكرى معركة الشرطة في صباح الجمعة 25 يناير 1952، حيث استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة البريجادير إكسهام، ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية في هذا الوقت، فؤاد سراج الدين، الذي طلب منهم الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب في اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التي كان يطلق عليها "بلوكات النظام" وقتها، وهو ما جعل "إكسهام" وقواته يحاصرون المدينة ويقسمونها إلى حي العرب وحي الإفرنج، ووضعوا أسلاك شائكة بين المنطقتين، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحي الراقي مكان إقامة الأجانب.

شرارة المعركة

هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 1936 في 8 أكتوبر 1951، حيث غضبت بريطانيا بشدة، واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين.

ومع إحكام قبضة المستعمر الإنجليزي على المدن المصرية، ومنها مدن القناة، التي كانت مركزًا رئيسيًا لمعسكرات الإنجليز، بدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر، وانطلقت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز عن مصر.

في 16 أكتوبر 1951، بدأت أول شرارة للتمرد ضد وجود المستعمر، بحرق "النافي" وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز، كان مقره بميدان عرابي وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تمامًا، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الإنجليز، فكانت أحداث 25 يناير 1952.

نجل الشهيد

وقال نجله اللواء السعيد، خلال إحياء ذكرى وفاته في احتفالية عيد الشرطة 72، إنه "تمكن من دخول كلية الشرطة، ووصل فيها إلى رتبة لواء وقضى عمره في خدمة الوطن".

search