الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:32 ص

""من الحروب إلى صناعة التاريخ".. قصة مرابطون حققوا المستحيل

موريتانيا

موريتانيا

محمود موسى

A A

كرة القدم لعبة بسيطة، إما أن يفوز الفريق، أو يخسر، أو يتعادل، ومع ذلك، مثل العديد من الأشياء الأخرى في الحياة، فإن بعض الانتصارات تكون مميزة.

عندما أطلق الحكم عمر عبد القادر أرتان صافرة النهاية في ملعب السلام في كأس الأمم الأفريقية، ليفوز المرابطون على الجزائر ويصعد إلى دون ثمن النهائي، كانت لحظة تاريخية لهذا البلد. 

أول فوز لموريتانيا في كأس الأمم الأفريقية، هو تتويج لسنوات من العمل الشاق الذي نقل البلاد من قاع كرة القدم الدولي إلى إحدى المنتخبات التي يحسب لها في كرة القدم الأفريقية.

إن صعود موريتانيا لا يرجع إلى عامل واحد، بل هو مزيج من الإدارة الناجحة والعمل على اكتشاف المواهب، من تقديم أفضل ما لديهم من قدرات.

مثل العديد من البلدان الأفريقية، دخلت موريتانيا في نزاعات إقليمية مع الدول المجاورة لها، وقد أدى ذلك إلى نشوب حروب مع المغرب والجزائر بشأن الصحراء الغربية المتنازع عليها، وكان لهذا تأثير ممتد على كرة القدم، حيث عانت الأمة بشكل كبير.

وحين يدخل المنتخب الموريتاني التصفيات المؤهلة لبطولات مثل كأس الأمم الأفريقية والفيفا لكنهم لم يفزوا بأي مباراة وتم إقصاؤهم دائمًا من الجولة الأولى، ومع ذلك، فإن الأيام المظلمة لم تأت بعد، فخلال فترة ثماني سنوات بين عامي 1995 و2003، إذ فشلت البلاد في الفوز بأي مباراة، ولم يتم لعب الدوري في أعوام 1980 و1989 و1996 و1997.

ولم يكن هناك آمال في تحقيق أي شيء ذي معنى، ومما زاد الطين بلة أن البلاد شهدت أيضًا مشاكل داخلية خلال ثلاث سنوات، مما أدى إلى عدم الاستقرار في البلاد.

صعود أحمد يحيى

تولى أحمد يحيى رئاسة الاتحاد الموريتاني لكرة القدم الذي وعد بتغيير المشهد الكروي في البلاد، ولكن بالنظر إلى أدائهم والوضع في البلاد، لم يتوقع سوى القليل أن يشهدوا تقدمًا فعليًا.

واجه يحيى مشاكل لا حصر لها لا يمكن التغلب عليه تقريبًا، وكان من أول الأشياء التي قام بها هو تجديد هيكل الدوري وجعل المكافآت المالية أكثر شفافية للأندية. 

وبهذا النهج، أصبحت الأندية أكثر ثقة وبدأت في تطوير البنية التحتية التي من شأنها أن تساعد في تطوير اللاعبين الشباب.

إعادة انتخاب أحمد ولد يحيى على رأس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم لولاية  رابعة
أحمد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم

 

ومع ذلك، كانت الأندية بحاجة إلى المزيد من الأموال حتى يتمكن لاعبوها من الحصول على رواتب ثابتة، مما يسمح لهم بالتركيز فقط كرة القدم، وتدخل يحيى ليقنع أكبر شركة اتصالات في البلاد من أجل رعاية الدوري الموريتاني.

واستخدمت الأموال التي حصلوا عليها ليس فقط لدفع رواتب اللاعبين ولكن أيضًا لتحسين وبناء بنية تحتية جديدة، وتم بناء مراكز للشباب في عام 2012 بتكلفة 800 ألف دولار، ثم حصلوا على 10 ملايين يورو من مشروع الهدف بالفيفا، التي تم استخدامها بشكل رئيسي لتجديد ملعبهم الوطني. 

حلم المرابطين

ومنذ عام 2014 عندما بدأت موريتانيا في الصعود في تصنيف الفيفا، واكتشف الاتحاد الموريتاني عدد لا بأس به من لاعبي كرة القدم الجيدين مثل أبو بكر كامارا ومحمد دلاهي يالي وبسام ويوان لانجليه ومويس كاندي ودومينيك دا سيلفا، إذ واصلت موريتانيا اتخاذ خطوات صغيرة نحو النجاح.

وأثمر جهود الاتحاد الموريتاني وعملهم الشاق أخيرًا عندما حققت موريتانيا أول فوز لها خارج ملعبها بفوزها على ليبيريا في عام 2014. كما وصل تصنيفهم إلى المركز 81 في يوليو 2017.

وفي 18 نوفمبر 2018، لا يهم إذا كنت من محبي كرة القدم أم لا. فبعد سنوات من النضال، صنع "المرابطون"، التاريخ عندما وصلوا إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2019.

وكان التأهل مثيراً أيضاً، إذ حولت موريتانيا تأخرها بهدف إلى فوز مثير على بوتسوانا 2-1، ليذرف اللاعبون دموع الفرحة والسعادة بعد الفوز، لأنه لم يتوقع أحد أن تتأهل موريتانيا للبطولة. 

وعلى الرغم من فشل المرابطون في الفوز بأي مباراة في كأس أمم إفريقيا 2019، إلا أن أنهم لم يشعروا بالإحباط، وتأهلوا مرة أخرى إلى نسخة 2022.

بعد التأهل مرتين متتاليتين لأكبر بطولة في القارة، ظهر أن كرة القدم الموريتانية تسير على الطريق الصحيح. الآن يرغب المنتخب الموريتاني في تحقيق حلمه بالفوز بمباراتهم الأولى في كأس الأمم الأفريقية.

تأجيل مباراة موريتانيا وجامبيا لـ 45 دقيقة - كورة بلس
منتخب موريتانيا

مع الأبطال

خسر منتخب موريتانيا أول مواجهتين بصعوبة بالغة لحساب بوركينا فاسو 0-1، وأنجولا 2-3، في نسخة كأس الأمم الأفريقية عام 20

فجر منتخب موريتانيا مفاجأة جديدة من العيار الثقيل في كأس الأمم الأفريقية بالإطاحة بالمنتخب الجزائري خارج البطولة، بعد الفوز عليه بهدف دون رد، في ختام مباريات المجموعة الرابعة بدور المجموعات.

صدام المفاجآت.. من يواجه منتخب موريتانيا في ثمن نهائي أمم أفريقيا؟
موريتانيا والجزائر

وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ محاربي الصحراء التي يودعون البطولة من دور المجموعات في نسختين متتاليتين، كما أنها المرة الأولى التي يتأهل فيها منتخب المرابطين للدور الثاني.

وجاء هدف منتخب موريتانيا عن طريق محمد يحيى دلاهي في الدقيقة 37.

وبهذه النتيجة تأهل المنتخب الموريتاني ضمن أفضل (ثوالث) كونه متفوقا على ثالث المجموعة الأولى (المنتخب الإيفواري)، وثالث المجموعة الثانية (منتخب غانا)، ليحقق التاريخ مع أمير عبده المدير الفني لمنتخب المرابطون

search