الخميس، 12 ديسمبر 2024

09:40 ص

احترق عدة مرات.. قصر الأميرة نعمت مختار يتحول إلى خرابة

قصر الأميرة نعمت مختار قديمًا

قصر الأميرة نعمت مختار قديمًا

شهدت منطقة المرج بالقاهرة، نشوب حريق كبير طال قصر الأميرة "نعمت مختار"، القصر الذي توالت فيه حوادث الحرائق على مدار عدة سنوات.

وبعد إبلاغ قوات الحماية المدنية، استطاعت التدخل والسيطرة على الحريق وإخماده، بعدد من سيارات الإطفاء.

حريق قصر “نعمت مختار”

قبل ساعات قليلة، تفاجأ أهالي منطقة المرج بتصاعد الأدخنة الكثيفة بناحية قصر "نعمت مختار" المهجور، وبعد التوجه لمكان الدخان تبين وجود حريق كبير نشب نتيجة حرق المخلفات الملقاة داخل القصر، بواسطة مواد مشتعلة، ما دفع الأهالي للإبلاغ حتى يتم السيطرة على الوضع، وبالفعل تم وضع كردون أمني لمنع امتداد الحريق للمناطق السكنية المجاورة، فيما تم إخماده عبر خراطيم الإطفاء.

جانب من حريق قصر الأميرة نعمت مختار

 

قصر نعمت مختار

على مساحة 22 فدانًا بمساحة وصلت لـ500 متر مربع في منطقة المرج القديمة شمال القاهرة، في حي المليون نخلة، بني قصر الأميرة نعمت مختار، والذي كان عبارة عن تحفة معمارية جمعت بين المعمار الإنجليزي والإيطالي، وأحيط به حدائق شاسعة من الخضرة والأشجار والنخيل.

احتضنت الحدائق ملاعب جولف وتنس، وأشرف على ازدهارها 50 بستانيًا، حتى استطاعت ببهائها المشاركة في مهرجانات البساتين الدولية، لندرة نخيلها وأشجارها، حتى أنه كان يعقد به مهرجان اختيار "ملكة جمال البلح".

أما عن القصر فعلى بابه تستقبلك لافتة كتب عليها "هنا قصر الأميرة نعمت مختار"، وكانت الحياة داخله منظمة تسير  على روتين صارم على يد أمهر المعلمين الفرنسيين والعرب والأتراك ومحفظي القرآن الكريم.

وأما عن حوائط القصر التي كانت تعكس الفن الأصيل، فامتازت بمسافات داخلية بقدرات تعزل القصر عن درجات الحرارة المرتفعة بالخارج، وكان مدخل القصر الرئيسي على شكل "مشربية حديدية"، وكانت أرضيته مكسية بحبات الزلط الملون منسقة بشكل بديع وراقي.

وبعد فرض الإقامة الجبرية، بعد اندلاع ثورة 23 يوليو، تحول لاستراحة للرؤساء، فنزل فيه الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس محمد أنور السادات.

من هي الأميرة نعمت مختار؟

وفقًا لكتاب "قصور مصر" الذي أصدرته الهيئة العامة المصرية للكتاب، بقلم الباحثة سهير عبدالحميد، فالأميرة نعمت مختار هي سليلة عائلة محمد علي باشا، وهي ابنة الخديوي إسماعيل الصغرى، وقد خطبت للأمير إبراهيم باشا وعقد قرانهما، لكن وافته المنية قبل إتمام مراسم الزواج لتصير أرملة في مقتبل شبابها، بعدها تقدم لخطبتها القائد محمود مختار باشا، نجل المعتمد التركي بعصر الخديوي توفيق، وتم الزواج بينهما.

قصر نعمت مختار
مدخل قصر نعمت مختار

كانت شخصية الأميرة نعمت مثالا للقوة والمثابرة والشجاعة، وكان لها دور فعال في حماية زوجها إبان قيام  الثورة، فمنعت الثوار من دخول قصرها، ثم ظلت تعاون زوجها إلى أن أصبح وزيرًا للحربية بتركيا، وسفيرًا لها في ألمانيا.

الأميرة التي اتسمت بالصرامة الشديدة كانت سببًا وراء شهرة قصرها، بسبب عملها الدؤوب في تحويل حدائقه لجنة ساحرة، حتى قيل أنها كانت تستورد بعض النباتات من أوروبا، وعينت خبيرًا إيطاليًا ليعتني بالنباتات.

تحول قصر نعمت مختار إلى خرابة

بمرور السنوات ومع امتداد الزحف العمراني ومباني الخرسانات إلى أضاحي المرج الخضراء المزدهرة، أضحى القصر عبارة عن "خرابة" تأوي المجرمين والبلطجية، فيما اعتبرها السكان مكبًا للنفايات، ومكان محظورًا خلال الليل، حتى تكرر اندلاع الحرائق فيه فزالت أغلب ملامحه الراقية.

تحول قصر نعمت مختار لخرابة
search