الخميس، 12 ديسمبر 2024

07:06 ص

مدع عام سابق.. من هو يون سوك الذي فرض الأحكام العرفية في كوريا؟

رئيس كوريا الجنوبية- يون سوك يول

رئيس كوريا الجنوبية- يون سوك يول

تشهد كوريا الجنوبية أزمة سياسية عاصفة بعد أن أعلن الرئيس يون سوك يول، مساء الثلاثاء الماضي، فرض الأحكام العرفية، قبل أن يتراجع ويلغى القرار في غضون ساعات تحت ضغط شعبي وسياسي واسع.

جاء الإعلان غير المسبوق منذ أكثر من أربعة عقود ليشعل موجة من الانتقادات والغضب، حيث اعتُبر محاولة من الرئيس لتعزيز سلطاته وسط انخفاض شديد في شعبيته وأزمات داخلية متصاعدة. 

وتسبب القرار في فوضى سياسية دفعت المعارضة إلى تقديم طلب رسمي لعزله، فيما صرح النائب كيم يونج مين بأنه سيتم التصويت على الطلب يوم الجمعة المقبل.

الرئيس المحاصر

يواجه يون، الذي فاز بفارق ضئيل في انتخابات الرئاسة عام 2022، تراجعاً كبيراً في شعبيته التي هبطت إلى 17%، وفق استطلاعات رأي حديثة نقلتها صحيفة اندبندنت.

وازدادت الضغوط عليه بعد هزيمة حزبه الحاكم "قوة الشعب" في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مما أضعف موقفه السياسي بشكل كبير.

وأثار إعلان الأحكام العرفية، الذي برره يون بتهديدات من كوريا الشمالية وضرورة مواجهة "عناصر مناهضة للدولة"، موجة من الاحتجاجات العارمة، حيث نزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة سيول، فيما تحرك المشرعون سريعاً لعرقلة القرار، بما في ذلك أعضاء من حزبه.

وعلى الرغم من تراجعه عن القرار، اعتبر محللون سياسيون أن الخطوة شكلت "تجاوزاً قانونياً وسوء تقدير سياسي"، وفق تصريحات البروفيسورة ليف إريك إيزلي من جامعة إيهاوا، التي وصفت يون بأنه "رئيس محاصر يقوم بتحركات يائسة للتصدي للفضائح والصراعات المؤسسية والدعوات إلى عزله".

رئاسة مضطربة

واجه يون منذ تسلمه السلطة، تحديات كبيرة واتهامات متعددة أثرت على رئاسته، حيث بدأ مسيرته السياسية كمدعٍ عام، واشتهر بقيادته تحقيقات فساد ضد الرئيسة السابقة بارك غيون هاي، ومع ذلك، بدا افتقاره للخبرة السياسية واضحاً منذ البداية.

وتميزت حملته الانتخابية بخطابها الموجه نحو الناخبين الذكور الشباب، لكنها لم تلبِ التطلعات المتعلقة بالكفاءة والشفافية التي وعد بها. 

وقال البروفيسور دون أس لي من جامعة سونجكيونكوان، إن تلك الآمال "تبخرت سريعاً" تحت وطأة الأداء السياسي المتواضع والفضائح المتلاحقة.

وأبرز هذه الفضائح تركز حول زوجته، كيم كيون هي، التي اتُهمت بقبول هدايا فاخرة والتلاعب بالأسهم، وفي نوفمبر الماضي، اعتذر يون عن تصرفاتها لكنه رفض فتح تحقيق رسمي، مما زاد من الانتقادات التي تواجهه.

تحديات المرحلة المقبلة

يبدو أن تراجع الرئيس يون عن الأحكام العرفية لم يهدئ الغضب الشعبي أو السياسي، بل أضاف إلى حالة عدم الثقة في قيادته، ومع تصاعد الدعوات لعزله، يبقى المشهد السياسي في كوريا الجنوبية مفتوحاً على كل الاحتمالات، ما يضع البلاد أمام مرحلة صعبة قد تغير ملامح نظامها السياسي بشكل جذري.

search