الخميس، 05 ديسمبر 2024

03:56 ص

نبيلة مجدي

نبيلة مجدي

A A

من أجل التريند.. كيف ستر "المغسلون" محمد رحيم وفضحه أخوه!

مشاهد عبثية ملأت شاشات التليفزيون وصفحات السوشيال ميديا بطلها طاهر رحيم منذ وفاة شقيقه الملحن محمد رحيم، هنا يظهر في لقاء تلفزيوني قبل دفن جثة أخيه، وهناك يرفع صوته بالحديث أثناء الدفن بطريقة استعراضية أمام الكاميرات ليسمعه الجميع وكأنه يؤدي دورا على خشبة المسرح، ومرة أخرى تراه يلتقط الصور مع الفنانين أثناء العزاء وكأنه على "ريد كاربت" مهرجان سينمائي ، ومرة يوقف ممثل شهير ليحصل على رقمه الخاص وكأنه يستغل الوفاة وما حدث ..هكذا فكر وردد وتحدث الكثير من المصريين عن الدكتور طاهر رحيم  وقد تكون هذه شخصيته ولم يتعمد شيئا.

ويبدو للجميع  أن طاهر لم "يشبع" ظهورا حتى الآن فقرر أن يقيم عزاءا ثانيا، ليكمل بحضوره من الفنانين ألبوم الصور و"يقفل تارجت" مكالمات الشهر القادم ليصبح ضيفاً دائما في برامج النميمة.

كنا جميعا دائمي الانتقاد لمشهد الحصار المتكرر الذي يفرضه الصحفيون والمصورون على الفنانين وأهالى المتوفى في أي عزاء، وسؤالهم "تحب تقول إيه عن وفاة الفنان.."، ولكننا التمسنا لهم الأعذار أحيانا ، مهمتهم نقل الحدث والخروج بلقطات وأخبار، حتى قلب طاهر الآية، لنرى لأول مرة أخ يتبرع بعرض جثة أخيه "لايف" من قلب الحدث رغما عنا جميعا أيضا.

من منا لا يعرف الآن أن جثة محمد رحيم كانت منتفخة ولها رائحة اضطرت أهله لتشغييل المراوح والتكييفات، وأن وجهه كان أزرقا منتفخا وربطت قدميه ولم يبدو طبيعيا كما اعتادوه، أتعجب كيف ستر المغسلون رحيم وفضحه أخوه على الهواء لكي يغمس بلحمه التريند.

أصبح وجه "طاهر" الذي يبدو دائما لامعا و"منتشيا" بأضواء الكاميرات مألوفا واعتياديا جدا منذ الوفاة، وأصبح إسمه دائم الذكر في مانشيتات المواقع لأنه لم يصمت يوما، وكأنه في سباق مع الزمن ليثبت وجوده، ك"كومبارس" اعتاد آداء الأدوار الصامتة واختزاله في كادرات هامشية وضيق حتى جاءت فرصة ظنها "ذهبية" بموت البطل أخيه، لكي تتسع له الساحة للظهور ويعوض ما فاته من سنين.

أما "محمد رحيم" فعاش ومات ولا يعرف وجهه الكثيرون، ربما لأنه أدرك أن عمله هو ما سيحفظ أثره للأبد، وأن "الثرثرة" و"اللت" لا حاجة لهم إن كان لديك ما تقدمه فعلا فأولئك الذين لم يعرفوا وجه رحيم عرفوا ألحانه "عن ظهر قلب" ومروا بسيرته الطيبة.

أتعجب كيف حول طاهر موت أخيه لسبوبة دون خجل، وعند سؤاله عن كثرة ظهوره وعن السر وراء تماسكه الشديد، يبرر ذلك بأن "جمهور رحيم اللي بيحبه بجد "من حقه يعرف" وبأنه "متماسك عشان "يسد مكان أخوه"، في حين لم يقدم لأخيه حتى الآن سوى "تشويه مجاني"، ليصبح جليا لنا جميعا أن إكرام الميت ليس دفنه، بل أن يتبرأ من طاهر أخيه".

search