الأربعاء، 04 ديسمبر 2024

10:18 ص

رفضت الاستسلام للإعاقة.. "جنة" طفلة صنعت المستحيل بلا ذراعين

الطفلة جنة

الطفلة جنة

إسلام أمين   -  

A A

في قلب مدينة دمنهور، وُلِدت الطفلة “جنة”، قبل ثماني سنوات بلا ذراعين، لكنها أثبتت أن الإرادة يمكنها التغلب على أقسى التحديات. وفي مناسبة اليوم العالمي لذوي الهمم، خطفت جنة الأنظار وألهمت الحاضرين بكلماتها المفعمة بالإصرار: "إحنا قد التحدي، متخليش حد يوقفك".

في احتفالية "قادرون باختلاف" التي أقيمت اليوم بمقر مكتبة مصر العامة بدمنهور، ألقت “جنة” كلمة مؤثرة أمام حشد من الحضور أبرزهم محافظ البحيرة جاكلين عازر، ورئيس جامعة دمنهور إلهامي ترابيس.

وتضمنت الاحتفالية عددًا من العروض التي قدمتها نماذج من أصحاب الإنجازات القادرين باختلاف.

قدرات استثنائية رغم الإعاقة

جنة، التي تدرس في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة السيدة خديجة، أظهرت منذ صغرها قدرات استثنائية رغم إعاقتها، وتؤكد والدتها “أميرة” بفخر: "جنة رزق من عند ربنا، هي التي تعلمنا الإصرار والتحدي، وتعتمد على نفسها، ترتب أغراضها وتساعدنا في أعمال المنزل، ولم تستسلم للإعاقة أبدًا".

دعم جنة

كانت اللحظة الأولى لاكتشاف وضع جنة صادمة لوالديها، خاصة عندما أخبرتهم الطبيبة أن وضعية السجود في رحم الأم منعت ظهور تفاصيل الإعاقة خلال الفحوصات، لكن هذه البداية لم تمنع الأسرة من دعم جنة بكل الطرق الممكنة.

أم والدها، المهندس محمد عبدالجواد، المقيم في السعودية، فقد عمل على تشجيعها وتعليمها كيفية استخدام قدميها بدلًا من يديها.

وبالفعل، تعلمت جنة الكتابة، وتمكنت من استخدام الهاتف بمهارة، بل أصبحت تعتمد على نفسها في تمشيط شعرها وإطعام نفسها.

جنة قالت في كلمتها: "عندما كنت في الثالثة من عمري، بدأت أتعلم الكتابة بمساعدة والدتي، علمني والدي كيف أمسك القلم بقدمي، وبمرور الوقت، أصبحت قادرة على الاعتماد على نفسي".

حلم الطبيبة

إضافة إلى دعم والديها، يلعب جداها دورًا مهمًا في مساندة جنة، التي تعد شخصية اجتماعية ومحبة للحياة، حيث تحلم هذه الطفلة الطموح بأن تصبح طبيبة أطفال في المستقبل، فهي تعشق الأطفال وتريد مساعدتهم.

الطفلة الصغيرة ليست فقط قدوة لذوي الهمم، بل هي أيضًا مثال يُحتذى به في التفوق الدراسي والاجتماعي، وتكريمها من قبل محافظ البحيرة، جاكلين عازر، اليوم، كان بمثابة تقدير لرحلتها المليئة بالإصرار، والتي ألهمت كل من حولها.

وأخيرًا، فإن جنة ليست مجرد طفلة، بل رمز للصمود، وتجسّد رسالة مفادها أن الإعاقة الحقيقية تكمن في الاستسلام، وأن الأمل والإصرار هما الطريق لتحقيق المستحيل.

search