الأربعاء، 02 أبريل 2025

10:34 م

تصدعات في الاقتصاد الروسي لأول مرة منذ الحرب الأوكرانية

البنك المركزي الروسي

البنك المركزي الروسي

خاطر عبادة

A .A

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن الاقتصاد الروسي، الذي تمتع بقدر مدهش من الصمود في مواجهة أكثر من عامين من الحرب والعقوبات الغربية، بدأ يظهر تصدعات جديدة ويواجه ضغوطاً متزايدة وخطيرة.

وهبط الروبل الروسي بشكل حاد، وارتفعت معدلات التضخم بشكل كبير، ورغم ذلك، قال الرئيس فلاديمير بوتن للشعب الروسي، إنه لا يوجد سبب للذعر. 

وانخفض الروبل إلى 114.75 مقابل الدولار الأمريكي وفقًا لبيانات من Investing.com، وهو مستوى لم يشهده منذ مارس 2022، بعد أن بدأت روسيا حربها في أوكرانيا، حيث تسبب انخفاض أسعار النفط والعقوبات الجديدة ضد الشركات الروسية والإنفاق الحكومي المتزايد على الحرب ضغوطا متزايدة على الاقتصاد الروسي.

وردا على ذلك، علق البنك المركزي الروسي عمليات شراء العملات الأجنبية لبقية هذا العام، ومن شأن هذا أن يحد من المعروض من الروبل، ويدعم سعر الصرف تبعاً لذلك، وقد اتخذ البنك المركزي خطوة مماثلة في العام الماضي، بعد أن تسبب تمرد زعيم المرتزقة يفجيني بريجوزين في اندلاع أزمة ثقة أخرى.

وعلى هذا النحو، فإن هذا الإجراء من شأنه أن يساعد في احتواء مشكلة التضخم المتنامية، والتي أجبرت البنك المركزي على رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 21%.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن معدل التضخم بلغ 8.5%، ولكن الاستطلاع الخاص الذي أجرتها شركة أبحاث السوق ROMIR تشير إلى أن المعدل الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

كان الروبل تحت ضغط مستمر طوال الصيف، حيث انخفض سعر النفط- أهم صادرات روسيا، على الرغم من العقوبات الغربية - بسبب ضعف الطلب الصيني والأوروبي والنمو السريع للإمدادات من الولايات المتحدة والبرازيل وجويانا، وانخفضت أسعار خام برنت بنحو 4% في الأسبوع الماضي وحده بسبب الارتياح الذي أحدثته الهدنة التي وافقت عليها إسرائيل وحزب الله في لبنان.

واشتدت هذه الضغوط بعد أن فرضت الولايات المتحدة جولة جديدة من العقوبات على بنك جازبروم، الذي كان مسموحا له حتى ذلك الحين بمعالجة المدفوعات الخاصة بما تبقى من أعمال تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا.

كما استهدفت الحزمة الجديدة 50 بنكا روسيا دوليا، وأكثر من أربعين مسجلا للأوراق المالية الروسية، و15 مسؤولا ماليا روسيا. 

وقال جرزيجورز دروزدز، محلل السوق في كونوتوكسيا، إن "حزم العقوبات المفروضة لها آثارها السلبية، والتي يشعر بها الروس بشكل رئيسي في شكل ارتفاع التضخم.

القلة الغاضبة

أثارت السياسة النقدية المتشددة التي ينتهجها البنك المركزي انتقادات متزايدة من جانب كبار رجال الصناعة في البلاد، مثل قطب المعادن أوليج ديريباسكا وسيرجي تشيميزوف، رئيس مجموعة الصناعات الدفاعية المؤثرة روستيك. وتتولى منظمة تشيميزوف مسؤولية تصنيع الكثير من المعدات اللازمة لخوض الحرب في أوكرانيا.

ونقلت قناة "آر بي سي" عن رئيس مجلس إدارة شركة "سيفرستال" أليكسي مورداشوف قوله في مؤتمر صحفي في سان بطرسبرج: "يبدو الأمر وكأن الدواء أكثر ضررا من المرض".

وقال مورداشوف "إننا في حاجة إلى مناقشات جادة حول هذا الموضوع، وهذا وضع ربما لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم الحديث، عندما يكون سعر الفائدة لدى البنك المركزي أعلى بنحو 2.5 مرة من معدل التضخم، ومع ذلك لا يزال معدل التضخم ثابتا".

ورفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة إلى 21% في اجتماعه الأخير، وحذرت محافظته إلفيرا نابيولينا بزيادة أخرى في اجتماعه القادم، وحتى الآن هذا العام، رفع البنك سعر الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس، لكنه لم يتمكن من منع الروبل من خسارة ما يقرب من ربع قيمته مقابل الدولار.

search