الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:38 م

"حملت السلاح بعمر 15 عامًا".. حكاية الفدائية زينب الكفراوي

الفدائية زينب الكفراوي

الفدائية زينب الكفراوي

خلود طارق

A A

حملت السلاح في عمر الـ15 عامًا، تحلت بالشجاعة التي جعلتها تغامر بحياتها وسط النيران والرصاص وسقوط جثامين المواطنين والضباط، كل ذلك من أجل مصر.. لتكن أول سيدة تنضم إلى المقاومة الشعبية فى حرب العدوان الثلاثي.. إنها الفدائية زينب الكفراوي.

وتقديرًا لدورها المشروف والبطولي، أبرزت وزارة الداخلية خلال احتفالية "عيد الشرطة"، اليوم الأربعاء، دور “زينب” العظيم، وقدمتها كنموذج مشرف سُجل اسمه في قوائم الفدائيين، كأول بطلة للمقاومة الشعبية فى حرب 1956.

قنابل وأسلحة

لعبت زينب الكفراوي دورًا هامًا في توصيل الأسلحة للفدائيين لمحاربة العدوان الثلاثي الذي ضم قوات من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956، حيث جازفت بحياتها حينما اصطحبت رضيعًا داخل عربة بها قنابل وأسلحة، أرادت توصيلها  للفدائيين لتكون عونًا لهم في وقت الحرب.

مرت “زينب” أمام جنود العدو، ولم يستوقفونها، حيث نجحت حيلة استعانتها بطفل رضيع، للهروب من العدو، وبالفعل تمكنت من توصيل الأسلحة إلى الفدائيين.

بطولة زينب كفراوي

وشاركت "زينب" فى عدد من بطولات مواجهة العدوان، أبرزها المساعدة فى إخفاء الضابط البريطانى "مير هاوس"، ابن عمة ملكة بريطانيا، كما نفذت عملية لنقل أسلحة وقنابل من مخبأ سري إلى القوات المصرية.

في 6 مارس 2020، توفيت زينب الكفراوي بالمركز الطبي العالمي، إحدى فدائيات محافظة بورسعيد، والتي دافعت ببسالة عن المحافظة خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

عيد الشرطة

ويأتى عيد الشرطة إحياءً لذكرى معركة الشرطة في صباح الجمعة 25 يناير 1952، حيث استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة البريجادير إكسهام، ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية في هذا الوقت، فؤاد سراج الدين، الذي طلب منهم الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة، من أهم أسباب اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التي كان يطلق عليها “بلوكات النظام” وقتها، وهو ما جعل “إكسهام” وقواته يحاصرون المدينة ويقسمونها إلى حي العرب وحي الإفرنج، ووضعوا سلكًا شائكصا بين المنطقتين، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحي الراقي مكان إقامة الأجانب.

شرارة المعركة

هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 1936 في 8 أكتوبر 1951، حيث غضبت بريطانيا بشدة، واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين.

ومع إحكام قبضة المستعمر الإنجليزي على المدن المصرية، ومنها مدن القناة، التي كانت مركزًا رئيسيًا لمعسكرات الإنجليز، بدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر، وانطلقت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز عن مصر.

في 16 أكتوبر 1951، بدأت أول شرارة للتمرد ضد وجود المستعمر، بحرق “النافي” وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز، كان مقره بميدان عرابي وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تمامًا، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الإنجليز، فكانت أحداث 25 يناير 1952.

search