الخميس، 05 ديسمبر 2024

03:47 ص

"توترات تجارية".. الصين تحظر تصدير رقائق معدنية لأمريكا

أرشيفية

أرشيفية

خاطر عبادة

A A


قالت الحكومة الصينية إنها ستحظر تصدير مكونات رئيسية مستخدمة في تصنيع أشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة، في خطوة تؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية بعد يوم من إعلان واشنطن فرض قيود تستهدف قدرة الصين على تصنيع الرقائق المتقدمة.


وأشارت وزارة التجارة الصينية في بيان إن من بين المواد المحظورة من التصدير معادن الجاليوم والأنتيمون والجرمانيوم مشيرة إلى مخاوف الأمن القومي، وفقا لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية.

وأضافت الوزارة أن صادرات الجرافيت، وهو مكون آخر في أشباه الموصلات، سوف تخضع لمراجعات أكثر صرامة للاستخدامات النهائية.

ويعزز الإجراء تطبيق القيود الحالية على صادرات المعادن الحيوية التي بدأت بكين في طرحها العام الماضي، لكنها تنطبق فقط على السوق الأمريكية.

اعتبارات  الأمن القومي

وقالت الوزارة الصينية، إنه لاعتبارات تتعلق بحماية مصالح الأمن القومي والوفاء بالالتزامات الدولية مثل منع الانتشار، قررت بكين تعزيز ضوابط التصدير على المواد ذات الاستخدام المزدوج ذات الصلة إلى الولايات المتحدة.

ويستخدم الجاليوم والجرمانيوم في أشباه الموصلات، كما يستخدم الجرمانيوم في تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء وكابلات الألياف الضوئية والخلايا الشمسية، ويستخدم الأنتيمون في الرصاص والأسلحة الأخرى، في حين يشكل الجرافيت أكبر مكون من حيث الحجم في بطاريات السيارات الكهربائية.

وهناك مخاوف من أن بكين قد تستهدف في المرحلة التالية معادن حيوية أخرى، منها تلك التي لها استخدامات أوسع مثل النيكل والكوبالت.

وتشكل الصين 94% من إنتاج العالم من الجاليوم، و83% من الجرمانيوم.

شحنات من الجرمانيوم

وتظهر بيانات الجمارك الصينية عدم وجود شحنات من الجرمانيوم المشكل وغير المشكل أو الجاليوم إلى الولايات المتحدة هذا العام حتى أكتوبر، بينما كانت قبل عام رابع وخامس أكبر سوق للمعادن.

وعلى نحو مماثل، انخفضت شحنات الصين الإجمالية من منتجات الأنتيمون في أكتوبر بنسبة 97% مقارنة بسبتمبر بعد أن دخلت الخطوة التي اتخذتها بكين للحد من صادراتها حيز التنفيذ.

وأعلنت واشنطن أمس الأول الإثنين عن قيود على المبيعات إلى 140 شركة بما في ذلك شركتي الرقائق الصينيتين بيوتيك وسيكارير، ما أدى إلى توسيع جهود تهدف إلى الحد من صادرات الرقائق الحديثة إلى الصين والتي يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

وتشمل القواعد الأمريكية الجديدة ضوابط على 20 نوعا من معدات تصنيع الرقائق وثلاثة أنواع من أدوات البرمجيات لتطوير أو إنتاج أشباه الموصلات.

تسييس القضايا التجارية

وقالت الصين، أمس، إن الولايات المتحدة "سيّست وسلحت" القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية عندما كشفت عن قيودها التصديرية.

وأكدت بكين أن الخطوة الصينية تقيد أيضًا تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج للمستخدمين العسكريين في الولايات المتحدة أو لأغراض عسكرية.

وقال ديلان لوه، الأستاذ المساعد في جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة، إن هذه الخطوة بمثابة ضربة انتقامية للولايات المتحدة، وهذا يؤكد نقطة مهمة وهي أن الصين ليست سلبية تماما، لافتا أن هناك بعض الأوراق التي يمكنها أن تلعب بها وتضرب بها الولايات المتحدة أيضا فيما يتعلق بالرقائق.

وقال تشونج جا إيان، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية من جامعة سنغافورة الوطنية، إن هذه "القيود المتبادلة" قد تؤدي إلى تعطيل سلسلة التوريد، فضلاً عن الضغوط التضخمية، إذا أثرت على التجارة لأطراف ثالثة.

search